المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع اللواء إيغور كوناشينكوف، إن الطيارين الإسرائيليين عمدا إلى التستر بالطائرة الروسية مما جعلها عرضة لنيران الدفاعات السورية التي تسببت بسقوطها.
وأضاف: «لم يكن ممكنا لوسائل مراقبة الطيران الإسرائيلي وطياري «إف-16» ألا يكونوا قد رأوا الطائرة الروسية، حيث أنها اتجهت للهبوط إلى ارتفاع 5 كلم. ورغم ذلك، نفذوا هذا الاستفزاز عمدا».وسقطت الطائرة، وهي من طراز «إيل-20» وعلى متنها 15 عسكريا، حين كانت في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية قرب مدينة اللاذقية الساحلية التي كانت تتعرض وقتها للهجوم من «صواريخ معادية» مساء الاثنين.
وشدد المتحدث على أن ‘’إسرائيل’’ لم تحذر قيادة القوات الروسية في سوريا مسبقا، ولم يصل إبلاغ بعمليتها عبر الخط الساخن إلا قبل أقل من دقيقة من الضربة، مضيفا: «الأمر الذي لم يسمح لنا بإخراج الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة».واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن «الاستفزاز الإسرائيلي بمثابة تصرف عدائي»، وأن ذلك «لا يتوافق مع روح الشراكة الروسية الإسرائيلية ونحتفظ بحق الرد بالإجراءات الجوابية المناسبة».
وكان الجيش الروسي أعلن في وقت سابق اختفاء الطائرة الروسية، أثناء تحليقها فوق البحر الأبيض المتوسط قبالة الساحل السوري، بالتزامن مع هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف مدينة اللاذقية.
هجوم حاد
من جهتها شنت وزارة الدفاع الروسية هجوما حادا على ‘’إسرائيل’’، محملة سلاح الجو الإسرائيلي مسؤولية سقوط الطائرة الحربية في البحر المتوسط قبالة سوريا، رغم أنها أقرت بأن الطائرة سقطت بصواريخ سورية.
وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن تعتقد أن المدفعية السورية المضادة للطائرات أسقطت الطائرة دون قصد، قبل أن تؤكد وزارة الدفاع الروسية هذه المعلومات، وتحمل إسرائيل مسؤولية الحادث الذي أسفر عن مقتل 15 عسكريا روسيا «بسبب أفعال إسرائيل غير المسؤولة».وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أفعال إسرائيل في سوريا استفزاز متعمد، مشددة على أن الطيران العسكري الإسرائيلي تعمد خلق وضع «خطير» في اللاذقية، فمن «غير الممكن ألا يكون الجيش الإسرائيلي قد رأى الطائرة الروسية وهي تستعد للهبوط».
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
وأشارت إلى أن إسرائيل حذرت روسيا من عملية مزمعة في سوريا «قبل دقيقة واحدة من تنفيذها» إلا أنّ «الوقت لم يكن كافيا لإبعاد الطائرة الروسية عن دائرة الخطر»، مؤكّدة أن روسيا «تحتفظ بحقها في الرد بالطريقة المناسبة».وتعد روسيا من داعمي الرئيس السوري بشار الأسد الرئيسيين، ولها قاعدتان عسكريتان بالبلاد، إحداهما على ساحل البحر المتوسط، وحولت عمليتها في سوريا التي بدأت أواخر عام2015 دفة الصراع لصالح الأسد.
لكنها لم تكن دون ثمن، ففي ديسمبر من عام 2016 تحطمت طائرة روسية تقل عشرات المغنين والعازفين والراقصين بالفرقة الموسيقية العسكرية في البحر الأسود، وهي في طريقها إلى سوريا وقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 92 شخصا.وفي مارس الماضي، تحطمت طائرة نقل عسكرية روسية أثناء هبوطها في قاعدة حميميم، وقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 39 شخصا.
وتنفذ دول عديدة عمليات عسكرية في أنحاء مختلفة من سوريا، ولها قوات على الأرض أو تشن الضربات من الجو أو من سفن في البحرالمتوسط. وتدعم هذه الدول أطرافا مختلفة في الصراع السوري أحيانا.
وهناك خطوط ساخنة تتبادل من خلالها هذه البلدان معلومات حول عملياتها، لكن دبلوماسيين ومخططين عسكريين يقولون إن مخاطر قصف أي قوات دون قصد لا تزال كبيرة.