المتنقلة في العالم العربي والاستهدافات المتعمدة المتواصلة للصحفيين وحراس الكلمة الحرة في اكثر من مكان في العالم، حيث يدفع الصحفيون الثمن باهظا من دمهم وأرواحهم من اجل ممارسة مسؤوليتهم بنقل الصورة للرأي العام المحلي والدولي ..
وبحسب الاتحاد الدولي للصحفيين فان اكثر من 2500 صحفي لقوا مصرعهم منذ عام 1990 وسط تحذيرات حقوقية من تزايد الاستهدافات المدروسة للصحفيين ..في محاولة لكسر اقلامهم وإسكات اصواتهم التي تسعى للبوح بحقائق ما يجري في الشرق الاوسط الملتهب وفي المناطق المتأججة بالأزمات حول العالم.
وعشية الاحتفاء باليوم العالمي للصحافة لقي 10 اعلاميين مصرعهم في حادثين منفصلين في افغاسنتان فيما اكدت منظمة مراسلون بلا حدود مقتل 65 صحفيا خلال عام 2017 عدا عن اولئك المفقودين في مناطق النزاع ..ونستذكر هنا الزميلين الصحفيين سفيان الشواربي ونذير القطاري اللذين لا يزال مصيرهما مجهولا ولا يزال هذا الملف جرحا في جسد الصحافة التونسية والاعلام العربي...
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان ايضا مقتل 682 من الكوادر الإعلامية في سوريا منذ بدء احداث 2011 . علاوة على تسجيل اكثر من الف حالة اعتقال تعسفي او اختفاء قسري جلهم من الصحفيين اعتقلوا او اختطفوا على يد اطراف الصراع في الملف السوري منذ بداية الازمة.
ولعل اكبر خطر يهدد الصحفيين يأتي من سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي لم تتوان عن استهداف صحفيين فلسطينيين قبل ايام اثناء تغطية مسيرات العودة من غزة ...
صحيح ان الصحافة هي رسالة ومسؤولية ومن خاض هذه المهنة -التي تصنف ضمن اخطر المهن -فانه يعرف تماما الى اين يسير ..لكن الصعوبات والتحديات تصبح اصعب وأدق مع شرق اوسط متفجر وعالم عربي يضج بأزماته المتنقلة .. حيث تسجل يوميا حالات عديدة من التعدي على الاعلاميين من قبل الفاعلين السياسيين في محاولة لارضاخهم لإرادة السلطة الحاكمة بغض النظر عن توجهاتها وماهيتها ..
ويأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة ليزيد من الاسئلة الحارقة حول واقع الاعلام اليوم وكيفية تأمين الحصانة المعنوية والمادية والجسدية لحراس الكلمة الحرة والعاملين في حضرة صاحبة الجلالة ، وكذا كيف يمكن للصحافة ان تحافظ على موضوعيتها وان تنأى بنفسها عن كل الاجندات والمحاور القائمة، في عالم متغير وفي بركان متفجر دائما ما يكون الاعلاميون اول ضحاياه ..