السوري أنّ التطوّرات الميدانية في الجنوب السوري ذاهبة نحو الحسم النهائي للمعركة ضد «جبهة النصرة» و«داعش» الارهابي. وأضاف انّ التطوّرات الميدانيّة ستلقي بظلالها على مفاوضات الحل السياسي بين مختلف الأطراف الفاعلة في المعادلة السورية .
• لو تقدمون لنا أبعاد معركة درعا وتطوّراتها الميدانية ؟
انطلقت ما بات يعرف بمعركة الجنوب في الـ 18 من جوان الماضي وبدأت على الفور بموازاة الحرب على الإرهاب جبهة النصرة و«داعش» تحديدا مسارا آخر للتسوية والمصالحة بجهود روسية دخل على خطها لاحقا الطرف الأردني ولكن بعد ثلاث جولات من المفاوضات بين مركز المصالحة الروسي وما يعرف بغرفة عمليات الجنوب للفصائل المسلحة لم تفض الى اتفاق نهائي نظرا لتعنت الجماعات المسلحة بمطلب إبقاء السلاح ومعبر نصيب بيدها وهو امر مرفوض سوريا وروسيا، ورغم ذلك انضمت الى حد الان 27 قرية ومنطقة الى التسوية جنوبا، والعمليات العسكرية ما زالت مستمرة وتم السيطرة على كامل الريف الشرقي للمنطقة بعد تحرير صيدا اليوم والآن العمليات العسكرية تركز على القسم الغربي لما كان يعرف
بمنطقة تخفيف التصعيد الأولى.
• كيف ستكون تأثيراتها على المشهد السوري والاقليمي؟
بات واضحا ان الأمور ذاهبة الى الحسم النهائي ضد التنظيمات الإرهابية وخصوصا النصرة و››داعش›› الذي بايعته تنظيمات موجودة في منطقة طفس في الريف الجنوبي الغربي لدرعا، وفي الساعات القليلة القادمة ستجري جولة مفاوضات جديدة قد تكون الأخيرة بين الطرف الروسي والفصائل المسلحة لتسليم كامل السلاح والمنطقة للدولة السورية وتسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة،بما يماثل تسوية الغوطة تقريبا، ولا يبدو حتى هذه اللحظة ان الولايات المتحدة في وارد التدخل لصالح ادواتها في الجنوب السوري رغم التحذيرات الأمريكية من تصاعد العنف، ولكن التحضيرات لعقد قمة هلسنكي التاريخية (16 الشهر الجاري) بين (ترامب وبوتين) وهي الثالثة من هذا النوع خلال فترة ترامب الرئاسية قد تجاوزت طبيعة المعارك في الجنوب السوري، فبعد لقاء هلسنكي الأول بين (دانفورد-غيراسيموف) ولقاء (بولتون- بتروشيف) واتصالين هاتفيين بين (بومبيو- لافروف) تبدو ملامح الصفقة الروسية الأمريكية اكبر من الدائرة السورية، وقد تتجه لصفقة تاريخية روسية أمريكية لما تبقى من ولاية ترامب الرئاسية الحالية لتكون عنوانها الرئيسي اوروبا وليس سوريا كما يظن البعض رغم اعتقادي بحضورها جزئيا والتسليم بما بات يعرف سياسيا بخطة روسيا لإنهاء الصراع على سوريا.
• ماذا بخصوص مفاوضات العملية السياسية كيف ترون افق المشهد السياسي السوري ؟
الى حين انجاز العمليات العسكرية في الجنوب السوري او إتمام التسوية بما يضمن العودة الى الأوضاع التي كانت قبل العام 2011، تحضر روسيا جيدا لعقد الجولة العاشرة من سياق استانة في مدينة سوتشي(30/ 7) ولعل اختيار هذا المكان ورمزيته يحمل الكثير من المعاني باعتباره مكان انعقاد مؤتمر الحوار السوري مطلع العام الجاري، لتكون الأمور على اغلب الظن جاهزة لإطلاق عملية مناقشة الدستور في جينيف وما سيستتبعها من عملية سياسية ان اقرت التعديلات في سوريا، ولكن تبقى الاعين شاخصة لحدثين مهمين يؤثران في طبيعة التسوية المتوقعة:
الأمر الأول: هو مستجدات المشاورات بين الحكومة السورية وفصائل «قسد» (قوات سوريا الديمقراطية) في المنطقة الشرقية فلن يكون هنالك معنى للتسوية بغياب هذا المكون وهذا الجزء السوري المهم.
الأمر الثاني: هو مستجدات الموقف التركي التي بدأت تهيئ الأجواء لتخريب مقررات استانة وبدأت بالتهديد بالانقلاب التام على مخرجات استانة وسوتشي وجينيف لأنها تدرك ان ما بعد الجنوب هو ضرب جبهة النصرة شمالا وفي ادلب وهو ما لاتريده حكومة النظام التركي ويبقى هذا الامر رهنا بقدرة الضامن الروسي على إلزام تركيا بروح استانة التي اقرت في اتفاق موسكو (نهاية 2016) أي التعهد التركي بالقضاء على جبهة النصرة.
المعارك قد تخبو قليلا بعد معركة الجنوب ولكن اعتقد ان تركيا لن تفي بتعهداتها في استانة لذلك سيكون الإقليم كاملا مع مواجهة خطرة في الشمال السوري، فهل تنجح روسيا بالضغط على نظام اردوغان المتعب والمنهك اقتصاديا؟ ام ان طموحات نظام اردوغان ستدخل العالم في نفق مظلم؟