الصادرة مؤخّرا محليّا ودوليّا حول الأزمة السورية والمعارك الميدانية إلى أنّ المعركة المقبلة والحاسمة مابعد معركة «ادلب» ستكون في شرق الفرات لإنهاء وجود تنظيم ‹›داعش›› الإرهابي بشكل نهائي .وتقول تقارير اعلامية وأخرى مُسرّبة عن دوائر صُنع القرار في الغرب إنّ سوريا وحلفاءها باتوا يضعون ملف ‹›التنف›› شرق الفُرات في أولوياتهم بعد انتهاء مسألة إدلب.
فبعد حسم المعارك في عدد كبير من الجبهات القتالية في سوريا منها الجنوب السوري ومحيط العاصمة دمشق، واستعادة الجيش السوري للمناطق التي كانت خارج سيطرته، وايضا انتهاء عمليات ترحيل المسلحين إلى الشمال ، بعد كل هذه التطورات تتجه الانظار هذه الاونة الى المعركة المقبلة التي من المتوقع ان تبدأ بعد انتهاء معركة ادلب او التوصل الى تفاهمات سياسية في الغرض في الجنوب السوري وبالتحديد في التنف .
وتحمل منطقة التنف او شرق الفرات اهمية بالغة سياسيا واقتصاديا وعسكريا باعتبارها حدودية مع كيان الاحتلال الاسرائيلي ، وايضا تحتوي «التنف» معبر «نصيب» الحدودي مع الأردن، والذي يعد شريان الحياة الاقتصادية في سوريا مايعني ان امكانية سيطرة قوات النظام السوري عليه تعني عودة قوية لحكومة بشار الاسد.
ويؤكد باحثون أن اندلاع الحرب من جديد في جبهة «التنف» ستكون هذه المرة ذات أبعاد أخطر من الجبهات القتالية السابقة باعتبار ان هذه المدينة هي الاخيرة التي يسعى الجيش السوري لاستعادتها ما من شانه تغيير موازين القوى لصالحه رغم التهديدات الامريكية المتكررة . وتحمل معركة «التنف» المرتقبة ابعادا ميدانية تتعلق بموازين القوى ومستقبل النظام السوري وأخرى اقليمية دولية تتعلق بالحرب بين امريكا وإيران وحلفائهما .
أبعاد وتداعيات
كما تحمل هذه المعركة المرتقبة أهمية بالغة بالنسبة للاعبين إقليميين آخرين على غرار إيران باعتبار انها على المنطقة الحدودية اين يوجد عدد كبير من القوات الايرانية قريبا من الحدود مع الأردن ، و أيضا مع الاراضي المحتلة من الكيان الاسرائيلي وهي لطالما كانت ورقة ضغط ايرانية ناجعة ضد اسرائيل .
كما ان منطقة ‘’التنف’’ تضمّ حدودا مع العراق ايضا مايعني انها منطقة انفتاح على دول الجوار ومنطقة ضغوطات على كل الاطراف المعنية . كل هذا التداخل الخارجي في هذه المنطقة الحدودية فتح الباب امام معركة بالنسبة لأمريكا وإسرائيل من جهة وروسيا وإيران من جهة اخرى .
وفي ظل الحديث والأهمية الكبرى التي تعطيها روسيا والنظام السوري وإيران للجنوب السوري فإن أعينهم تتجه صوب منطقة التنف.وتحولت البادية السورية خلال عام 2017 لساحة صراع دولي وإقليمي وخاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران.حيث تقع قاعدة التحالف الدولي في التنف ضمن جيب عسكري بدائرة قطرها 55 كم، ويحظر البنتاغون الاقتراب منها تحت طائلة التدمير.وتكتسب منطقة التنف أهمية قصوى، نظراً لجمعها حدود بلدان هي سوريا والعراق والأردن. إلاّ أن هذه الحدود، تعني لحلفاء الأسد، في طهران، أهمية مختلفة.