ليبيا : إعلان باريس وردود الأفعال المحلية والدولية

شكل اجتماع باريس حول دفع العملية السياسية في ليبيا الحدث الأبرز والأكثر

اهمية متجاوزا احداثا سياسية بما فيها توقيع اتفاق الصخيرات المغربية لسبب واحد، وهو جمع اربعة اطراف رئيسية في الصراع السياسي والعسكري الى طاولة واحدة وإعلان توافقهم امام المجتمع الدولي واعتماد خارطة طريق ابرز بنودها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وتواترت ردود الافعال المحلية التي جاءت في اغلبها مرحبة بإعلان باريس معتبرة اياه نقطة ضوء في دهاليز الازمة الليبية المظلمة . أول ردود الافعال جاءت من طرف المستشار عقيلة صالح بعد لقائه العارف النايض رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة .

رئيس مجلس النواب عقيلة صالح اكد جاهزية البرلمان لما تتطلبه الانتخابات بما في ذلك اصدار قانون الانتخابات،وطلب عقيلة صالح من المجتمع الدولي اخراج المليشيات من طرابلس. علما وان اعلان باريس وفي بنده الخامس تحدث عن ضرورة وجود قوة امنية او عسكرية ليبية رسمية لتأمين العملية الانتخابية . بمعنى ان المجتمع الدولي ومن خلال الامم المتحدة المشرفة على الانتخابات سوف يضمن على الاقل حياد المليشيات في طرابلس او غيرها ، والدفع بقوات امنية وعسكرية ليبية رسمية تحمل الرقم الوطني .

وتنحصر هذه القوات في قوات الجيش برئاسة حفتر وتبسط نفوذها على 85 % من مساحة البلاد، أجهزة الأمن بداخلية المؤقتة ، قوات رئاسية اركان الوفاق بما فيها البنيان المرصوص – الردع الخاص ، ثوار طرابلس بإمرة التاجوري.

ويؤكد بعض المراقبين على ان المبعوث الأممي عندما تحدث مؤخّرا عن ترتيبات امنية مكانية، انما يقصد فسح المجال لقوة ليبية رسمية لتأمين وحماية مراكز الاقتراع وهذا ما نص عليه البند الخامس من اعلان باريس . من ردود الافعال المحلية ايضا تصريح الناشط السياسي صلاح البكوش المستشار السابق للمؤتمر الوطني العام – حوار الصخيرات – . البكوش انتقد جلوس حفتر جنبا الى جنب مع رئيس البرلمان عقيلة صالح الذي يحمل صفة القائد الاعلى للجيش، واعتبر البكوش ان حفتر مكانه خلف الرئيس عقيلة اذا ما كان صادقا في التزامه بالعمل تحت سلطة مدنية .

وشكك صالح البكوش في رغبة المتصدرين للمشهد السياسي الراهن الانخراط فعلا في جهود حلحلة الازمة السياسية بسبب المنافع والامتيازات – اعضاء البرلمان- اعضاء الاعلى للدولة باقي المؤسسات والأجهزة الموازية.

من جانبه رحب المجلس الاعلى للدولة بنتائج مؤتمر باريس حول ليبيا وجدد الطلب بإجراء الاستفتاء على الدستور قبل الانتخابات، ورفض مرحلة انتقالية جديدة الى ذلك اطلع فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي اعضاء المجلس على نتائج و مشاورات باريس . عسكريا كانت لجنة تفويض حفتر الشعبية اعلنت دعم نتائج مؤتمر باريس شرط ان تشرف الامم المتحدة على الانتخابات ويجري اخراج الميليشات من طرابلس .

ترحيب دولي
دوليا رحبت فيدريكا موغريني مسؤولة العلاقات الخارجية والأمن بالاتحاد الاوروبي بنتائج اعلان باريس، وكشفت موغريني بأن بعثة الأمم المتحدة سوف تنظم المؤتمر الوطني الجامع بعد شهر رمضان . فيما اعلنت الحكومة البريطانية دعمها للمساعي الدولية لدفع العملية السياسية مؤكدة مساندتها اعلان باريس .
من جانبها عبرت دولة الكويت عن ارتياحها لنتائج مؤتمر باريس واعتبرت نتائج لقاء باريس دافعا وعاملا مهما لبناء الاستقرار والسلم في ليبيا.

بعيدا عن ردود افعال الداخل والخارج يرى مراقبون بأن الشرط الاساسي لنجاح خارطة الطريق الفرنسيّة هو التزام من حضر المؤتمر بتنفيذ ما جرى الاتفاق عليه سواء من اطراف الصراع السياسي العسكري أو المجتمع الدولي . لكن الإشكال هنا أن الاتفاق الذي حصل في باريس اتفاق شفاهي ولم يتم التوقيع عليه، ويرى شق من المراقبين أن مصداقية الالتزام الشفاهي امام العالم عامل مهم، لذلك فالتزام الاطراف الليبية الحاضرة في باريس لا تراجع عنه ولن يبقى غير جدية المجتمع الدولي وإيجاد توافق دولي حول حل الازمة، سيما توحيد الموقف بين ايطاليا وبريطانيا من جهة وفرنسا وألمانيا من جانب اخر ، عندها يجوز التفاؤل بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وبناء الدولة الديمقراطية اما بدون ذلك فيصبح الحديث عن ترتيبات امنية امرا صعبا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115