بشار الأسد خلال لقاء نادر بين الحليفين .وتأتي هذه الزيارة –وهي الثانية للأسد الى روسيا خلال اشهر قليلة والثالثة منذ اندلاع الازمة السورية – في وقت تعيش فيه سوريا والمنطقة برمتها تغيرات دراماتيكية تجعل من هذا اللقاء هاما بمقدار اهمية المتغيرات الطارئة على المعادلة السورية في الآونة الاخيرة .
وتأتي زيارة الأسد المفاجئة في وقت تعيش فيه المنطقة تطورات ميدانية عسكرية وسياسية هامة على الصعيدين المحلي والإقليمي .وتباحث الرئيسان الروسي والسوري خلال اللقاء الذي لم يتم الاعلان عنه بشكل مسبق ، ‘’سبل تسريع العملية السياسية في سوريا بعد 7 سنوات من الصراع والاقتتال وذلك من اجل الانتقال الى اعادة الاعمار وسحب القوات الاجنبية المنخرطة في سوريا ‘’ ، ودار اللقاء بشكل سري كما المعتاد في اللقاءات المباشرة التي جمعت الرئيسين على امتداد السنوات السبع للصراع الدائر في سوريا منذ 2011 .
وهذا اللقاء المفاجئ عقب اللقاء الذي جمع بوتين والأسد في شهر ديسمبر العام المنقضي في القاعدة الروسية في حميميم بسوريا والذي أعلن بوتين على اثره سحب جزء من الوحدات العسكرية الروسية الموجودة في البلاد. وسبق ذلك لقاء جمع الطرفين في نوفمبر 2017 في نفس المدينة وهي سوتشي البلدة الساحلية على البحر الاسود في جنوب غرب روسيا.
وخلال لقاء الخميس شدد بوتين على انه «مع بدء المرحلة النشطة من العملية السياسية، ستنسحب القوات المسلحة الاجنبية من الاراضي السورية»، من دون ان يحدد هوية تلك القوات. ويرى مراقبون ان الرئيس الروسي يقصد القوات الامريكية الداعمة للأكراد في سوريا.
ويرى مراقبون ان زيارة يوم امس تمثل رسالة واضحة لباقي الاطراف الفاعلة في المعادلة السورية خاصة لتزامنها مع التقدم الواضح الذي تحققه قوات الاسد بمساندة روسيا . اذ تمثل روسيا الحليف الرئيسي لنظام بشار الاسد الى جانب الدعم الايراني . كما يرى متابعون ان اللقاء انعقد لاتخاذ اجراءات تمهد لأستانة القادم في سوتشي والذي يدور جدل كبير حول انعقاده والأطراف المشاركة فيه .
وكما حصل في لقاء نوفمبر المنقضي بث التلفزيون الروسي مقتطفات قصيرة من اللقاء بين الرجلين اللذين شددا على النجاحات العسكرية للنظام السوري المدعوم من الجيش الروسي.ويبدو ان هذا الاجتماع يعزز موقف الرئيس السوري الذي يعاديه الغربيون، في وقت يستعد بوتين لاستقبال المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاسبوع المقبل.
بين الأسد وبوتين
يشار الى ان التدخل العسكري الروسي في سوريا الذي بدأ في سبتمبر 2015 ساعد بشكل كبير قوات النظام السوري على استعادة السيطرة على عدد كبير من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة او الجماعات الارهابية .
وكان اللقاء الثاني الذي استقبل خلاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره السوري بشار الاسد في سوتشي بجنوب غرب روسيا خلال شهر نوفمبر 2017 وذلك قبل قمة ثلاثية جمعت انذاك روسيا وإيران وتركيا للبحث عن حل سياسي للازمة السورية . اذ كانت اول زيارة خارجية للأسد الى روسيا والخارج في اكتوبر 2015 مباشرة بعد التدخل العسكري الروسي الذي شكل منعطفا حاسما في النزاع السوري. والتقى بوتين انذاك الأسد بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا استهدفت مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ودعمت القوات الحكومية التي شهدت تراجعا واضحا في ذلك الوقت على حساب تقدم المعارضة من جهة وتنامي نفوذ الجماعات الارهابية من جهة أخرى.