بضرورة تسليم نجل معمر القذافي سيف الاسلام ، كما طلبت من القائد العام للجيش التابع لرئاسة أركان مجلس النواب التسريع بتسليم النقيب محمود الورفلي. وكانت الجنائية الدولية أصدرت في 15 اوت الفارط أمرا بضرورة القبض وتسليم الورفلي للمحكمة للاشتباه في تورطه المباشر في جرائم حرب مستندة إلى تحقيق في عدد من حوادث التصفية الجسدية ضدّ 33 شخصا دون محاكمة في الفترة الممتدة بين جوان 2016 وجويلية 2017 .
غير أنّ القيادة العامة للجيش اكتفت بإيقاف الورفلي لفترة محدودة وعندما عمت الاحتجاجات مدينة بنغازي وتعالت المطالب بالإفراج عن الورفلي جرى اطلاق سراحه بل وأعادته الى العمل . وكانت عديد الاصوات انتقدت الجنائية الدولية انذاك واتهمتها باعتماد سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع المتورطين في جرائم الحرب. ويرى متابعون ان الجنائية الدولية لم تحرك ساكنا تجاه قادة الميليشيات الذين ارتكبوا جرائم حرب في غرغور –ورشفانة براك الشاطي وسبها ، ولم تصدر أي مواقف حول قضية مهجري تورغاء اين تعرض حوالي 150 ألف ليبي لتهجير قسري ومعاناة انسانية بينما تحركت بسرعة بعد تسريب مشاهد مصورة يظهر فيها الورفلي وهو يطلق النار على ارهابيين .
فيما يتعلق بملف سيف الإسلام يُجمع مُتابعون على أنّ حكومة الوفاق المُعترف بها دوليا لن تتمكن من تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية فهو موجود في منطقة ليست تحت سلطتها . وأردف المتابعون بأنّ وضعيّة نجل القذافي مازالت غامضة.باعتبار أنّ محاميه سبق أن أكد أن موكله حر طليق لكنه لم يكشف مكان تواجده .ولم يظهر المعني للعلن ولم يظهر له اي تصريح او تسجيل صوتي.
ووسط هذا الغموض لا يستبعد مُتابعون أن يكون سيف الاسلام مايزال محتجزا. معلوم بأنّ وزير عدل حكومة طبرق أصدر مذكرة الافراج عن سيف الاسلام تنفيذا لقانون العفو العام الصادر عن مجلس النواب ، اي القانون الذي استندت اليه كتيبة ابو بكر الصديق المحتجزة للمعني وإطلاق سراحه.
السراج يلتقي المجلس الاعلى للقبائل والمدن
ضمن المساعي المبذولة من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق من أجل حلحلة الازمة وجه فايز السراج الدعوة لرئيس وأعضاء المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية لحضور اجتماع تحت اشرافه في طرابلس الاثنين المقبل لبحث تطورات الازمة الراهنة وكيفية تجاوزها.
ويتزامن اللقاء المرتقب مع تقدم المشاورات في عديد المدن لانجاز المؤتمر الوطني الجامع بإشراف مركز الحوار الانساني جنيف وبعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا .وتعمل الامم المتحدة على توسيع نطاق الحوار ليشمل اكثر مايمكن من الاطراف الفاعلة لتوحيد المواقف والرؤى بعد ان فشلت في ايجاد توافق بين مجلسي النواب والدولة . ولعل تحرك فايز السراج الأخير يأتي في ذات الاطار ، وقد اختار بوابة المجلس الاعلى للقبائل في محاولة لانجاز خطوة ما على درب المصالحة الوطنية الشاملة .