للحديث بقية: التطبيع الخليجي مع «اسرائيل» ...أي ثمن؟

بات مسلسل التطبيع العربي مع اسرائيل جليا ولم يعد مجرد تقارير سرية يتم تداولها .. بالصور ولقطات الفيديو يتم

التوثيق للحدث المشؤوم حيث تداولت وسائل الاعلام تفاصيل زيارة رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى سلطنة عمان في وقت اعلنت فيه تل ابيب عن زيارات جديدة لوزراء الاحتلال لدول الخليج خلال الاسبوع الحالي .

وفي سابقة هي الاولى من نوعها يقوم وزير نقل الاحتلال الاسرائيلي بزيارة الى سلطنة عمان كما يشارك وزير الاتصالات الاسرائيلي في مؤتمر دولي حول امن المعلوماتية في دبي ...ولاول مرة يعزف النشيد الاسرائيلي في دولة خليجية بالتزامن مع حضور وزيرة الثقافة والرياضة الاسرائيلي ميري ريغيف في اطار المشاركة الاسرائيلية في حدث رياضي ... والادهى ان زيارتها حظيت برعاية خاصة من قبل المسؤولين الاماراتيين تخللتها جولة في ارجاء مسجد الشيخ زايد في ابو ظبي في وقت يستبيح فيه المحتل الصهيوني حرمات المسجد الاقصى وكنائس القدس ... وينتهك فيه الاسرائيليون الحقوق الفلسطينية بلا منازع ويعكفون على مواصلة المشروع الاستيطاني ومشروع تهويد الارض بدعم امريكي وفي ظل تزايد جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته ...ولاول مرة غاب الصمت العربي وحل محله التأييد الخليجي لاسرائيل في اطار مرحلة جديدة تمهد الطريق لما يسمى بصفقة القرن المشؤومة»..
والسؤال هل افتتحت هذه الدول الخليجية عهد التطبيع مع اسرائيل؟ وهل بات تنفيذ صفقة القرن وشيكا ...وماهو ثمن التطبيع؟

لقد اثارت هذه الزيارات غضبا فلسطينيا ونددت بها الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح وهي تنذر بمرحلة اكثر خطورة في واقع عربي وفلسطيني متأزم ..فلأول مرة يصبح التطبيع في العلن وبشكل رسمي دون أي اعتبار لمزاج الشعوب العربية والاسلامية المساندة للحق الفلسطيني ..ودون أي اعتبار لقدسية القضية الفلسطينية وعدالتها ....ودون اعتبار لدماء الشهداء الفلسطينيين اطفالا ورجالا ونساء والتي تسال كل يوم على ارض فلسطين من اجل تحرير الارض والكرامة العربية الضائعة ...

الاكيد ان زيارة نتنياهو ستكون لها تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني لانها تعطي الضوء الاخضر للمحتل من اجل مواصلة عربدته وجرائمه بحق الفلسطينيين دون هوادة مادام الظهر العربي بات مكشوفا والأبواب مفتوحة على مصراعيها امام قوافل الصهاينة..
بالورود والبسمات يتم استقبال وزيرة الثقافة الاسرائيلية على ارض عربية في وقت يصوب فيه الاسرائيليون رصاصهم ودباباتهم بوجه صدور اطفال فلسطين العارية ...ولعل السؤال ما هو ثمن التطبيع الخليجي مع اسرائيل وما هي تداعياته على الداخل والخارج؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115