مؤتمر باليرمو الدولي حول ليبيا المقرر عقده في 12 - 13 من نوفمبر القادم .فيما جرى تسجيل زيارة رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج الى العاصمة الايطالية روما في زيارة غير معلنة حيث اجتمع فور وصوله مع رئيس الوزراء الايطالي .
مصادر اعلامية من روما كشفت بان السراج استنجد بايطاليا على وجه السرعة لإفشال المبادرة المصرية الرامية الى تكليف حفتر بمنصب قائد عام للجيش الليبي لأربع سنوات أخرى في سياق التسوية السياسية . وهو ما تطلب من الدبلوماسية الايطالية العمل على إقناع حفتر بزيارة روما الأسبوع المٌقبل قبيل انعقاد مؤتمر باليرمو لتنظيم لقاء مع السراج من اجل توافق عسكري سياسي. وتسعى ايطاليا لإشراك عسكريين تابعين لحكومة الوفاق وحفتر خلال مؤتمر باليرمو . مستغلة في ذلك علاقتها بالقاهرة و قوة علاقات الاخيرة مع سلطات طبرق، معلوم بان ايطاليا تعول على الدور المصري بدرجة كبيرة ولم تقم بأية تحركات تجاه الجزائر وتونس على سبيل المثال.
سياسات متباينة
فسياسة ومواقف كلا الدولتين حول الملف الليبي هي اقرب للموقف الفرنسي منه للموقف الايطالي . في ذات الاطار انهى المبعوث الأممي غسان سلامة زيارته إلى بنغازي أين التقى قائد الجيش خليفة حفتر. حيث جرى استعراض الوضع الراهن و سبل انجاح المساعي الدولية سيما مؤتمر باليرمو.
اللقاء كان مناسبة لحفتر ليجدد التزامه بما نص عليه الاتفاق السياسي ومخرجات لقاء باريس واستعداده لحضور مؤتمر ايطاليا شرط التزام باقي الاطراف بما تعهدت به في السابق ، يشار الى ان غسان سلامة يعود اليوم الى روما للقاء رئيس الوزراء الايطالي لاطلاعه على مضمون اجتماعه مع حفتر ومن هناك التمهيد لزيارة الاخير وعقد اجتماع مع السراج برعاية الحكومة الايطالية .
يرى مراقبون بان حكومة اليمين المتطرف الايطالي تريد ان تحشد اكبر عدد ممكن من قادة الدول لحضور المؤتمر الدولي حول ليبيا، وأن يكون مستوى الحضور أكبر مما كان خلال مؤتمر فرنسا . وقد أكدت ميركل حضورها فيما تعهد الكرملين إرسال مسؤول رفيع .
ويشير المتابعون الى ان مؤتمر ايطاليا ليس سوى رد فعل لمؤتمر فرنسا ويعكس رغبة روما للسيطرة والتحكم في ملف الازمة الليبية حتى مع يقينها انها لا تملك اية حلول وانطلاقا من هكذا اصراع وتنافس بين روما وباريس . فان الاليزيه لن يسمح بنجاح مؤتمر باليرمو على حساب فرنسا والسيناريو المتوقع طرح الوفد الفرنسي لملف الهجرة. اكثر الملفات الخلافية بين ايطاليا وفرنسا . نقطة اخرى هامة تتعلق بعدم توصل ايطاليا لحد الان الى وضع جدول اعمال للمؤتمر الدولي وقد لا يضبط جدول الاعمال إلاّ بعد لقاء السراج بحفتر .