بان مجلس النواب مطالب بتهيئة الارضية التشريعية لإجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرر، وإلا فإن هناك سيناريو بديلا جاهز ملمحا الى إمكانية حدوث تغيير سياسي. رسائل مشفرة لم تأت على لسان غسان سلامة فحسب بل ان مندوب الولايات المتحدة بدوره اشار الى ضرورة ايجاد خارطة طريق جديدة بعد فشل خارطة الطريق السابقة .
رسائل مشفرة وضغوطات خفية يبدو انها لقيت تفاعلا وتجاوبا سريعا من مجلس النواب في طبرق ، حيث اعلنت رئاسة البرلمان مساء الجمعة توجيه الدعوة الى جميع النواب للحضور و مناقشة اصدار قانون لانتخابات احد شروط تنفيذ خطة التسوية الاممية. وحددت رئاسة البرلمان يومي الاثنين والثلاثاء القادمين لجلستين في الغرض، وشدد المتحدث باسم مجلس النواب على ضرورة حضور النواب والسؤل المطروح هل يتخلى النواب على اختلاف توجهاتهم عن عرقلة الحل السلمي وانقاذ المسار السياسي من الانهيار أم أن الانقسام سيتواصل ؟.
بلا شك ضغوطات الدول والاطراف الداعمة لإجراء الانتخابات لن تتوقف خاصة على رئاسة البرلمان ، وبدرجة اقل على مجلس الدولة لانجاز المطلوب منها لكن الاشكالية ان نواب برقة مثلا يرفضون التصويت على قانون الانتخابات ويطالبون بتغيير أعضاء مفوضية الانتخابات. ويؤكد هؤلاء أن جماعة الإخوان تسيطر عليها كما يطالب هؤلاء بإبعاد المجموعات المسلحة عن كل المدن و أساسا طرابلس، وكذلك وضع العملية الانتخابية تحت إشراف الأمم المتحدة لمنع أي تزوير متوقع.
وقف إطلاق النار.. الامتحان الصعب
أمنيا كشف المستشفى الميداني في طرابلس أن المواجهات الأخيرة تسببت في سقوط 65 قتيلا و195 جريحا تتراوح حالتهم بين المتوسطة و الخطيرة، وكانت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا أشرفت على مفاوضات بين اللواء السابع من ترهونة والمجموعات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق للتوصل لاتفاق وقف الحرب بعد أسبوع من الاقتتال تركز على ضواحي العاصمة الجنوبية.
يرى مراقبون بأن أكبر عقبة تواجه المجتمع الدولي لبلوغ الانتخابات هي تلك المتعلقة بالجانب الأمني وبما أن الحيز الزمني المتبقي ضيق ولا يسمح أبدا لإيجاد خطة معينة، فلا خيار أمام المجتمع الدولي عبر البعثة الأممية غير الدخول في مفاوضات مع قيادات الميليشيات القوية عسكريا حتى تتعهد بحماية الانتخابات مقابل عروض محددة فالعاصمة يمكن أن تؤمن ضواحيها الجنوبية قوات اللواء السابع وباقي مناطقها كتيبة ثوار طرابلس و الأمن المركزي، وعلى هذا النحو يتم الاتفاق مع المجموعات المسلحة.