الكاتب والباحث العراقي نصيف الخصاف لـ«المغرب»: «انتهاء الحرب على الإرهاب متعلق بتسويات سياسية في المنطقة»

• «الوضع في العراق مفتوح على كل الاحتمالات بسبب الصراعات الدولية»
قال الكاتب والباحث العراقي نصيف الخصاف ان التحدي الذي يواجه الحكومة القادمة هو كيفية التخلص

من قيود الروتين والمعوقات البيروقراطية التي زرعتها لوبيات الفساد حول الحكومات السابقة . وأضاف في حديثه لـ«المغرب» ان الوضع في العراق مرتبك وينذر بإحتمالات خطيرة لأن الطبقة السياسية التي جاءت الى العراق ادخلت البلد في أتون صراع سني-شيعي له إمتدادات إقليمية لا مصلحة للعراق فيه .

• كيف هو الوضع في العراق؟
الوضع في العراق مرتبك وينذر بإحتمالات خطيرة بسبب عدم إمتلاك الطبقة السياسية لقدرة التنبوء بما سيحصل لاحقا. والوضع مفتوح على كل الاحتمالات بسبب الصراعات الدولية التي إتخذت من العراق ساحة لها، وبسبب إن هناك من الأحزاب والكتل السياسية ارتضت لنفسها أن تستخدم من قبل تلك الأطراف كمنفذة لمخططاتها ضد الآخر أدخلت الطبقة السياسية التي جاءت الى العراق البلد في أتون صراع سني-شيعي في بداية الأمر له امتدادات إقليمية ثم إلى صراع إيراني- أمريكي لا مصلحة للعراق فيه لذلك تبدو صعوبة موقف ووضع العراق الآن.
فالوضع بكل بساطة هو كما يلي: أحزاب وكتل سياسية خاضت إنتخابات مطعون في شرعيتها بمفوضية إنتخابات مفصلة على مقاساتها وقانون إنتخابات غير منصف. ما أنتج إنتخابات شابتها طعون التزوير وحرق الأجهزة والصناديق المطعون فيها وفوز الفاسدين الذين تحوم حول فوزهم الشبهات. ومشاكل متفاقمة متراكمة لعدم وجود إرادة حقيقية لإنتشال المواطن من واقعه البائس ووجود بدلا عن ذلك صفقات فساد على مرأى ومسمع أجهزة الرقابة وهي كثيرة ووجود فجوة بين المواطنين والطبقة السياسية تزداد إتساعا. ووجود إحتجاجات تسعى الأحزاب التي تمتلك قوى مسلحة إلى كبحها وإغتيال نشطائها.وبعد 15 عاما من حكم أحزاب تدعي إستلهام مباديء الدين الإسلامي في أدبياتها لانزال نعاني أزمة ماء شرب وأزمة كهرباء!.

• أين وصلت المعركة ضد الارهاب؟
المعركة ضد الإرهاب مستمرة ولا أظنها ستنتهي بسهولة لعدة اسباب منها:لا تزال القوى الدولية والإقليمية الفاعلة تستخدم المجاميع الإرهابية كورقة ضغط على بعض الدول لتمرير ما تريد، وهذا لا يعني بالضرورة وجود علاقة مباشرة بين هذه الأطراف والمجاميع الإرهابية- وهذا قد يكون موجودا ايضا- لكن عدم جدية بعض الأطراف الإقليمية والدولية في محاربة الإرهاب يديم حالة اللااستقرار التي تعيشها المنطقة. فيما يتعلق بالعراق، فإن الأمر يتعلق بتوفر الإرادة والإمكانات للقضاء على داعش، وهذا الموضوع يرتبط بطريقة ما بما تريده الولايات المتحدة في العراق، هل ستطلق يد الإرهاب -مثلا- فيما إذا تشكلت حكومة جديدة على وفق الرغبة الإيرانية، كي تنهي الطرفين على الساحة العراقية، وهل تريد إنهاء الصراع في سوريا؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات من الأطراف التي يهمها الأمر وخاصة الحكومة العراقية الجديدة.
ثمة لاعب مؤثر في هذا الموضوع لا يشار له عادة عند الحديث عن الإرهاب، وهو «إسرائيل»، فهي المستفيد الوحيد من الفوضى في المنطقة، وديمومة الصراع في المنطقة يخدم سياستها، فالحرب ضد الإرهاب أضعفت لغاية الآن العراق وسوريا، وليبيا، فيما إنشغلت مصر كثيرا في سيناء في محاربة المنظمات الإرهابية، وكما ترين فإن المنطقة حول إسرائيل مشتعلة، فيما هي تنعم بسلام ولم يحدث فيها تفجير إنتحاري واحد، عدا العمليات التي يقوم بها بعض الفلسطينيين من منطلق الدفاع عن النفس أو الأرض أو العرض، فما دورها في كل ما يجري؟.
أظن إن إنتهاء الحرب مع الإرهاب متعلق بتسويات سياسية في المنطقة، منها كيف وممن ستشكل الحكومة العراقية القادمة؟ وكيف وممن ستشكل الحكومة اللبنانية القادمة؟ ما هو مصير المستشارين والعسكريين الإيرانيين في سوريا؟ هل ستنجح روسيا في إبعادهم عن سوريا كي تسحب الولايات المتحدة قواتها من جنوب شرق سوريا؟

• الاحتجاجات إلى اين؟
أما عن موضوع الاحتجاجات في العراق فالأمر متعلق بنجاح أو عدم نجاح الحكومة الحالية والقادم بالاستجابة لمطالب المحتجين الاساسية ومنها توفير مياه صالحة للشرب وتوفير كهرباء وأنصح الحكومة الجديدة بعدم إعتماد الوسائل والآليات القديمة في التعاطي مع المشاكل في العراق، ليس عليها مثلا، أن تقول إن توفير ماء صالح للشرب يتطلب أعوام فيما يمكن تحقيقه- لو توفرت الإرادة- ببضعة أشهر.
يجب على الحكومة أن لا تتحدث عن مكافحة الفساد وتنصب وزراء تحوم حولهم شبهات فساد. وأن لا تعد بما لا تستطيع وأن توجد آلية شفافة للإنفاق الحكومي وعدم التعمية على المواطن فيما يتعلق بأمور المال والأعمال. أنفقت الحكومات السابقة عشرات المليارات من الدولارات على قطاع الكهرباء ولا نزال في أزمة، فيما أنفقت مصر ستة مليارات يورو لتنتج 14400 ميغاواط، خلال سنتين فقط، الأمر إن في مصر حكومة تهتم لحاجات المواطن وتسعى بصدق لتلبيتها فيما توجد بالعراق طبقة سياسية مفصولة تماما عن الشعب ولا تعرف ولا تستجيب لما تعرف عن مشكلاته واحتياجاته.
ولذلك فالتحدي الذي يواجه الحكومة القادمة هو كيفية التخلص من قيود الروتين والمعوقات البيروقراطية التي زرعتها لوبيات الفساد حول الحكومات السابقة من خلال وبواسطة ولأجل تمرير الفساد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115