بيونغ يانغ هي الثالثة بينهما يأمل من خلالها مون في إنعاش المحادثات التي تراوح مكانها بين الشمال وواشنطن حول نزع الأسلحة النووية.
وكان مون قد وصل امس الثلاثاء إلى بيونغ بيانغ في مستهل زيارة تستمر ثلاثة أيام. وكان في استقباله في المطار الزعيم الكوري الشمالي. ومن هذا المطار كان كيم قد أشرف العام الماضي في أوج التوتر بين البلدين الجارين، على إطلاق صواريخ.
وتعانق الرجلان اللذان رافقتهما زوجتاهما قبل أن يتبادلا بضع كلمات، بينما كان مئات الأشخاص يلوحون بأعلام الشمال وآخرون يرفعون رموز التوحيد.والشعار الوحيد الظاهر لكوريا الجنوبية كان على طائرة البوينغ 747 التي أقلت مون.واصطف آلاف المواطنين على جانبي الطرق في بيونغ يانغ حاملين باقات زهور وهم يهتفون بصوت واحد «لتوحيد البلد» فيما انطلق كيم ومون في سيارة مكشوفة مرت أمام قصر كومسوسان حيث دفن والد كيم وجده.
وكان الشمال اجتاح في 1950 الجنوب ما تسبب في اندلاع الحرب الكورية. لكنه يؤكد اليوم باستمرار أهمية إعادة توحيد مع الجنوب الذي بات أغنى بكثير.وبعد ذلك بدأ مون، الذي فر والداه من الشمال خلال الحرب، وكيم محادثاتهما الرسمية.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن القمة «ستشكل فرصة مهمة لتسريع تطوير العلاقات بين الكوريتين اللتين تفتحان صفحة جديدة في التاريخ».وستستمر زيارة مون ثلاثة أيام. وهو يسير بذلك على خطى الرئيسين السابقين كيم داي-جونغ الذي زار بيونغ يانغ في العام 2000، ورو مو-هيون في 2007.
وهذه الزيارة الأولى لرئيس كوري جنوبي إلى بيونغ يانغ في عقد من الزمن، هي ثالث لقاء بين الزعيمين بعد قمتين في افريل وماي في المنطقة الفاصلة بين الكوريتين.
ولعب مون الذي التقى كيم مرتين هذه السنة، دور الوسيط الحاسم للتوصل إلى تنظيم قمة تاريخية عقدت في جوان بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي في جوان في سنغافورة.
والتزم كيم في سنغافورة «إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية»، وهي عبارة قابلة لتفسيرات عدة. ويتواجه الطرفان منذ ذلك الحين لتحديد المعنى الدقيق لهذه العبارة.وتريد واشنطن «نزعا نهائيا وكاملا يمكن التحقق منه للاسلحة النووية» للشمال، فيما تريد بيونغ يانغ إعلانا رسميا لانتهاء الحرب الكورية التي استمرت بين 1950-1953 وتندد بوسائل «العصابات» التي تتبعها الولايات المتحدة في مطالبتها بنزع الأسلحة من جانب واحد.
وكررت مقالة في صحيفة رودونغ سينمون الناطقة باسم الحزب الحاكم في الشمال الانتقاد نفسه امس الثلاثاء. وقالت إن واشنطن تتحمل «كامل المسؤولية» عن تعثر المحادثات مضيفة بأن «الولايات المتحدة تصرّ بعناد على نظرية «نزع الاسلحة النووية أولا».
انتظارات متفائلة
مع تحرك سيول وواشنطن بسرعتين متفاوتتين في تقاربهما مع بيونغ يونغ، سيسعى كيم لضمان مزيد من المشاريع الممولة من الجنوب في الشمال.
من ناحيته سيسعى الرئيس الكوري الجنوبي المؤيد للحوار، إلى تقريب المسارين لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة.وسيعقد مون جولتين على الاقل من المحادثات مع كيم وسيسعى لإقناعه باتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة يمكن له أن يعرضها أمام ترامب المتوقع أن يلتقيه في وقت لاحق هذا الشهر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ونُقل عن مون قوله قبل مغادرة سيول أنه «إذا أفضت هذه الزيارة بشكل ما إلى استئناف المحادثات الأميركية الكورية الشمالية، فستكون ذات أهمية كبيرة بحد ذاتها».لكن المحللين خفضوا سقف التوقعات.
وقالت مجموعة يوراسيا للاستشارات في مذكرة إن اللقاء «قد يسفر عن عناوين متفائلة لكنه سيحقق القليل نحو تسريع جهود نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية».وأضافت أن كيم سيدفع باتجاه تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب «وخصوصا في مجالات تعد بفوائد اقتصادية على الشمال».وتابعت إن «التقدميين داخل حكومة مون وخارجها ستكون لديهم حوافز قوية لتضخيم إنجازات القمة، بعد التعتيم الأولي على ما سيكون على الارجح عدم تحقيق إنجازات كبيرة».
«نتوقع مزيدا من التقدم»
في الاثناء بدأ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون محادثات رسمية مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن أمس الثلاثاء في بيونغيانغ.
وقال كيم إنّ قمته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جوان حققت استقرارا سياسيا مضيفا أنه يتوقع المزيد من التقدم.وأثنى كيم على مون قائلا إنه جعل عقد قمة بينه وبين ترامب في سنغافورة أمرا ممكنا.