يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد التقى نظيره الفلسطيني محمود عباس ، وخلال اللقاء تطرق الجانبان إلى سبل تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولان الزيارة جاءت أيضا بعد جدل واخذ ورد حول رفض نتنياهو لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الآونة الأخيرة ،وأيضا في ظلّ توتّر بين موسكو والغرب وعلى رأسهم واشنطن ، يرى مراقبون أن الزيارة حملت في طياتها تقاربا بين الجانبين بعد توتر علاقة الطرفين بالولايات المتحدة الأمريكيّة وقرب تغيّر سيّد البيت الأبيض في شهر نوفمبر المقبل.
وتعتبر الأزمة السورية ودور كل من إيران وحزب الله فيها من أهم نقاط ضعف سلطات الاحتلال ، خاصة وانّ التحالف الروسي السوري ومشاركة إيران ومن بعدها حزب الله في المعادلة السورية وإلقاء هذه الأطراف بثقلها على الميدان، زادت من هلع «إسرائيل « وخوفها على مستقبلها في المنطقة. وأثارت التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي اعتبر فيها «نتنياهو» الجولان خطّا احمر لاتنوي إسرائيل التنازل عنه» ، انتقادات عدّة وتنديدا عربيا ، حيث أدانتها جامعة الدول العربية ووصفها مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية بالوقحة.
زيارة ذات طابع عسكري
من جانبه قال الباحث اللّبناني المختصّ في الشّؤون الدوليّة د. فيصل مصلح في تصريح لـ»المغرب» أن العلاقات الروسية الإسرائيلية تقوم على المصالح المشتركة هذه العلاقة لا ترقى إلى مستوى الصداقة القوية ولا تنحدر إلى مستوى العداء . وأضاف مصلح أنها «علاقة جافة و يزيد من حدة جفافها ووصولها إلى مستوى التوتر الاختلاف حول ملفات لمنطقة الحرب في سوريا والنووي الإيراني، والعلاقة مع طهران وحزب الله ».
واعتبر محدّثنا أن الزيارة جاءت في ظرف دقيق وحساس وحرج، عشية انهيار اتفاق جينيف والاستعدادات السورية الروسية والإيرانية لافتتاح معركة حلب، ووسط أنباء عن وصول قوات نخبة إيرانية إلى سوريا للمشاركة في تحرير حلب وفق تعبيره.
وأشار محدّثنا إلى أنّ اللقاء جاء بالتزامن أيضا مع ماصرح به نتيناهو بان «الجولان خط احمر»، وضربه عرض الحائط كل القرارات الدولية التي تلتزم بها روسيا.
وعن طبيعة الزيارة قال الباحث اللبناني أن تركيبة الوفد المرافق للرئيس الكيان المحتل تتكون بالأساس من قيادات أمنية وعسكرية ،مما يؤكّد أن الطابع الرئيسي للزيارة امني ، معتبرا ان هناك حاجة ماسة للتنسيق بين الطرفين حول إمكانية حدوث سوء فهم على الميدان السوري، علما وان «إسرائيل» اعترفت بتنفيذها غارات جوية ضدّ أهداف في سوريا ،وأيضا في ظل تزويد روسيا لإيران بأسلحة نوعية وآخرها صفقة صواريخ اس 300 .
واكّد محدّثنا أن «سلة نتنياهو» ستعود فارغة من موسكو، لان روسيا- على حدّ قوله- عاجزة عن تقديم ضمانات بمنع وصول أسلحة الى «حزب الله» لان الروس لديهم مصلحة بدخول قوات إيرانية الى سوريا لمعاضدة الجهود لاستعادة حلب . مضيفا أن العلاقة الإستراتيجية بين إيران وروسيا لن تشوش عليها «إسرائيل» المحمية من حلف الناتو وأمريكا .