مضيفا انه لا يمثلهم وانما يمثل كل الليبيين وذلك في تصريح مثير للجدل لفائدة احدى الفضائيات الفرنسية ، وفي ما يتعلّق بمجلس شورى مجاهدي درنة ذكر انهم ليسوا كلهم ارهابيين . كما طالت تصريحات المشري كلا من خليفة حفتر وعقيلة صالح اذ اكد المشري انه لا يعترف بصفة الأول كقائد عام للجيش ولا يعترف بعقيلة صالح قائدا أعلى للجيش . هذه التصريحات اعتبرها شق من المتابعين ضربا لمساعي المجتمع الدولي لتصفية الاجواء بين الفرقاء وذلك عبر تأجيج للصراع الدائر على السلطة وعرقلة المبادرات الدولية والإقليمية لحل الازمة
وبخصوص لقاء باريس اشار خالد المشري الى انه لم يجلس مع عقيلة صالح ولم يصافح حفتر . من جانب اخر اكد عقيلة صالح رئيس مجلس النواب والحامل لصفة القائد الاعلى للقوات المسلحة بان خليفة حفتر خط احمر، التصريحات المضادة بخصوص قيادات الجيش تؤشر لاستمرار الخلاف بين مجلس النواب والأعلى للدولة حول المادة الثامنة من الاتفاق السياسي .
هذه المادة الخلافية التي حالت دون توافق المجلسين على تعديلات الاتفاق السياسي وأجبرت المبعوث الاممي على التخلي عن حوار تونس والذهاب نحو خارطة طريق جديدة ، وهو الخلاف حول قيادة الجيش والمقترن بشخص خليفة حفتر .
يرى بعض الملاحظين يدل على عكس ما يروج له بان ازمة ليبيا ليست سياسية و انما هي امنية عسكرية ،فاقليم برقة بأكمله يرى انه مهمش ولا ينعم بثرواته النفطية وانه لضمان الانتفاع بخيراته لابد من ضامن لحقوقه ومصالحه، وهذا الضامن طالما يصعب الحصول عليه عبر الانتخابات بسبب صغر الكتلة السكانية مقارنة بطرابلس و الغرب الليبي .
في ظل هذا العائق الديمغرافي وجد اقليم برقة ما يبحث عنه في شخص حفتر ابن اجدابيا . وعندما يكون رئيس مجلس النواب هو الاخر من ابناء القبة واحد اهم مشايخ برقة ، فلا يستغرب احد اعتبار رئيس البرلمان خليفة حفتر خطا احمر.
حجم الخلاف بين مجلس النواب والدولة يبدو من شبه المستحيل تجاوزه ، كما يبدو حجم هوة الخلاف بين المجلسين عميقة للغاية. وهذا الخلاف بين الجسمين ليس مرتبطا بوجود شخص بعينه في منصب رئيس المجلس اكان مجلس الدولة ام مجلس النواب ، حيث لاحظنا أنّ خروج عبد الرحمان السويحلي ومجيء خالد المشري لم يغير شيئا. كما حاولت عدة اطراف
من دول الجوار والإقليم ازالة الخلاف وإيجاد تواصل بين رئيس المجلسين لكن كل المحاولات فشلت وضمنها محاولة ومبادرة رئاسة مجلس النواب المغربي.
صراع سبها ينذر بحرب عرقية
حذرت منظمات حقوقية دولية ومحلية من مخاطر تحول الصراع المسلح الدائر في عاصمة الجنوب سبها قبائل التبو ذوي البشرة السمراء وقبائل اولاد سليمان من ذوي البشرة البيضاء . مما اسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى وإضرار بالممتلكات العامة والخاصة . وفشل اتفاق المصالحة قد يؤدي الى حرب عرقية قد تتوسع نحو باقي مدن اقليم فزان مثل الكفرة - القطرون – اوباري- غات.
مأساة ذوي البشرة السمراء ليست حكرا على قبائل التبو في سبها او اوباري وإنما تترجمها بأكثر معاناة اهالي تاورغاء وصمت مريب من المجلس الاعلى للقبائل الليبية والمجتمع الدولي . الاجابة عن هكذا استفهامات سبق ان جاءت من خلال دموع ذرفتها عيون الطفولة البريئة من ابناء تاورغاء في مخيمات العراء علها تحرك ضمير العالم.
على صلة بملف تاورغاء اعلن مجلس حكماء واعيان تاورغاء في بيان صدر امس الاول الخميس رفضه لمسودة اتفاق المصالحة مع مصراتة . فيما كشفت مصادر – لـ«المغرب» – بان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وإضافة الى انشغاله بالشأن السياسي إلا انه لم يهمل ملف عودة اهالي تاورغاء الى ديارهم ،وشددت ذات المصادر بان الاسابيع القليلة القادمة وقبل انعقاد المؤتمر الوطني الجامع سوف يتم قطع خطوات هامة وحقيقية في اطار تنفيذ الاتفاق المبرم بين مصراتة وتاورغاء في سبتمبر 2017 .