مؤشرات الضربة الأمريكية على سوريا: الاحتمالات ..والتداعيات

عاد الحديث عن امكانية شن الولايات المتحدة ضربة أمريكية جديدة على سوريا

مجددا وذلك بعد وصول المدمرة الامريكية الى قبالة المياه السورية ، في وقت اعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية أن واشنطن تعزز قدراتها في الشرق الأوسط ، استعدادا لشن هجوم محتمل على دمشق...
وفي الاثناء يتواصل سباق التسلح في المنطقة بين القوى المؤثرة في الملف السوري خاصة روسيا وايران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة اخرى..فقد تسلمت وزارة الدفاع الروسية، فوجا جديدا من منظومة صواريخ إس-400 يأتي في سياق تدعيم وسائل الدفاع الجوي الروسي والدفاع المضاد للصواريخ.
في حين دخلت المدمرة الأمريكية روس المسلحة بصواريخ موجهة البحر المتوسط قبل يومين وهي مزودة بما قدره بأنه 28 صاروخا من طراز توماهوك القادرة على ضرب أي هدف في سوريا بحسب تقارير اعلامية .
وتأتي الأنباء عن تصعيد عسكري غربي محتمل في سوريا لتعيد طرح التساؤلات حول مآل العملية السياسية في هذا البلد ، وعما اذا كانت الضربة المحتملة هي رسائل للضغط على النظام السوري للقبول بمقترحات الحل الامريكي والغربي ...
من المعلوم ان مسار التسوية الذي انطلق في جنيف قبل اعوام بنسخه المتعددة لم يؤد الى أي نتائج ملموسة في المشهد السوري ..ولعل التسوية الوحيدة التي اتت اكلها تتعلق بما يسمى باتفاق الهدنة او ما يسمى اقامة المناطق الآمنة برعاية تركية روسية والتي تنص على انسحاب المقاتلين المعارضين مقابل اعادة النظام سيطرته على المناطق المحررة..

خريطة جديدة
لقد سجل الجيش السوري خلال الاشهر الماضية تقدما كبيرا في عديد المناطق فبات هو المسيطر الاول على الارض تليه «وحدات الحماية الكردية»، ومن ثم بقية الفصائل. وقد تلقى داعش الارهابي انتكاسة كبرى خاصة في البادية السورية ..وبحسب التقارير فان الجيش السوري يسيطر حاليا على نحو 44 % من مساحة الجغرافية السورية، بمساحة أكثر من 83 ألف كلم مربع. بحسب تقرير صدر عن المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويتمركز الجيش السوري في مراكز محافظات دمشق وحلب حمص وحماة واللاذقية وطرطوس والسويداء ودرعا والحسكة ودير الزور والقنيطرة، ومحافظات طرطوس والسويداء واللاذقية، إضافة لسيطرته على مدينة دير الزور. في حين تسيطر قوات سوريا الديمقراطية (وحدات الحماية الكردية) على نحو 22.8 % تمتد من الحدود السورية إلى ريف منبج الغربي مروراً بالرقة وأجزاء من محافظة دير الزور.

وتبين الخارطة الجيوسياسية الجديدة بوضوح مدى تموقع الجيش السوري واحكامه على عديد المناطق .. كل ذلك يثير الهواجس لدى الامريكيين خشية من ان يتمكن النظام من فرض معادلته في أي تسوية قادمة..في هذا السياق يؤكد المحلل والكاتب السياسي اللبناني قاسم قصير في حديثه لـ «المغرب» ان احتمال الضربة الامريكية بحسب ما ذكرت مصادر امريكية وروسية ، يرتبط أساسا بمعركة ادلب والتطورات في أمريكا . ويضيف بالقول :«الامريكيون لا يريدون السماح للنظام وحلفائه بتحقيق انجاز ميداني جديد في إدلب لان ذلك يفقدهم بعض الأوراق في المفاوضات السياسية والاعمارية ، كما أن الضغوط على ترامب في الداخل الأمريكي كل ذلك قد يدفعه للقيام بعمل عسكري ضد سوريا بحجة استخدام السلاح الكيميائي». واشار محدثنا الى ان جون بولتون هدد في أحد تصريحاته أن الضربة الأمريكية ستكون قاسية والروس حذروا منها لكن لا أحد يستطيع تحديد موعد وطبيعة الضربة وهذا مرتبط بالتطورات الميدانية والسياسية».
وعما اذا كانت هذه الضربة ستغير اتجاه الأمور يجيب بالقول :«لا يمكن حسم الأمر حاليا لأنه مرتبط بحجم الضربة وكيفية مواجهتها وان كانت الضربات السابقة لم تؤد إلى أية نتيجة». مؤكدا ان المنطقة ستكون امام ايام مقبلة حاسمة وكل الاحتمالات واردة بحسب قوله.

قواعد دولية
من جهته استبعد المحلل والكاتب الاردني خالد الشنيكات في حديثه لـ«المغرب» حدوث ضربة امريكية على سوريا الا اذا تم استخدام السلاح الكيميائي من قبل النظام . مشيرا الى ان الولايات المتحدة والدول الغربية تقبل ضمنيا باستمرار نظام الحكم في سوريا والاستقرار وتعطي الاولوية لمحاربة داعش الارهابي اكثر من مواجهة مع النظام السوري . ..فهناك بحسب قوله قواعد دولية وان الشرط الاساسي هو ان لا يتم استخدام السلاح الكيميائي من الاطراف المتحالفة مع النظام». وقال ان هناك تحضيرات يجريها النظام تجاه ادلب ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنا. ويضيف :«في معركة درعا لم يكن هناك أي رد فعل امريكي على الارض، والامر نفسه سيتكرر في معركة ادلب».
ويشير الى ان الاستراتيجية الامريكية تقوم اليوم على عدم احداث تغيرات في المنطقة خشية من حالة عدم الاستقرار خاصة ان أي تغير سيصب في مصلحة داعش الارهابي . واضاف المحلل الاردني ان الضربة – ان حدثت- ستستهدف العاصمة وما حولها او مناطق الساحل السوري التي تضم قواعد عسكرية استراتيجية..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115