ليبيا: فرضية تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية

انقسم الفرقاء السياسيون المحليون بين مؤيد لإنجاز الإنتخابات الرئاسية والتشريعية

القادمة خلال نهاية العام الحالي 2018 تنفيذا لخارطة الطريق الأممية وبين مطالب بتأجيل هذا الإستحقاق.
حيث يرى الشق الداعم للإنتخابات في موعدها المحدد بأن الراهن الليبي لا يحتمل إطالة الأزمة وما يشبه الفراغ ، بينما يرى الطرف المطالب بالتأجيل بأن التمسك بإجراء الإنتخابات عند نهاية العام الجاري مجازفة كبرى وقد تزيد الأزمة تعقيدا بسبب انقسام وعدم توحيد الجيش والأمن وإنتشار السلاح والمليشيات ووجود حكومات موازية وأن الوقت لن يكفي لتشكيل حكومة وحدة وطنية ترعى الإنتخابات وكذلك إنجاز الإستفتاء على مسودة الدستور المثيرة للجدل والخلاف ومقاطعة الأمازيغ والتبو.

تكرار الخسائر
وتخشى الأحزاب ذات التوجه الإسلامي كجماعة الأخوان والتي يمثلها حزب العدالة والبناء من تكرار نكسة وخسارة الإنتخابات البرلمانية 2014 هذا غرب البلاد ، أما شرقا فيعمل التيار الفيدرالي أولا على رفض إجراء الإستفتاء على الدستور ثم كذلك البحث عن ضمانات دولية لإبعاد الميليشيات وحيادها عند الإقتراع وفرز النتائج.
هذا محليا أما دوليا فلئن تطالب الأمم المتحدة بإجراء الإنتخابات في موعدها ومضاعفة المساعي لبعث حكومة وحدة وطنية وتوحيد الجيش والمؤسسات السيادية ، فإن الخلاف حول موضوع إنجاز الإنتخابات نهاية 2018 أي بعد أشهر قليلة ، هذا الخلاف تصاعد مؤخرا بين فرنسا للمطالبة بإحترام خارطة الطريق الأممية ومخرجات مؤتمر باريس وإيطاليا الداعية لتأجيل الإنتخابات وتأجيلها إلى العام القادم 2019.

وسواء أجريت الإنتخابات في نهاية 2018 أم وقع تأجيلها إلى العام القادم فإن التخوفات قائمة من إمكانية إنقلاب الطرف الخاسر للإنتخابات على شرعية الصندوق مثلما حدث في 2014، حيث إنقلبت جماعة الأخوان عبر جناحها المسلح المعروف - بفجر ليبيا – وسيطرت على طرابلس وأعادت تفعيل المؤتمر الوطني العام، وهي سابقة أولى من نوعها فعادة من يصطف الطرف الخاسر للإنتخابات في صف المعارضة لكن في ليبيا إنقض الطرف الخاسر والمنهزم على السلطة وشكل حكومة وسلطة تشريعية ورئاسة أركان.
هكذا تخوفات تضعها الأمم المتحدة مأخذ الجد إنطلاقا من تجربتها في ليبيا ، لذلك عمل ويعمل المبعوث الأممي غسان سلامة على إنتزاع إلتزام وتعهد من كل الفرقاء والمشاركين في الإنتخابات يتضمن قبولا بالنتائج مهما كانت.

بوادر تجاوز إنقسام الجيش
في سياق غير ذي صلة بالإنتخابات أكدت مصادر عسكرية مقربة من غرفة عمليات بنغازي وصول وفد عسكري من البنيان المرصوص إلى بنغازي في زيارة لآمر الغرفة اللواء عبد السلام الحاسي .
بادرة يمكن أن تقلص الخلاف والفرقة بين قوات حفتر وقوات البنيان المرصوص وتمهد الطريق لتوحيد الجيش من خلال جلسات الحوار التي ترعاها القاهرة وتدعمها دول الجوار والمجتمع الدولي، الجدير بالملاحظة بان البنيان المرصوص ليس موحدا في مواقفه فبداخله يوجد شق متشدد يرفض وجود حفتر على رأس المؤسسة العسكرية كما يرفض هذا الجناح بشدة تولي مصر الوساطة ورعاية مسار توحيد الجيش الليبي .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115