«النووي» يهدد بنسف اتفاق ترامب- كيم : هل تتراجع كوريا الشمالية عن التزاماتها مع الولايات المتحدة الأمريكية ؟

عاد الجدل مجددا ليخيم على الاتفاق التاريخي الذي تمّ التوصّل اليه بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية وذلك في لقاء جمع دونالد ترامب بكيم جونغ اون

يوم 12 جوان المنقضي بسنغافورة ، ورغم أنّ الشكوك رافقت الاتفاق قبل التوقيع عليه إلاّ أن المخاوف تزايدت مؤخرا بعد ظهور تقارير تتحدث عن زيادة بيونغ يانغ إنتاجها من الوقود النووي مايهدّد بفشل الاتفاق الذي لطالما سعى اليه الطرفان منذ عقود طويلة .

وأظهرت صور جوية جديدة أعمالا توسعية تجريها كوريا الشمالية في مجمع لصناعة الصواريخ البالستية، في خطوة تُظهر، حسب مراقبين، خداع بيونغيانغ لواشنطن. وقال باحثون أمريكيون في معهد «ميدلبري» للدراسات الدولية، إنهم حللوا صورا التقطتها أقمار اصطناعية تظهر تشييد مبنى جديد في مجمع صناعي بمدينة هامهونغ بكوريا الشمالية، وفقما أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال»، امس الاول الاثنين . وأكدت نفس التقارير ان هذا ‘’ المجمع معد لإنتاج مكونات الصواريخ البالستية، التي تشكل تهديدا لكوريا الجنوبية واليابان، وحتى لأجزاء من الأراضي الأمريكية كون كوريا الشمالية تنتج صواريخ بعيدة المدى’’.
وحذّر متابعون للشّأن الدّولي أنّ الاتفاق المُبرم بين الجانبين في الـ12 من جوان المنقضي رهين التزام الطرفين ببنوده . ويُعدّ التراجع السمة البارزة للجانبين الامريكي والكوري الشمالي، خاصة وان الرئيس الامريكي دونالد ترامب أعلن قبل ايام من انعقاد القمة الغاءها نتيجة التعنت الكوري الشمالي إلاّ ان جهود الوساطة المبذولة من قبل المجتمع الدولي ساهمت في عقد القمة في الموعد المحدد لها.

يشار الى انّ الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية يتضمن بنودا لنزع السلاح النووي لبيونغ يانغ وهو مايعتبره متابعون ضربا من المستحيل مع العلم ان كوريا الشمالية بدأت برنامجها النووي منذ عقود طويلة غير ابهة بالانتقادات الدولية ولا العقوبات القاسية المفروضة عليها .
إذ اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي،تفكيك الأسلحة النووية الكورية الشمالية والقذائف الصاروخية في غضون عام واحد وهو مايرى مراقبون أنه اقتراح غير واقعي ومحفوف بالمخاطر. ولئن اعتبر مراقبون هذه الموافقة الكورية الشمالية على بند بهذه الاهمية يأتي مقابل حصولها على ضمانات وامتيازات ضخمة وغير معلنة من ساكن البيت الابيض دونالد ترامب ، فيما يستبعد متابعون رضوخ بيونغ يانغ مشددين على ان موافقتها ماهي إلا تمويه لا غير .

وفي هذا السياق من المقرر أن يصل وزير الخارجية، مايك بومبيو، يوم غد الخميس، إلى بيونغ يانغ في ثالث زيارة له خلال 3 أشهر.وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية، سارة ساندرز، إن الزيارة تهدف إلى «متابعة العمل الهام من أجل نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»، إلا ان تقارير اخرى ذكرت ان بومبيو سينقل غضب وشكوك ترامب الى كيم.

في خيارات الفشل
اذ يرى مراقبون أن احتمال فشل هذا الاتفاق قبل حتى الالتزام به سيعد بمثابة فشل دولي مع العلم ان الاجتماعات الدولية والمشاورات الماراطونية التي عٌقدت قبيل تحديد موعد رسمي كانت من اكثر الجهود المبذولة على صعيد الدبلوماسية الدولية في الآونة الاخيرة الى جانب مفاوضات الحفاظ على الاتفاق الغربي الايراني بعد انسحاب امريكا.

ويشار الى ان الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي بصفة عامة طرح في اوقات عديدة الخيار العسكري ضدّ كوريا الشمالية نظرا لتحديها المستمر للقرارات الدولية واستمرارها في انتاج الصواريخ الباليستية ضمن برنامج نووي كان لسنوات سببا في عزلة دولية لها.
ولئن اشاد المجتمع الدولي بنتائج هذه القمة التاريخية يربط صناع القرار في العالم نجاح الاتفاق بالتزام الطرفين خاصة في ظل تعنت نظام بيونغ يانغ وأيضا تسرّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فمنذ توليه السلطة في امريكا اولى الرئيس الحالي دونالد ترامب الملف النووي الكوري الشمالي اولوية كبرى اذ بدأ الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة اسيوية انذاك في وقت تشهد فيه المنطقة توترات على عدّة أصعدة لعلّ أكثرها أهميّة الصّراع في شبه الجزيرة الكورية والتعنّت الكوري الشّمالي فيما يتعلّق بسباق التسلّح النووي الذي تصر على المضي فيه قدما رغم التهديدات والعقوبات الدولية المفروضة عليها. وكانت جولة ترامب الاسيوية انذاك- والتي امتدت 11 يوما - الاولى منذ توليه الحكم في جانفي المنقضي وهو مايزيد من اهمية الزيارة التي يؤكد مراقبون انها كانت بهدف حشد الدعم الاسيوي ضد بيونغ يانغ .

يشار الى ان التصعيد بين الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الشمالية ، ازداد حدّة ووصل حد تهديد بيونغ يانغ بقصف جزيرة امريكية رغم استبعاد اغلب الاراء اندلاع مواجهة مسلحة بين الطرفين نتيجة عدة اسباب استراتيجية وسياسية واقتصادية ايضا.وخلّف هذا الصراع ردود فعل دولية غربية وعربية منددة ومستنكرة للاستهتار الكوري الشمالي ومؤيدين لفرض عقوبات أشدّ عليها .

واستمرت كوريا الشمالية في القيام بتجارب نووية مستفزة بذلك الولايات المتحدة الأمريكية ومتحدية العقوبات الدولية المفروضة عليها ، ويرى مراقبون ان قمة جوان حملت من الاهمية مايجعلها بادرة لحسن النوايا بين كوريا الشمالية من جهة ودول العالم من جهة اخرى ويجعل ايضا من فشل الاتفاق المتمخض عنها رجوعا الى نقطة الصفر في مباحثات النووي الكوري الشمالي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115