،وفي اتصال مع قناة « الحدث» المحلية كشف المتحدث باسم الغرفة الامنية بنغازي النقيب طارق الخراز ان الهجوم الإرهابي جرى بواسطة سيارة مفخخة وتزامن مع بدء مغادرة المواطنين لعروض مهرجان التسوق السوري في قلب بنغازي . حيث اختار الارهابيون شارع جمال عبد الناصر المتاخم للشارع الذي يحتضن المهرجان لاستهداف اكبر عدد ممكن من الضحايا من المدنيين.
المتحدث باسم الغرفة الامنية بنغازي اشار الى أنّ اجهزة الامن والقوات المسلحة كانت تعلم بان بنغازي مستهدفة من الجماعات الإرهابية، لذلك عملت الغرفة الامنية على انجاز عمليات تمشيط ونفذت خطة امنية لحماية المدينة غير ان لا أحد بإمكانه التكهن وإيقاف تنفيذ العمليات الارهابية . وناشد المتحدث باسم الغرفة الامنية بنغازي المواطنين التزام الحيطة والحذر وإبلاغ الغرفة عن اي سيارة مشبوهة.
معلوم بان سلسلة من العمليات الارهابية ضربت اقليم برقة – اجدابيا – بنغازي- اوجلة- راس لا نوف سجلت خلال الاسابيع الاخيرة، وتبناها تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي باستثناء عملية شارع جمال عبد الناصر امس في بنغازي . كما أحبطت الاجهزة الامنية في طرابلس عديد العمليات وذلك بعد العثور على سيارات مفخخة مهيأة للتفجير وحقيبة متفجرات قرب مقر وزارة عدل حكومة الوفاق المعترف بها دوليا .
تنامي نشاط الجماعات الارهابية من تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، اقترن مع حراك دبلوماسي دولي وتصميم المجتمع الدولي وبالأساس القوى الكبرى من اجل الذهاب بأسرع ما يمكن نحو انجاز الانتخابات الرئاسية والبرلمان قبل نهاية 2018.
ويرى مراقبون بان الجماعات الارهابية في ليبيا استغلت الفراغ السياسي والامني لتقوي امكانياتها وتبني تحالفات وتعزز مواردها المالية . ولفت المراقبون بان تحرير سرت وطرد الدواعش منها سمح لتنظيم «داعش’’ بالتواجد والتمركز في مجال واسع من مدينة سرت. المنطقة الاستراتجية للغاية بسبب اشرافها غربا على طرابلس وجنوبا اقليم فزان وما يمثله من اهمية – مصدر تمويل – تهريب البشر وغير ذلك ، اما شرقا فتشرف المنطقة الوسطى على الهلال النفطي.
ومن هنا كان تركيز الدواعش على مدن مثل اجدابيا ونقاط اخرى على تخوم الهلال النفطي بسبب عجزهم عن مواجهة الجيش . اما في بنغازي التي استعادت الاستقرار والأمن فان الجماعات الارهابية من خلال الخلايا النائمة نفذت محاولة اغتيال فاشلة ضد رئيس الاركان العامة الفريق الناظوري وقبلها عملية الرضوان وعملية بنغازي الاخيرة.
وعلى صلة بتمدد الجماعات المتطرفة من تنظيمي القاعدة و«داعش»، اشارت تقارير امنية محلية الى ان الخلايا النائمة لتلك الجماعات تتوزع على اغلب المدن الكبرى والإستراتيجية سواء في طرابلس او بنغازي .
عبث المليشيات المسلحة
المشهد الامني الراهن سواء في العاصمة او في باقي مناطق البلاد يدل على ان ليبيا واقعة بين مطرقة الجماعات الارهابية وسندان المليشيات المسلحة.الشيء الذي مثل ويمثل اكبر معضلة وعرقلة للحل السلمي للازمة. فهذه المليشيات سجلاتها حافلة بالانتهاكات والاختطاف لكنها فجأة نالت الشرعية من خلال الانضمام لداخلية او دفاع حكومة السراج . لكن سلوك عناصرها وقادتها لا يوحي بانها تمثل جهاز دولة ،ومثال ذلك مواجهات مطار معيتيقة وعمليات قبض خارج اطار القانون.المصلحة المشتركة بين الجماعات الارهابية والمليشيات المسلحة هي استمرار الفوضى وفشل تفعيل المؤسسات سيما الامن والجيش والقضاء.
