وقتل وتصفية حسابات، تطورات كانت متوقعة بسبب تعثر مسار التسوية السياسية وفشل بعثة الامم المتحدة في تنفيذ خارطة الطريق .ففي درنة مازال الموقف غامضا ولم يستطع الجيش حسم المعركة ومازالت ما تعرف بقوة حماية درنة التي تصفها القيادة العامة بالجماعات الارهابية مازالت هذه القوة تسيطر على ارجاء هامة من المدينة .
نفس الموقف تقريبا تعرفه الموانئ النفطية حيث صمدت مليشيات الجظران وحافظت على بعض المواقع ، في حين اكتفى الجيش بتركيز منظومة للدفاع الجوي قريبا من السدرة وراس لانوف تحسبا لا ي تدخل عسكري خارجي داعم للجظران . وكانت انباء مؤكدة اكدت امس قيام مجموعة مسلحة يعتقد انها تابعة للدواعش بقتل شخصين واختطاف عنصري امن يعملون في موقع حكومي تابع لجهاز النهر الصناعي - تازرلو- جنوب شرقي ليبيا .ذات الانباء اضافت بأن ادارة جهاز النهر الصناعي قامت فور حدوث العملية الارهابية بإجلاء العائلات من المكان كإجراء احترازي ،وفي واقعة ثانية مماثلة اقدمت عناصر مسلحة مجهولة باختطاف اربع اجانب يعملون في موقع اخر تابع للنهر الصناعي وهذه المرة في منطقة الحساونة .
ورغم انشغال الجيش التابع لرئاسة اركان مجلس النواب بالحرب على الارهاب ،فقد تمكنت من تحرير 3 ليبيين مدنيين من الكفرة كانت العصابات الاجرامية التشادية اختطفتهم قبل يومين، وكذلك عمليات تعقب وملاحقة داخل الاراضي التشادية في جبل ‘’كلجناء’’ ونجحت عناصر الجيش الليبي في مصادرة سيارة مسلحة .
وسبق للقيادة العامة للجيش ان اكدت وجود مرتزقة تشاديين يدعمون القوات التابعة لإبراهيم الجظران في الهلال النفطي ، كما نجح الجيش في اسر عدد من هؤلاء المرتزقة .من جانبه اكد وزير خارجية التشاد عند لقائه الاخير في ‘’نجامنيا’’ بوزير خارجية فرنسا بان مجموعة من المعارضة التشادية تتواجد في الجنوب الليبي وتسيطر على منطقة بأكملها غير بعيد عن الحدود بين التشاد وليبيا .
فتور العملية السياسية
يجمع المراقبون على ان كل التصعيد الحاصل لم يقابله اي تحرك يذكر من الاطراف الدولية سواء بعثة الامم المتحدة او حتى مجلس الامن الدولي ، فهذا الاخير كان بإمكانه ان يصدر قرارا ملزما للكل بوقف اطلاق النار ساعتها لن تتجرأ اي مجموعة مسلحة على اطلاق رصاصة واحدة .
صمت الاطراف الدولية وعدم الجدية في تهدئة الوضع يوتر ويغذي الرأي القائل بان اجندة ما قد رسمت للبلاد مثل مشروع التقسيم او لدفع الوضع لمزيد من الفوضى وشبه الحرب الاهلية بين غرب وشرق البلاد حول النفط ، وحينها التدخل العسكري الخارجي للسيطرة على النفط والفصل بين الطرفين وهذا السيناريو الاخير قريب جدا من الواقع.
محليا تبدو حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في وضع لا يحسد عليه ،فالسراج تقريبا يعمل وحيدا بعد انسحاب اكثر من نائب له في المجلس الرئاسي وحتى من ضمن الرئاسي فهو يكاد لا يتواصل معه ونعني فتحي المجبري .ويبقى وزير الخارجية محمد سيالة واحمد معيتيق فقط من يعملون مع السراج لحلحلة الازمة.ويعيب شق كبير من الليبيين على مجلس النواب وكذا مجلس الدولة عدم مساعدة المجلس الرئاسي في معالجة ازمة وقضايا البلاد.