الإرهابي في مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق، بعد أيّام من القتال العنيف. وتأتي هذه التطورات لتؤكد مرة اخرى الاهمية البالغة التي تحملها معركة الجنوب السوري التي تتداخل فيها عدة اطراف من بينهم الكيان الاسرائيلي الذي يحظى بدعم أمريكي غير مشروط .
وتحمل «معركة الجنوب» التي يتوقع مراقبون اندلاعها قريبا اهمية بالغة لأغلب الأطراف المعنية بالمشهد السوري ، اذ يؤكد متابعون ان سيطرة النظام السوري على محافظة درعا الواقعة في الجنوب يعني تأمين العاصمة دمشق بشكل كلي ، نظرا لموقع هذه المحافظة الاستراتيجي على تخوم العاصمة .
ويتوقع مراقبون أن المشهد المقبل في الجنوب السوري سيكون ملتهبا خصوصا مع تزامن التطورات الميدانية مع الحرب السياسية والاقتصادية المندلعة بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى. يشار إلى أنه في نوفمبر، استعادت قوات الحكومة السورية والمجموعات شبه العسكرية المتحالفة معها السيطرة على البوكمال من ‘’داعش’’ الإرهابي، الذي مني بسلسلة من الهزائم في العام الماضي بما في ذلك فقدان معقله الرئيسي في مدينة الرقة.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري خيام الزعبي لـ’’المغرب’’ أن «معركة الجنوب قد أوشكت بالفعل على الحسم لصالح الجيش السوري، لتثبت المعركة أن الجماعات المسلحة فقدت المبادرة وتآكلت قواتها على معظم المستويات الميدانية، وأصبحت في وضع مغلق أمام احتمالات محددة، إما بعقد اتفاق يقضي بسحب جميع المسلحين من الجنوب ونشر الجيش السوري في البلدات التي يسيطر عليها المسلحون وهذا الاتفاق سيكون برعاية روسية أمريكية، وإذا فشل الاتفاق سيكون الكيان الصهيوني أمام مواجهة نارية عنيفة وحاسمة مع مقاتلي الجيش السوري وحلفائه في محور المقاومة «حزب الله»على حدود الجولان المحتلّ، وفقدان الجماعات المسلحة أهم المناطق يضعها في حالة من الإرباك والتمزق الإستراتيجي، وفقدانهم للتعاون بين قواطع العمليات يجعلهم عرضة للضربات المفاجئة على أكثر من اتجاه وفي آن واحد’’ وفق تعبيره.
وتابع محدّثنا ان معركة الجنوب تعتبر معركة حاسمة بالنسبة لجميع الأطراف ونتائجها ستنعكس بشكل كبير على نتائج المفاوضات السياسية، وكذلك على مستقبل سوريا.
وخلّفت التطوّرات الكبيرة التي يعيش على وقعها الشرق الاوسط في الآونة الاخيرة قراءات مختلفة حول تأثيرات ذلك على صراع النفوذ الذي يطبع المنطقة منذ سنوات وأيضا الحرب الخفية احيانا والمعلنة احيانا اخرى بين اسرائيل وايران وحلف المقاومة من جهة اخرى .
ويشار الى أنّ «إسرائيل» طفلة امريكا المدللة لطالما تدخلت في المشهد السوري سواء بشنها أكثر من 100 ضربة جوية داخل سوريا زاعمة أنّها كانت موجّهة ضد أسلحة إيرانية مخصصة لجماعة حزب الله، وأيضا تدخّلاتها المستمرّة بطرق غير مباشرة مدعومة بذلك بقرارات الدبلوماسية الأمريكية التي زاد انحيازها الى كيان الاحتلال منذ تولي دونالد ترامب الحكم. ويثير الوجود العسكري الإيراني في سوريا واليمن والمنطقة بصفة عامة لا فقط مخاوف امريكا و«اسرائيل» بل ايضا مخاوف دول الخليج التي تتّهم طهران بتمويل الارهاب والتدخل في شؤونها القومية.
وفاء العرفاوي