والاراضي التي تحتلها ‘’إسرائيل’’، وذلك بعد أسابيع من تصاعد التوتر في المنطقة. وأثار تقدم الرئيس السوري بشار الأسد على حساب مقاتلي المعارضة في جنوب غرب سوريا قلق «إسرائيل» التي تعتقد أن ذلك قد يسمح لداعميه الإيرانيين بزرع قواتهم قرب الحدود.
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن مبعوث روسي قوله إن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة في سوريا إلى مسافة 85 كيلومترا من الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان لكن كيان «إسرائيل» يعتبر الانسحاب غير كاف.
«إسرائيل» تقرّ بسيطرة الأسد
ذكرت وسائل اعلام امس أن ‘’إسرائيل’’ قتلت سبعة مقاتلين في ضربة جوية على الشطر الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان المحتل .
وجاء ذلك بعد قليل من حديث وزير الحرب الإسرائيلي عن انتهاء الحرب الأهلية السورية عمليا وتوقعه بأن تصبح جبهة هضبة الجولان بين البلدين أكثر هدوءا مع استعادة الحكومة المركزية في دمشق السيطرة على المنطقة.
وأكد جيش الحرب الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية خلال الليل قائلا إنها «استهدفت عددا من المقاتلين في جنوب هضبة الجولان السورية».
وكان سحق الرئيس بشار الأسد لمقاتلي المعارضة في جنوب غرب البلاد قد أثار قلق ‘’إسرائيل’’ التي أسقطت طائرة حربية سورية الأسبوع الماضي قالت إنها دخلت منطقة عازلة في الجولان وحذرت قوات إيرانية تدعم الأسد من نشر جنودها في المنطقة.
الجيش الأردني يشتبك مع مسلحين
في الاثناء قال الجيش الأردني امس الخميس إنه قتل عددا من مسلحي تنظيم «داعش» الارهابي اقتربوا من حدود المملكة فرارا من الهجوم الذي تشنه القوات السورية والذي دفعهم للخروج من جيب خاضع لسيطرتهم في جنوب غرب سوريا.
وقال مصدر بالجيش إن وحداته استخدمت «كافة أنواع الأسلحة» لقصف مجموعة من المسلحين الذين اقتربوا من الجانب الأردني المحاذي لمنطقة حوض اليرموك، في اشتباكات استمرت نحو 24 ساعة من ظهر الثلاثاء وحتى الأربعاء.
وقال مصدر بالجيش لوكالة الأنباء الأردنية «تم تطبيق قواعد الاشتباك فوراً معهم... وتم إجبارهم على التراجع إلى الداخل السوري وقتل بعض عناصرهم.
المعركة الأخيرة في سوريا
على صعيد اخر قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية إن التحالف الدولي لمحاربة ‹›داعش›› بقيادة الولايات المتحدة والذي بدأ قبل أربع سنوات يقترب من أخر جيوب المسلحين في شرق سوريا وتوقع أن تكون معركة إخراجهم منها صعبة، بحسب ما قال أحد كبار الضباط المشاركين في الحملة.
وأشارت المجلة إلى أن أكثر من ألف من مقاتلي ‹›داعش›› محاصرون في مدينة حجين شرقي سوريا، بالقرب من الحدود العراقية، ومنهم عدد من المقاتلين الأجانب وفقا للميجور جنرال البريطاني لفليكس جيدني، نائب قائد التحالف للشؤون الإستراتيجية والدعم للحملة التى تقودها الولايات المتحدة لهزيمة ‹›داعش›› الارهابي.
وصرح الضابط البريطاني بأنهم يتوقّعون مواجهة صعبة مع مقاتلي ‹›داعش›› الارهابي الأساسيين الذي كانوا يختبئون ويستعدون للمعركة، حيث أنها واحدة من آخر المناطق التي تظل تحت سيطرتهم وستكون المعركة صعبة. واستبعد الضابط البريطاني أن تقوم قوات التحالف بمواجهة القوات السورية أو الروسية خلال المعركة الأخيرة.
