الرئيس الذي وضع شعار «امريكا اولا» في حملته الانتخابية قبل ان يتحول الرجل الى اكثر رئيس مثير للجدل في تاريخ البيت الابيض..وآخر فصول « ابداعات» ترامب هو وضع ابناء المهاجرين على الحدود مع بلاده في اقفاص بعد فصلهم عن ذويهم ..ولعل صورة طفل مكسيكي يبكي مع اطفال آخرين وضعوا في قفص ..تكاد تختزل كل سياسات هذا الرجل ومواقفه التي تثبت يوما بعد يوم مدى عنصريتها ومزاجيتها .
وفي الحقيقة فان ترامب ما انفك منذ قدومه الى الحكم يطلق المواقف والسياسات الاشد غرابة ...فبعد انسحاب بلاده من اتفاقية المناخ وكذلك الاتفاق النووي والتلويح بفرض عقوبات اقتصادية على الشركات الاوروبية التي تتعامل مع ايران ...وكذلك الضجة التي اثارها في قمة الدول السبع في كندا ..لم يتوان الرجل عن انسحاب بلاده من مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد ادانة المجلس لحالات الفصل العائلي عند الحدود الجنوبية مع الولايات المتحدة ...وقد وقع ترامب على قرار الغاء الفصل العائلي بعد تعرضه لانتقادات داخلية وخارجية وخاصة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري قائلا «سيكون لدينا حدود قوية للغاية، لكننا سنبقى على العائلات معًا.. لم يعجبني مشهد أو شعور انفصال العائلات»..
صحيح ان ترامب الغى حالات الفصل العائلي للمهاجرين عند الحدود لكن الجدل لم ينته بشأن سياساته التي اقل ما يمكن ان يقال عنها بانها غير اخلاقية ولا تستجيب لأبسط حقوق الانسان ولا للمواثيق والحقوق الدولية التي قامت عليها كل التشريعات الغربية بعد حروب ومعارك طويلة من اجل ترسيخ منظومة الحقوق والحريات ....الامر الذي دفع الامين العام لمجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند الى القول بان الرئيس الامريكي لم يعد الزعيم الاخلاقي للعالم الحر».
وفي الحقيقة فان القرار بالفصل العائلي للمهاجرين على الحدود مع الولايات المتحدة يحيلنا الى جدار الفصل العنصري الذي اقامته سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمزيد فرض الحصار على الفلسطينيين ، ويظهر مدى التماهي الكبير بين سياسات ترامب والسياسات العنصرية الصهيونية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني ...
بعد الانسحاب الامريكي من اتفاق باريس للمناخ واتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ.. وبعد منح القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني وما نتج عنه من حمام دم في فلسطين ، يبقى السؤال ..اي عالم يريده ترامب؟