لاستعادة السيطرة عليها من جديد وذلك بعد ان خسرت هذه القوات بقيادة ابراهيم الجظران سيطرتها على المنطقة الثرية نفطيا بعد مواجهات واقتتال عنيفين مع قوات الجيش بقيادة خليفة حفتر منذ أيام .
وعاد الاقتتال خلال الاسابيع القليلة المنقضية بين القوات التابعة للجظران وقامت قوات تابعة لخليفة حفتر قبل أسبوع . وتسود مخاوف داخل ليبيا من مآلات هذه التطورات العسكرية المتسارعة وتأثيراتها على المشهد السياسي المضطرب بالإضافة الى السيناريوهات المطروحة قبيل اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.
ويرى مُتابعون أنّ هذه التطوّرات تشهدها منطقة الهلال النفطي وهي حوض نفطي ليبي، يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ممتدا على طول 205 كلم من طبرق شرقا إلى السدرة غربا، ويعتبر أغنى المناطق النفطية الليبية وغالبا مايشهد مواجهات واقتتال عنيف بين القوات المتصارعة . ولئن شهد الاقتصاد الليبي مؤخرا انتعاشا ضئيلا في مؤشراته بعد تعافي القطاع النفطي وعودة الانتاج إلا أن المراقبين أكدوا ان هذه المواجهة العسكرية والهجوم المسلح على الموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي يعرض الاقتصاد الليبي لخطر أكبر من الخطر السابق. ولطالما حذر متابعون للشأن الليبي من إدخال الهلال النفطي صلب الصراع الليبي لما يمثله ذلك من رجوع لنقطة الصفر سواء على الصعيد الأمني والسياسي في ليبيا بعد سنوات من محاولات التوافق وإرساء حلول ناجعة للازمة التي دخلت عامها السابع . وتعدّ منطقة الهلال النفطي التي حاول اطراف الصراع الليبي الليبي ابعادها عن الصراع المندلع منذ سنوات طويلة ‘’قلب’’ الاقتصاد الليبي في ظل اندلاع هذا الاقتتال المحموم في محاولة للسيطرة على منابع النفط في البلاد.
«بين الهلال النفطي ودرنة»
وحول ما يحدث في الهلال النفطي قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبيد أحمد الرقيق في تصريح لـ»المغرب’’ انّ التطورات الاخيرة هي رد فعل على ما يجري في درنة ، مضيفا ان ‘’المتأسلمين’’ فقدوا كل مراكزهم في الشرق الليبي وخاصة درنة التي تعتبر المركز الاساسي للقاعدة وأخواتها ما جعل من تغيير جبهة الاقتتال ضرورة لدى هذه الجماعات وفق تعبيره.
وبخصوص الاطراف المتقاتلة في منطقة الهلال النفطي اجاب محدّثنا ان ‘’الاقتتال يدور بين بقايا ما يسمى مجلس شورى بنغازي وسرايا مؤدلجة دينيا اتخذوا من ابراهيم الجظران اداة في محاولة لجر قبيلة المغاربة المنتمي لها والتي تتواجد طبيعيا في مناطق الهلال...ويدعمهم بعض المتطرفين من انصار القذافي الذين يحلمون بعودة نظامهم البائد من خلال قاعدة عدو عدوي حليفي ‘’.
وحول مواقف كل من الجيش وحكومة الوفاق المعترف بها دوليا اجاب الرقيق انّ حكومة الوفاق عاجزة عن بسط سيطرتها على الارض وحضورها شكلي ، مضيفا انها غير قادرة حتى على حماية العاصمة طرابلس فما بالكم بما هو أبعد على حد قوله وتابع’’اما جيش الشرق فرغم انشغاله بدرنة إلا انهم يعدون العدة لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الجظران».
التطورات العسكرية والانتخابات
أما عن الموقف الدولي مما يحصل في الهلال النفطي فقد اجاب محدّثنا انّ الموقف الدولي يدعم حكومة الوفاق ويستنكر العدوان على الهلال..وحكومة الوفاق تستنكر مثلهم فقط من خلال بيانات صدرت وستصدر في الغرض. واكد الكاتب الليبي ‘’ اتوقع خلال ايام معدودة سيتم اعادة المواقع من قبل الجيش في الشرق وسيكون الجظران في قبضة الجيش كذلك». وفيما يتعلق بمدى تأثير التطورات العسكرية الميدانية على الاستعدادات لإجراء الانتخابات أكّد محدثنا ان هذه المواجهة لن تعرقل ذلك بل ستزيد من ضرورة اجراء الانتخابات المقبلة والتسريع بخطوات عملية في هذا الاتجاه’’.
وتابع’’ برغم بعض الصعوبات إلا ان عملية اجراء الانتخابات مرحب بها من الجميع والكل يرونها المخرج الوحيد من حالة الانسداد الحالية...في اعتقادي يمكن اجراؤها قبل نهاية هذا العام لكن الإشكال سيكون في ضمان النتائج وآليات انتقال السلطة من الاجسام الحالية’’.