في طرابلس بحضور عماد السايح رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات . بعد العملية الارهابية التي استهدفت مقر المفوضية في منظمة غوط الشعال .
مصادر مقربة من المفوضية العليا للانتخابات اشارت الى ان الاجتماع مع القيادات الامنية ضبط خطة امنية لتأمين العاصمة والحيلولة دون تكرار هكذا عمليات وذلك بمجرد اكتمال التحقيقات. كما اعلن السراج حالة الحداد العام لمدة 3 ايام . وكان السراج تحول الى مقر المفوضية وعاين الاضرار الناجمة عن الهجوم الغادر الذي تبناه تنظيم داعش الارهابي .
في تصريح اعلامي ذكر وزير داخلية الوفاق انهم في الحكومة كانوا يتوقعون مثل هذا الهجوم لكن ليس بذلك الحجم. واكد عبد السلام عاشور وزير الداخلية بان الوضع الامني المتردي في الجنوب ووجود جيوب لداعش الارهابيين عموما في طرابلس كلها عناصر كانت تؤشر لحصول عمل خطير اما وزير الداخلية الاسبق عاشور شوايل فقد اشار الى ان الجماعات الارهابية تغلغلت في مفاصل الدولة و سوف تعمل على عرقلة الانتخابات القادمة ونسف المساعي الدولية في الغرض . فيما اشار ناشطون بالمجتمع المدني من اقليم برقة الى ان تصريحات عدد من قيادات الاخوان سعت للتحريض ومنع تنظيم الانتخابات العامة يوم قبل حدوث العملية الارهابية كما سمحت كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري التابعة لحكومة الوفاق و قبل العملية الارهابية بيوم واحد للعشرات من الارهابيين بالتجمهر والتجمع وسط الساحة الخضراء في طرابلس و اقامة صلاة الغائب على الارهابي المدعو وسام بن حميد احد قادة انصار الشريعة و مجلس شورى بنغازي.
و من مؤشرات حدوث عمليات ارهابية في طرابلس تأكيد تقرير الماني مؤخرا بان اربعة مليشيات تسيطر على القرار في طرابلس.
عملية ارهابية دقيقة ونوعية
دوما في سياق ردود الافعال اذ اكد عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات بان مقر المفوضية كان في البداية مخصصا للبعثة الاممية لكن خبراء امنيين للبعثة رفضوا ان يكون مقرا للبعثة لدواعي امنية. واضاف السايح ان العملية الاخيرة كانت دقيقة وسبقها تحضير كبير والدليل ان الانتحاري الثاني اتجه و صعد الى الطابق الثالث رغم عدم وجود موظفين داخله وقام الارهابي بتفجير نفسه باعتبار ان ذلك الطابق هو مركز المعلومات والسجلات الانتخابية.
من جانبها اشارت القيادة العامة للجيش على لسان المتحدث باسمها العميد احمد المسماري الى ان القيادة لا تفرق بين داعش والقاعدة والاخوان المسلمين وغيرهم من المجموعات المسلحة المتطرفة ولن تتوقف المؤسسة العسكرية عن ملاحقتهم و القضاء عليهم.
وعلى خلفية الاختراق الخطير للاجهزة الامنية في طرابلس لفت شق من الخبراء الامنيين النظر الى ان المليشيات المسيطرة على المشهد والمنضوية تحت غطاء الوفاق ، هي مليشيات مركبة ومعقدة ومتشابكة، تغلغلت فيها العناصر المتطرفة وجرى اقصاء وإبعاد رجال الامن المحترفين من العهد السابق حتى ان ما بين 10 و 20 % من سجناء ابو سليم المنتمين لتنظيم القاعدة الارهابي هم اليوم قيادات امنية وعسكرية ويحملون رتبا عالية.
المحصلة ان حكومة الوفاق سوف تظل عاجزة عن نشر الامن و تعقب فلول الارهاب في طرابلس لأسباب معلومة. و بالتالي من الصعب جدا ضمان امن المفوضية العليا للانتخابات. ولكن الاشكال الى اين يمكن نقل المفوضية فعلى الامم المتحدة مسؤولية كبيرة في تأمين الانتخابات و كسب رهان اجراء هذا الاستحقاق الانتخابي ، وليس امام المجتمع الدولي غير التسريع بتوحيد الجيش ليدخل طرابلس وغيرها من المدن وأيضا دعوة منتسبي جهاز الشرطة و الامن الداخلي و البحث الجنائي بالعودة لأعمالهم .