من قبل أجهزة الأمن التركية في إطار التحقيق في اختفاء الصّحافي السعودي جمال خاشقجي.وقال الناطق باسم الخارجيّة في بيان إن «السلطات السعودية أوضحت أنها مستعدة للتعاون وأنه يمكن القيام بالتفتيش في مبنى القنصلية» مضيفا «هذا التفتيش سيحصل».
وأعلنت وزارة الخارجية التركية ، أنه «سيتم تفتيش» القنصلية السعودية بإسطنبول ضمن التحقيقات الجارية بخصوص اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.جاء ذلك في جواب مكتوب صادر عن حامي أقصوي المتحدث باسم الوزارة ردا على سؤال حول واقعة اختفاء خاشقجي، إثر زيارته قنصلية بلاده في إسطنبول الثلاثاء الماضي.وأوضح أقصوي أن اتفاقية فيينا المنظمة للعلاقات الدبلوماسية، والتي أبرمت عام 1961، تكفل حصانة المرافق والهيئات القنصلية، لكنها تسمح بتفتيشها من جانب الدولة المضيفة بموافقة من رئيس البعثة الدبلوماسية.وأضاف: «السلطات السعودية أعربت عن انفتاحها على التعاون، وموافقتها على تفتيش مبنى القنصلية».وأوضح أقصوي أن أجهزة القضاء والأمن والاستخبارات تتابع عن كثب المستجدات حول مصير خاشقجي منذ أول يوم لاختفائه.وأضاف: «التحقيقات التي تجريها أجهزتنا المعنية متواصلة وبشكل مكثف، من أجل الكشف عن ملابسات الحادث».
«تقارير اعتقال أو قتل خاشقجي «خاطئة»
من جهته وصف السفير السعودي في واشنطن الأمير خالد بن سلمان التقارير التي تفيد باعتقال أو قتل المملكة للصحفي جمال خاشقجي بـ»الخاطئة تماما» قائلا إنها «لا أساس لها من الصحة، ولا أعرف من يقف وراء هذه الادعاءات، أو نواياهم».
وقال السفير، في بيان أرسله إلى الصحفيين «ما نهتم به هو سلامة جمال، وكشف حقيقة ما حدث. لدى جمال العديد من الأصدقاء في المملكة، بما في ذلك أنا، وبالرغم من اختلافاتنا، واختياره الذهاب إلى ما يسميه بالمنفى الاختياري، ما زلنا نحافظ على تواصلنا منذ أن كان في واشنطن».
وأضاف الأمير خالد بن سلمان في بيانه، الذي نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقتطفات منه، أن الحكومة السعودية «تتعاون بشكل كامل» في التحقيق الذي تجريه الحكومة التركية، «جمال مواطن سعودي، تمثل سلامته وأمنه أولوية قصوى للمملكة.»وفي اجتماع، ليلة الأحد، مع الناشر فريد ريان، قال السفير إنه «من المستحيل» تغطية مثل هذه الجريمة من قبل الموظفين القنصليين «دون أن نعرف شيئا عنها».وأكد السفير السعودي أن خاشقجي «كان دائما صادقا»، حتى في انتقاده للقيادات الحاكمة.
الرئيس الأمريكي يعرب عن قلقه
في الاثناء أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه حيال مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى في مدينة إسطنبول التركية قبل نحو أسبوع عقب دخوله مبنى القنصلية السعودية في المدينة.
وقال ترامب للصحفيين «أنا قلق (حيال هذا الأمر). ولا يعجبني ما أسمع. نأمل أن تتم تسوية الأمر».وأضاف «في الوقت الراهن، لا يعرف أحد أي شيء عن الموضوع. هناك عدد من القصص السيئة يتم تداولها. إنها لا تعجبني».وجاء هذا بعد ساعات من تحدي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السعودية، مطالبا إياها بتقديم دليل يثبت مغادرة الصحفي جمال خاشقجي لقنصليتها في مدينة إسطنبول.
من جانبه، أعرب مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء عن قلقه العميق ازاء «ما يبدو أنه الاختفاء القسري» لخاشقجي في اسطنبول، وطلب من الحكومتين السعودية والتركية التحقيق في الأمر. وقالت الناطقة باسم المجلس رافينا شمدساني، «اذا صحت الروايات التي تتحدث عن وفاته والظروف الغريبة التي أدت الى تلك الوفاة، فإن الأمر مروع فعلا.»
الأمم المتحدة تتدخل
على صعيد متصل أبدى مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة امس الثلاثاء قلقه العميق إزاء ما يبدو أنه «اختفاء قسري» للصحفي السعودي جمال خاشقجي منذ أن دخل القنصلية السعودية في اسطنبول قبل أسبوع وحث البلدين على التحقيق في الأمر.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد طلب من السعودية أن تثبت ما تقوله عن مغادرة خاشقجي لقنصليتها في اسطنبول، في حين حثتها واشنطن على دعم تحقيق في اختفائه.وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في إفادة صحفية في جنيف «نعم، هذا مبعث قلق كبير، ما يبدو من اختفاء السيد خاشقجي قسريا من القنصلية السعودية في اسطنبول».وأضافت «إذا كانت أنباء وفاته والظروف الغريبة التي أدت إليها حقيقية، فسيكون ذلك صادما بحق».
وسبق لخاشقجي تولي رئاسة تحرير صحيفة بارزة في السعودية كما عمل مستشارا لرئيس جهاز مخابراتها السابق. وأثار اختفاؤه قلقا عالميا خاصة بعد أن ذكرت مصادر تركية في مطلع الأسبوع أن السلطات تعتقد بأنه قتل داخل القنصلية.
وقالت شامداساني «ندعو إلى التعاون بين تركيا والسعودية من أجل إجراء تحقيق فوري ومحايد في ملابسات اختفاء السيد خاشقجي ونشر النتائج». وتابعت أن البلدين عليهما مسؤولية بموجب قوانينهما الجنائية وقانون حقوق الإنسان الدولي.