لسان وزير المالية، برات ألبيرق، صهر الرئيس رجب طيب أردوغان؛ وأفضل تعليق هو ما جاء على لسان الكاتب الشهير أحمد هاكان. برات ألبيرق كان قد شبَّه الأزمة بالمشاكل العارضة التي قد تنشأ بين اي زوجين، ولو امتدت علاقتهما إلى أربعين عاماً، حسب قوله. فعلق هاكان بالقول «إذن، الأفضل أن لا نتدخل في الخلافات الزوجية، لأنّ الزوجين سيتصالحان غداً، ويضعان المتدخلين في موقف محرج».
وتابع الكاتب السوري القول ان الصفقة كانت تجري على قدم وساق بين الأمريكيين والأتراك حول قضية الراهب برانسون، ولكن إدارة الطرفين للاتفاق والإخراج الإعلامي كان هزيلاً، مما أدى إلى سوء التفاهم هذا؛ فالمحكمة أخرجت الراهب إلى الإقامة الجبرية، وكانت الجلسة التالية ستشهد إطلاق سراحه. ولكن الأمريكيين المستعجلين أحرقوا هذا الإخراج، الذي كان سيصون الحد الأدنى من ماء وجه أنقرة، وتفاقم الأمر لأن كلا الطرفين محرج أمام شعبيهما وفق تعبيره.
وتابع محدثنا «بالمحصلة أنا أعتقد، بموجب معطيات كثيرة وتفاصيل هامة من بينها تصريح البيرق أعلاه، أن هناك مرحلة من التفاوض الخفي بين العاصمتين، سيؤدي إلى مخرج ما. اللهم إلا أن تقرر الدولة العميقة الأمريكية شيئاً آخر فتقوم بما يحرج الرئيس دونالد ترامب نفسه، بمعنى أنه قد يقرر التحالف المعارض لترامب، في واشنطن، تصعيد الأزمة كي يحرج ترامب لا أردوغان».
تأثيرات على التحالفات المحلية
وبخصوص تداعيات هذه الازمة على الملفات التي تهم البلدين واهمها قضايا الشرق الأوسط وعلى رأسها الملف السوري قال سلطان أن الانعكاس الأكبر لهذه الأزمة على المستويات الأمنية، ولا سيما فيما يخص ملفي العراق وسوريا، يتمثّل بضربة قوية للثقة المتبادلة؛ فأنقرة باتت ترى أن السير في التحالفات المحلية لواشنطن في البلدين المجاورين جنوباً لها يهدد أمنها القومي، وأقصد بالذات القوى الكردية الأوجلانية الحليفة لواشنطن، والتي تتسلح منها وفق تعبيره. وتابع «لأنه بات من الواضح أنه بينما تضع الحرب أوزارها في البلدين سيتجه السلاح الأمريكي الموجود بيد الأكراد إلى الداخل التركي إن لم تتسلمه حكومتا دمشق وبغداد. من هنا، نتوقع أن تسير أنقرة بسلاسة أكبر في مساعي التسوية التي تقودها موسكو وطهران، ولا سيما في الشأن السوري».