من جانب آخر اعتبر مسؤول أمريكي رفيع المستوى انّ الاستراتيجية الايطالية في ليبيا وجب دعمها و العمل على انجاحها.
وتعتبر دعوة الرئيس الفرنسي لحضور المؤتمر المذكور هي اول دعوة توجه الي احد ابرز اللاعبين السياسيين في الازمة الراهنة في ليبيا، بما يعني أنّ ايطاليا حريصة على انجاح هذا الملتقى الدولي الذي يأتي في وقت حسّاس للغاية حيث لم يعد يفصل الليبيين عن موعد الانتخابات سوى شهر ونصف . يرى ملاحظون بان الادارة الامريكية هي التي تقوم بتوجيه الدبلوماسية الايطالية في كل ما يتعلق بالملف الليبي .
بعد لقاء وزير الخارجية الايطالي الرئيس الامريكي في واشنطن عادت ايطاليا بقوة للساحة الليبية سواء من خلال اقرار المؤتمر الدولي المرتقب ام زيارات المسؤولين الايطاليين الى ليبيا سيما اقليم برقة والاجتماع مع قائد العام للجيش الليبي حفتر.وأضاف الملاحظون بانّ الادارة الامريكية تدرك عمق الخلاف بين فرنسا وايطاليا ،وهو خلاف مصالح بالأساس ونفوذ تاريخي وبما ان امريكا لا يمكن لها الانحياز بوضوح لأحد الطرفين فأنها عملت على تقريب المواقف بين روما وباريس والدفع لإطلاق جلسات حوار سرية بينهما وهو ما حصل فعلا .كما تدرك الولايات المتحدة بان نجاح المؤتمر غير مضمون لذلك هي تراهن على المؤتمر الوطني الجامع في ليبيا .المهم والاهم ان ضمان اجراء الانتخابات الرئاسية و التشريعية سوف يحصل سواء عبر مؤتمر ايطاليا او المؤتمر الجامع.
محطات ومواعيد حاسمة تنتظر الليبيين دون ادنى شك .واغلب الاطراف المحلية ابدت دعمها لتلك المواعيد خوفا على ضياع مصالحها.
الى ذلك اعتبر بعض المتابعين بان الملف الليبي قد خرج من ايدي دول الجوار بالكامل ، وهي مجرد اطراف حاضرة للمؤتمر المزمع عقده في صقلية كذلك فان الامم المتحدة فقدت الثقة في كل الفرقاء الليبيين الذين اهدروا الفرص تباعا. وأعطوا الدليل بان ليس لديهم مشروع وطني باستثناء القيادة العامة للجيش المتمثلة في شخص خليفة حفتر الذي حاز احترام المجتمع الدولي بسبب التزامه بمخرجات اللقاءات الدولية وتقيده بوقف اطلاق النار .
انفراج ام معضلة جديدة؟
بقطع النظر عما خلفته مواجهات طرابلس فان باقي المدن عرفت تحسّنا في الوضع الامني بعد ما ايقن الكل ان الانتخابات قادمة لا محالة وأيقن الفرقاء ان الحل الصواب لهم هو انجاز تحالفات سياسية، وقبول ما يمكن وصفه بالتنازلات لضمان فوز مرشحيهم في الانتخابات القادمة .كما تؤكد مصادر وجود محاولات للبحث عن تحالفات عبر لقاءات سرية في دول الجوار مثل تونس ومصر .
وأكدت مصادر خاصة ‘’بالمغرب’’ بان سيف الاسلام لن يكون مرشحا للانتخابات الرئاسية ويجرى العمل على دعم مرشح غيره، ومن الوجوه المعروفة كما تم طرح سيناريو تحالف بين الاخوان و انصار القذافي وإيجاد نوع من المحاصصة واقتسام للسلطة التنفيذية والتشريعية بعد تلقي الضوء الاخضر من الامم المتحدة والمجتمع الدولي بالاتجاه في ذلك الاتجاه .مقابل ذلك يعمل مجلس الامن الدولي على توسيع لائحة العقوبات لتشمل اسماء معرقلة اضافية و تعهد برفع العقوبات على كل من عقيلة صالح و ابو سهمين والغويل .