من ناحية أخرى، أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة الارهابيين، أنه يفعل ما بوسعه لإبقاء الخسائر في صفوف المدنيين في الحد الأدنى، بعدما ارتفعت حصيلة هؤلاء الضحايا إلى أكثر من ألف قتيل.
وقال جيدني،«أتحدّث باسم كل أعضاء أجهزة التحالف من الأفراد إلى أعلى قادتنا عندما أقول إنّ مثل هذه الحوادث المفجعة تهزّ بعمق صفوفنا وتدفعنا جميعا إلى أن نفعل ما بوسعنا للتقليل منها».
وكان مسؤولون في التحالف صرحوا الأسبوع الماضي أن 1094 مدنيا على الأقل قتلوا في عمليات التحالف منذ بدء الحرب على الارهابيين في 2014.وتشمل الحصيلة الأخيرة للضحايا 33 مدنيا قتلوا خطأ في قصف لما يعتقد أنه موقع لتنظيم ‹›داعش الإرهابي في منطقة سكنية في الرقة بسوريا، في 20 أوت الماضي.
النظام يسيطر على ثلاث محافظات
ميدانيا أكد الجيش الروسي الذي يدعم القوات السورية أن النظام السوري استعاد السيطرة على ثلاث محافظات جنوبية هي درعا والقنيطرة والسويداء وعلى الحدود مع الأردن بشكل كامل.
وقال مسؤول كبير في رئاسة الأركان الجنرال سيرغي رودسكوي خلال اجتماع في موسكو إن «القوات السورية المدعومة من الطيران الروسي دمرت كليا قوات تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي وجبهة النصرة سابقا واستعادت السيطرة على محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة».
وأشاد بهذه «العملية النوعية» التي أتاحت للقوات السورية تحرير «3332 كلم مربع» من الأراضي السورية من أيدي «الارهابيين والسيطرة على 146 بلدة». وتطلق موسكو ودمشق على كافة الفصائل المعارضة تسمية الجهاديين.وكانت الفصائل المعارضة تسيطر على 70% من محافظتي القنيطرة ودرعا قبل أن تشن قوات النظام بدعم روسي هجوما تمكنت بموجبه من طردها منهما.
واقتصر تواجد تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي على منطقة حوض اليرموك في أقصى محافظة درعا.وأضاف أن نظام دمشق «استعاد السيطرة كليا على الحدود بين سوريا والأردن» و»الظروف متوافرة لإستئناف أنشطة قوات حفظ السلام الدولية في هضبة الجولان» على الحدود السورية .
من جهتها ستنشر روسيا التي تدخلت عسكريا في سوريا منذ سبتمبر 2015 دعما لنظام بشار الأسد، في هضبة الجولان «ثماني نقاط مراقبة للشرطة العسكرية لمنع إستفزازات محتملة».وعبر الجنرال رودسكوي عن «قلق» روسيا للوضع في محافظة ادلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها الجهاديون وبعض فصائل المعارضة «حيث تكثفت عمليات إطلاق النار بإتجاه مواقع القوات الحكومية».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس الخميس أنه «يجب تطهير الجيوب المتبقية في ادلب» بحسب وكالة أنباء ريا نوفوستي.وبعد أكثر من سبع سنوات على بدء النزاع نجحت قوات النظام السوري في استعادة من المتمردين والإرهابيين مناطق برمتها وباتت تسيطر على ثلثي الأراضي بما في ذلك القسم الأكبر من المدن الكبرى والمحاور الرئيسية ونقاط عبور حدودية.
ودعمت روسيا وإيران عسكريا القوات السورية وكذلك مقاتلو حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية وإيرانية وأفغانية.وقتل أكثر من 350 ألف شخص منذ 2011 في النزاع في سوريا الذي أصبح أكثر تعقيدا مع تورط بلدان أجنبية ومجموعات ارهابية على اراض مجزأة.