ورغم ادراك الامم المتحدة للمخاطر التي تمثلها الجماعات الارهابية فإنها لم تدعم السلطات الليبية سواء في طرابلس او برقة، وترك المجتمع الدولي الليبيين يحاربون الارهاب بإمكانيات ضعيفة.
درنة تنتصر
ميدانيا، كشفت مصادر من داخل غرفة عمليّات عمر المختار لتحرير درنة من تنظيم قوة حماية درنة ، بأنّ قوات الكرامة أكملت الاستعدادات لتنفيذ المرحلة الثانية من الهجوم على معاقل الارهابيين في درنة، وهي تنتظر تعليمات القائد العام خليفة حفتر. السؤال المطروح لماذا طال انتظار تلك التعليمات من القيادة العامة كل هذا الوقت؟ سيما وان المرحلة الاولى
من الهجوم اي السيطرة على محاور القتال والقضاء على تمركزات العدو وتدمير قدراته كلها تحققت ودون خسائر تذكر في صفوف الكرامة . وما موانع و اسباب تاخير اصدار التعليمات؟
قبل الاجابة عن مثل هذه الاستفهامات لابد من الاشارة الى ان بعض المتغيرات لدى طرفي الحرب، اي قوات حفتر وقوة حماية درنة وهذه التطورات والمتغيرات تلعب لصالح المجموعات الارهابية التي غيرت اسم مجاهدي درنة باسم قوة حماية درنة. المتغير الاول تغيير التسمية وتوسيع دائرة التعاطف والحاضنة الاجتماعية للجماعات المتطرفة، مما سمح للعديد من ابناء قبائل درنة بالالتحاق بقوة لحماية مدينتهم تحت مبرر الدفاع عن النفس.
كما يمكن اعتبار قلق الامم المتحدة مما يجري في درنة،ومطالبتها بضرورة ادخال المساعدات للسكان متغيرا يلعب لصالح قوة حماية درنة. اما المتغيرات لدى قوات الكرامة فقد عكستها حقيقة لطالما رفضت القيادة العامة القبول بها، وهي ان مصطلح جيش وطني ليبي لا ينطبق على قوات الكرامة وهي قوات تمثل القبائل الموجودة في مجال نفوذ حفتر . فلا يمكن مثلا وجود ضابط او جندي من مدينة زوارة او من مصراتة صلب قوات الكرامة .
الطابع القبلي لقوات الكرامة يدركه المجتمع الدولي والأمم المتحدة، حيث نلاحظ بان المسؤولين الغريبين الكبار عندما يتعرضون لموضوع الجيش يؤكدون بان حفتر يقود جيشا شبه نظامي. مما يجعل حقيقة انتماء وولاء قوات الكرامة للقبيلة هي اهم اسباب وموانع دخول الكرامة لمدينة درنة وطرد الجماعات الارهابية.
فعلى سبيل المثال لنأخذ قبائل العبيدات المتواجدة في درنة وبنغازي وباقي مدن اقليم برقة . هذه القبائل لها ضباط وجنود في الكرامة كما لديها مقاتلون وقيادات في ما يسمى بقوة حماية درنة، وبمنطق القبيلة والعرض الاجتماعي هل بإمكان عقيلة صالح القائد الاعلى للجيش والكرامة وهو احد ابناء ومشايخ القبائل اصدار تعليمات او الموافقة على اصدار حفتر تعليمات باقتحام درنة وشن الحرب على قبائل درنة ، علما بان عقيلة صالح ينتمي لقبائل العبيدات ولتلك القبيلة روابط وامتدادات في درنة.
يرى متابعون ان مسار الحرب على الارهاب الذي يقوده حفتر حقق انتصارات في بنغازي يشهد بها عدوه قبل صديقه . هذا المسار من النجاحات سوف يتوقف عند محطة درنة ولن تقتحم قوات الكرامة بقوة السلاح المدينة. اذ كشفت مصادر متطابقة من داخل درنة وطرابلس عن وجود مفاوضات سرية تسمح بنقل مقاتلي قوة حماية درنة لخارج المدينة وتفعيل مديرية الامن وتراجع قوات حفتر عن فكرة الاقتحام.