على تنفيذ خارطة الطريق. خاصة أن أغلب الإطراف المحلية وعموم الشعب الليبي يدعم هذا الخيار للخروج من الأزمة التي تزداد تعقيدا يوما بعد آخر.
والسؤال المطروح في هذا المشهد ماهي دوافع الدفع الدولي بإجراء الانتخابات العامة في بلد جمع الخبراء على انه غير جاهز لمثل هذا الاستحقاق المصيري؟وللإجابة لابد من الإشارة الى أن الدول الغربية أيقنت اليوم أنها أخطأت بإسقاطها النظام السابق، وما لحق ذلك السقوط المدوي من تدفق السلاح والارهابيين من مختلف بؤر التوتر نحو ليبيا وما أضحت ليبيا تمثله من خطر ليس على دول الجوار والإقليم بل حتى على العمق الأوروبي.
ومن هنا جاءت دوافع الدعوات من الغرب للتسريع بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وبعث حكومة مركزية واحدة بمعنى أن الدافع السياسي هو توحيد الجيش وطرف سياسي شرعي يمكن التعامل معه لمحاربة الإرهاب ودفع خطر السلاح عن ليبيا ، حيث ان الولايات المتحدة والدول الأوروبية بعد تجربة أفغانستان مستعدة لإرسال قوات برية لمحاربة الإرهاب مع العلم أن الإستراتجية الغربية الجديدة في سياق الحرب على الإرهاب هي التعويل على أبناء البلد لمحاربة الإرهاب ، بينما تكتفي الدول الغربية بالدعم اللوجستي والمد بالسلاح بمقابل وتنفيذ الغارات الجوية .
وبما أن ليبيا ليس لديها جيش موحد ولا حكومة مركزية، فالخيار هو انجاز تلك المراحل وتدرك الدول الغربية بان الجماعات الإرهابية في ليبيا تمكّنت من السيطرة على مفاصل الدولة ومناطق معلومة من جيوب البلاد والأخطر من ذلك تواصل تلك الجماعات مع جماعات تماثلها في دول مجاورة.
دور خارجي
إضافة إلى ذلك تراقب الدول الغربية استمرار توافد الارهابيين من سوريا والعراق نحو ليبيا ، هذا دون نسيان الوضع الأمني الهش في أكثر من دولة مجاورة، الذي سبق ذكره الذي يمثل ابرز دوافع الدفع نحو الانتخابات العامة .
اما الدافع الثاني فهو وقف الهجرة غير الشرعية نحو سواحل أوروبا ومعضلة الهجرة باتت الشغل الشاغل للاتحاد الأوروبي، ووترت العلاقات بين فرنسا وايطاليا.
القلق الأوروبي والايطالي بالتحديد لم ولن يتوقف بسبب بقاء الأوضاع في ليبيا كما هي عليه ، ان رفض السراج مشروع توطين المهاجرين بأي شكل ، لكنه تعهد للأوروبيين بالتعاون في موضوع محاربة الهجرة وتشغيل عشرات الالاف من المهاجرين طبق القوانين المعمول بها في الغرض .
يرى مراقبون بان الأولوية الان هي توحيد الجيش ورفع حظر السلاح على أن يمر الفرقاء مباشرة بعد ذلك لتشكيل الحكومة والإعداد الانتخابات العامة ،فدون توحيد الجيش والأمن فان تأمين الانتخابات غير مضمون مهما كانت تعهدات المجموعات المسلحة .