مستشار رئيس الجمهورية العراقي الكاتب د. حسين الهنداوي لـ«المغرب»: «التظاهرات الأخيرة أثبتت أنّ الوعي الشعبي يرفض النظام الديني والدكتاتورية كما يرفض النفوذ الأجنبي»

• «الاحتجاجات قد تتصاعد إذا فشلت الحكومة المنتظر تشكيلها قريبا في تلبية مطالب المواطنين»

أكد الكاتب السياسي د. حسين الهنداوي مستشار رئيس الجمهورية العراقي ومرشّح وزارة الثقافة لـ’’المغرب’’ أنّ الأحزاب التي فازت في الانتخابات الاخيرة هي نفس الاحزاب التي عجزت في السابق عن قيادة البلاد بسبب الفساد والمحاصصة والتبعية للأجنبي. وتابع الهنداوي أن حركة الاحتجاجات قد تعود الى التصاعد من جديد اذا فشلت الحكومة المنتظر تشكيلها قريبا في تلبية مطالب المواطنين بحقوقهم الدستورية المشروعة.
د.حسين الهنداوي هو كاتب عراقي وخبير في السياسة والانتخابات والأدب والفلسفة. ومستشار رئيس جمهورية العراق حاليا، وهو المستشار الأقدم لبعثة الامم المتحدة في العراق بين 2008 و2014، وأول رئيس للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في 2004 و2007. ومستشار سابق لدى منظمات العفو الدولية واليونسكو وبرنامج الامم المتحدة الانمائي،

• كيف هو الوضع اليوم في العراق ؟
يتجه العراق نحو الوضع الطبيعي يوما بعد آخر على كافة الاصعدة تقريبا وهذا بفضل ارادة الشعب ورغبته العارمة في بناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي في دولة مستقلة تماما وذات سيادة وموحدة بكل العراقيين من كل المكونات والمناطق والفئات الاجتماعية. العقبات والسلبيات التي تواجهها الديمقراطية النامية في العراق كبيرة طبعا بعضها موروث من النظام الدكتاتوري البعثي البائد الذي زج البلاد في حروب مدمرة وفشل بعد فشل من جهة.وبعضها جاء بسبب الاحتلال الامريكي الذي جاء لأغراض لا تخدم العراقيين بتاتا .
الغزاة الامريكيون وجدوا بلدا ممزقا وتحت اعباء البند السابع والوصاية الدولية للأمم المتحدة مع غياب النخب الثقافية والسياسية الوطنية. وكل هذا جعل السلطة بيد احزاب متخلفة وغير مهتمة بمصلحة الشعب والبلد. التظاهرات الاخيرة اثبتت ان الوعي الشعبي يرفض النظام الديني والدكتاتورية كما يرفض النفوذ الاجنبي بكل اشكاله.

• كيف هو الوضع الأمني والسياسي اليوم؟
عصابات ‘’داعش’’ الارهابية اندحرت كقوة عسكرية منظمة وكحركة اجتماعية تستغل الشباب خاصة. لكن هناك خلايا وفلول لمجرمي ‘’داعش’’ يختفون في المناطق النائية والجحور المظلمة ويضربون السكان الابرياء بين حين وحين إلا ان اندحارهم نهائيا هي مسألة وقت. فالشعب العراقي بكل فئاته يرفض الارهاب الذي لم يفرق في جرائمه بين مواطن آخر وطبعا فان ضبط الحدود وتعزيز التعاون الاقليمي ضد الارهاب يساعد في القضاء السريع على الارهابيين.

• هل حلّت الانتخابات الأخيرة الأزمة السياسية أو أنها أوجدت مشهدا سياسيا جديدا؟
الانتخابات الاخيرة للبرلمان شابها الكثير من الطعون بالتزوير والخروقات فضلا عن المقاطعة الواسعة من حوالي ثلاثة ارباع الناخبين. الاحزاب التي فازت هي نفس الاحزاب التي عجزت في السابق عن قيادة البلاد بسبب الفساد والمحاصصة والتبعية للأجنبي. ولذلك ليس من المتوقع ان تتحقق نجاحات مهمة على المدى المنظور . لذلك نتوقع ان تعود حركة الاحتجاجات الى التصاعد من جديد اذا فشلت الحكومة المنتظر تشكيلها قريبا في تلبية مطالب المواطنين بحقوقهم الدستورية المشروعة. المجتمع العراقي ينهض ضد الفساد والتخلف والقمع لكنه يتمسك بالنظام الديمقراطي والوحدة والاستقلال ورفض التدخلات الاجنبية.

• وماذا ينتظر العراقيون ،ما هي أهم التحديات امامهم وكيف يمكن الخروج من عنق الزجاجة؟
التحديات المقبلة كبيرة واهمّها تصفية فلول ‘’داعش’’ الارهابي وإعادة الاعمار للمناطق المحررة و الاصلاح الاقتصادي لكل البلاد والمصالحة المجتمعية وتطوير التعليم والثقافة والخدمات وإعادة العراق الى مكانته الاقليمية والدولية التاريخية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115