نّ التوافق حول ضرورة اجراء الانتخابات الليبية حاصل مشيرا الى وجود أطراف تريد استكمال تعديل الاتفاق السياسي قبل الانتخابات سعيا منها لنيل مكاسب عبر جولات حوار.
وتابع محدّثنا ان الازمة السياسية الحادة القت بظلالها بشكل مخيف على المواطن وأنتجت أزمة اقتصادية لن يستطيع المواطن تحملها اكثر بالتالي فان أي مبادرة راهنة يجب ان تلقى قبولا والتزاما من الفرقاء الليبيين.
لو تقدمون لنا قراءتكم لمخرجات الاجتماع الدولي الذي احتضنه باريس لبحث الازمة الليبية ؟
لا شك اننا نرحب بكل مبادرة تسعي لتقريب وجهات النظر وجمع الفرقاء و انقاذ الوضع المتردي في ليبيا لا سيما وان الازمة السياسية الحادة القت بظلالها بشكل مخيف علي المواطن وأنتجت أزمة اقتصادية لن يستطيع المواطن تحملها اكثر بالتالي الليبيون يرحبون بأي مبادرة تسعى لحلّ أزماتهم ..
أما اذا تطرقنا لفرص نجاح أو عدم نجاح هذه المبادرة يجب النظر الى الأمر من زاويتين الأولى تفاؤلية والثانية عكس ذلك ..الزاوية الايجابية التي ننظر بها للمبادرة الفرنسية أنها نجحت في جمع اطراف نزاع يلتقون حول طاولة واحدة لأول مرة وهو امر غاية في الأهمية والايجابية وهو أمر ايضا يدعوا للتفاؤل ودعم هذه المبادرة. بالتالي هذا الامر مهم جدا ويدل على ان المبادرة مقبولة من اطراف النزاع وان تلك الاطراف أدركت أهمية حل الأزمة بشكل فعلي ..
الامر الايجابي الاخر في هذه المبادرة هو توقيتها نعم هذا التوقيت يعتبر حاسما من عمر ليبيا فكل التقارير الصادرة عن الجهات الاقتصادية في ليبيا مؤخرا تفيد بأن البلاد تسير لكارثة اقتصادية حادة و كان السبب الانقسام المؤسساتي في البلاد بالتالي كل المجتمعين في باريس اليوم يدركون أن تفويتهم لهذه المبادرة وهذا التوافق سيزيد من نقمة الشارع عليهم وسيتسبب في إرسال البلاد للهاوية ..
وماهي النقاط التي قد تعرقل مثل هذه المبادرة؟
مايجعلنا غير متفائلين هو امر لطالما لفتنا اليه النظر فيما يتعلق بمبادرات سابقة وهو عبارة عن سؤال يقول «هل لجميع اطراف النزاع المجتمعة في باريس اليوم قدرة على تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه؟ «بالطبع و للأسف الاجابة لا فإذا نظرنا إلى أحد الاطراف وهو فائز السراج مثلا ليس له اي سيطرة على الارض على الطرف الذي يمثله في غرب البلاد، والدليل على ذلك خروج 13 كتيبة مسلحة بعضها تابعة لحكومة السراج وأعلنت في بيان رسمي اول امس رفضها للمبادرة الفرنسية وما ينتج عنها ، وهو أمر أيضا سبق وان وقع قبل عامين عندما التقى السراج مع المشير حفتر بالتالي السراج أن وقع اليوم على اي اتفاق لن يستطيع تنفيذه لأنّه لا يملك سيطرة على الارض .
ماذا بخصوص باقي أطراف الأزمة الليبية وبالخصوص الاسلام السياسي؟
طرف الاسلام السياسي المتمثل في حضور خالد المشري رئيس الاعلى للدولة الاستشاري هو أيضا لا يملك سلطة على الارض فالكتائب التي اصدرت البيان قبل يومين جزء منها تابع للإسلام السياسي كما ان طرف الاخوان المسلمين اصبحوا غير فاعلين على الأرض بالتالي هم أيضا لن يسيطروا على كتائبهم التي لن تقبل بأي اتفاق يمسها ينص على الغائها أو دعم الجيش ....بالتالي للمبادرة الفرنسية والاتفاق الأخير عقبات كثيرة ذكرت منها جزءها الاهم فقط ..
اما الجانب الآخر وهو المشير حفتر قائد الجيش وكذلك عقيلة صالح رئيس البرلمان هما طرف قادر جدا على تحقيق ما يوقعون عليه كونهم في المناطق المسيطرين عليها وهي شرق البلاد لا يوجد من يعارضهم وهم فعلا يمثلون طرف شرق البلاد .
الاعلان عن التوافق بخصوص إجراء الانتخابات هل يلتزم به الليبيون برأيكم ؟
نعم بكل تأكيد أصلا هناك توافق بشأن الإنتخابات وضرورة اجرائها لأن الليبيين اولا قد أيقنوا أنها حل فعلي للازمة وخاصة أزمة الشرعية وثانيه لأن الليبيين ضاقوا ذرعا بكل الأجسام الموجودة في السلطة الآن بالتالي الانتخابات هي حلّ يطالب به الليبيون، ولكن هناك أطراف تريد استكمال تعديل الاتفاق السياسي قبل الانتخابات وهي أطراف تعلم أن ليس لها قاعدة شعبية يمكن أن تمكنها من الحصول على مكاسب في الانتخابات بالتالي هي تسعى لنيل تلك المكاسب عبر جولات حوار.