اضطرابات سياسية داخلية تعصف بالبلاد.وقال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «اسنا» شبه الرسمية «بالتأكيد سيتسبب التنمر والضغوطات السياسية الأمريكية ببعض الاضطرابات لكن الحقيقة أن أميركا معزولة في عالم اليوم».
ويُنتظر أن تعيد واشنطن فرض عقوبات على إيران اليوم الثلاثاء عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ماي التخلي عن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 في تحرك عارضته باقي الأطراف الموقعة على الاتفاق.وفي بيان مشترك وقع عليه وزراء خارجية كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني «نأسف لإعادة فرض العقوبات الأمريكية».
وأضاف البيان «نحن مصممون على حماية المؤسسات الاقتصادية الأوروبية الناشطة في أعمال مشروعة مع إيران».لكن العملة الإيرانية تأثرت بالتوترات حتى قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ ففقدت أكثر من نصف قيمتها منذ إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق.
وشهدت البلاد تظاهرات متفرقة وإضرابات خلال الأيام الماضية في عدد من المناطق احتجاجا على النقص في المياه وارتفاع الأسعار واتساع رقعة الغضب من النظام السياسي.جعلت القيود المشددة على التغطية الإعلامية والتحقق من الأنباء عن الاحتجاجات الواردة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمرا مستحيلا. لكن الصحافيين أكدوا انتشار عناصر منع الشغب ليل الأحد وتم نشر حاملة جنود مدرعة واحدة على الأقل في منطقة كرج الواقعة غرب طهران حيث سجلت النسبة الأكبر من الاحتجاجات فيما أشاروا إلى انقطاع خدمة الانترنت في المنطقة.
سياسات جديدة
وكشفت حكومته في وقت متأخر الأحد عن سياسات جديدة تتعلق بصرف العملات الأجنبية وتسمح باستيراد غير محدود ودون ضرائب للعملات والذهب وإعادة فتح مكاتب صرف العملات بعدما أدت محاولة كارثية في افريل لتثبيت سعر صرف الريال إلى مضاربات واسعة النطاق في السوق السوداء.
ومع دعوة السلطات الدينية العليا إلى إطلاق حملة على الفساد، أعلن القضاء الأحد توقيف مساعد محافظ البنك المركزي لشؤون العملات الصعبة أحمد عراقجي مع أربعة من السماسرة وموظف حكومي.
ومن المتوقع أن يعاد فرض العقوبات على مرحلتين في 7 اوت و5 نوفمبر. وتستهدف الحزمة الأولى قدرة إيران على شراء الدولارات وصناعات رئيسية تشمل السيارات والسجاد.
لكن يتوقع أن تكون المرحلة الثانية التي سيتم خلالها حجب مبيعات الخام الإيرانية هي الأشد تأثيرا، رغم أن دولا عدة بينها الصين والهند وتركيا أشارت إلى أنها غير مستعدة للتوقف بشكل كامل عن شراء النفط الإيراني.وبعد شهور من التصعيد الكلامي، أعلن ترامب الأسبوع الماضي استعداده للقاء القادة الإيرانيين دون شروط مسبقة.
لكن ظريف أشار إلى صعوبة تصور إجراء مفاوضات مع ترامب بعدما تخلى الأخير عن الاتفاق النووي الذي قضت إيران وقوى العالم «ساعات هي الأطول في تاريخ أي مفاوضات» للتوصل إليه.وأضاف «هل تعتقدون أن هذا الشخص (ترامب) هو شخص جيد ومناسب ليتم التفاوض معه. أم أن ما يفعله هو مجرد الاستعراض؟».ورأى أن «العالم بأسره» غير متفق مع السياسات الأميركية حيال إيران قائلا «تحدثوا إلى أي شخص في أي مكان في العالم وسيقول لكم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هم معزولون، وليس إيران».
«صلابة» واشنطن
وسرت شائعات بشأن إمكانية عقد لقاء بين ترامب وروحاني في وقت لاحق من الشهر الجاري في نيويورك حيث سيحضران اجتماع الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة. لكن العام الماضي، ذكرت تقارير أن روحاني رفض عرض الولايات المتحدة إجراء لقاء من هذا النوع.
وطرح ترامب مجددا خلال عطلة نهاية الأسبوع فكرة عقد لقاء مع روحاني قائلا «سألتقي (به) أم لا، لا يهم... الأمر عائد إليهم».وأعلن ترامب أنه يريد اتفاقا جديدا مع إيران يتجاوز تقييد برنامجها النووي ليضع حدا لما تعتبره واشنطن «تأثير (طهران) المؤذي» في المنطقة، بما في ذلك دعمها للرئيس السوري بشار الأسد وتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعد من أهم الممرات البحرية للنفط.ويرى مسؤولون أمريكيون أن ضغوطات ترامب أثمرت عن بعض النتائج، إذ يشيرون إلى توقف قوات البحرية الإيرانية المفاجئ عن مضايقة السفن الحربية الأميركية في الخليج هذا العام.
ويقول مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو مركز أبحاث في واشنطن ضغط من أجل إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني، إنه عندما تشعر إيران «بصلابة الجانب الأمريكي تتراجع لكن عندما ترى أمريكا ضعيفة تندفع. في الوقت الحالي، هم يدركون صلابة» واشنطن.
الاتحاد الاوروبي «يأسف» للعقوبات
وأعرب الاتحاد الاوروبي امس الاثنين عن «أسفه العميق» لقرار واشنطن إعادة فرض العقوبات على إيران ابتداء من اليوم الثلاثاء، معلناً أنه اعتبارا من 7 اوت سيطبق قانون لحماية المؤسسات الأوروبية الناشطة في هذا البلد.
وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وهي الدول الثلاث الأوروبية الموقعة على اتفاق 2015 في بيان مشترك مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني «نأسف لإعادة فرض العقوبات الأميركية بسبب انسحاب واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة».
وجاء في البيان «إننا مصممون على حماية الجهات الاقتصادية الأوروبية الناشطة في أعمال مشروعة مع إيران طبقا للقانون الأوروبي والقرار الدولي رقم 2231».وقال الموقعون على الإعلان الأوروبي «لهذا السبب تدخل آلية التعطيل الأوروبية حيز التنفيذ في 7 اوت لحماية الشركات الأوروبية التي تقوم بأنشطة شرعية مع إيران من عواقب العقوبات الأمريكية».وأضافوا «نتوقع أن تستمر إيران في تطبيق كل التعهدات النووية بالكامل بموجب الاتفاق».
وتابع البيان «رفع العقوبات النووية عنصر أساسي في الاتفاق ويرمي إلى أن يكون لديه وقع إيجابي ليس فقط على العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران بل على حياة الشعب الإيراني».
وأوضح «الجهات الأخرى في الاتفاق (الصين وروسيا) تعهدت بالعمل على الحفاظ على القنوات المالية الفعالة مع إيران والاستمرار في تصدير النفط والغاز الإيراني. حول هذه النقاط كما حول قضايا أخرى عملنا يتواصل بما في ذلك مع الدول المعنية دعم الاتفاق النووي والحفاظ على علاقات اقتصادية مع إيران».
وأضاف «ستتكثف هذه الجهود وتتم مراجعتها على المستوى الوزاري في الأسابيع المقبلة».