ليبيا: انطلاق الحراك العالمي لمناصرة نازحي تاورغاء

طالبت منظمة «سلام بلا حدود» البريطانية المسؤولين في ليبيا بتحمل مسؤولياتهم تجاه مهجري مدينة تورغاء وضمان عودتهم الى ديارهم في ظروف آمنة .

تحرك المنظمة البريطانية يتزامن مع انطلاق الحراك العالمي لمناصرة اهالي تاروغاء تحت شعار « انقذوا تاورغاء» اليوم الاربعاء في كل من تشاد- مالي- و اثيوبيا .

معلوم بان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق اشرف على توقيع اتفاق عودة اهالي تاورغاء بين بلدي مصراتة و محلي تاورغاء وضبط اليات وبنودا في الغرض بعد سلسلة من المشاورات بين طرفي الازمة، غير ان اطراف متشددة من داخل مصراتة منعت مهجري تاورغاء من العودة، مما اجبر مئات العائلات على الاقامة في مخيمات جديدة في هراوة بالنسبة للمهجرين القادمين من شرقي ليبيا و في قرارة القطف. بالنسبة للمهجرين القادمين من غربي البلاد و في ظروف انسانية صعبة و رغم سعي المنظمات الانسانية الدولية التخفيف من معاناة اللاجئين والنازحين عبر تقديم مواد اغاثية وخيام و غير ذلك ، الا ان وضعيتهم اصبحت كارثية بعد مرور 84 يوما على ذلك الوضع . من جهتها حاولت قبائل ليبيا تفعيل اتفاق العودة في اكثر من مرة لكنها اصطدمت بتعنت بعض قيادات مصراتة ، وينتقد نشطاء بالمجتمع المدني ضعف اداء حكومة الوفاق و باقي الاجسام الشرعية مثل مجلس النواب و مجلس الدولة، الذين تهاونوا في تنفيذ اتفاق عودة مهجري تاورغاء . وبدل مضاعفة المساعي والجهود لانهاء الازمة وغلق هذا الملف الشائك نهائيا والتمهيد للمصالحة الوطنية الشاملة، تحول ملف تاورغاء الى ورقة سياسية يستغلها الفرقاء السياسيون كلما برزت الحاجة.

انزلاق هذا الملف من الجانب الانساني البحت الى الجانب السياسي سبق للجامعة العربية ان نبهت اليه و حذت حذو هذا الموقف عديد المنظمات الحقوقية الدولية في حين تغافلت عنه جميع المنظمات الحقوقية الاقليمية و التي لم يصدر عنها اي موقف ولا حتى بيان في الغرض مما يثير جملة من الاستفهامات حول اجندة تلك المنظمات التي جاءت من رحم ما يعرف بالربيع العربي.

و يخشى ملاحظون محليون للمشهد الليبي الراهن من تدويل قضية تاورغاء والذي اضحى واقعا بعد تظاهرات اليوم الاربعاء و البيان الصادر في الغرض عن المنظمة البريطانية – سلام بلا حدود – والسؤال البديهي هل يتخذ المجلس الرئاسي اجراءات اكثر حزما وصرامة من اجل فرض تطبيق اتفاق عودة اهالي تاورغاء ام يواصل قبول الامر الواقع .
واضح بان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق واقع في حرج كبير امام المجتمع الدولي جراء استمرار معاناة بهذا الحجم.

ماذا في لقاء رئيسي مجلس النواب و مجلس الدولة
في سياق محاولات تجاوز حالة الجمود لمسار التسوية السياسية للازمة التقى عقيلة صالح رئيس مجلس النواب برئيس مجلس الدولة خالد المشري في مدينة الرباط المغربية ليل اول امس . ووفق التسريبات القادمة من المغرب فان اللقاء تمحور في نقطتين اساسيتين و هما ضبط آلية اختيار المجلس الرئاسي و البحث عن رئيس للحكومة القادمة . و يسعى عقيلة صالح بان يكون اللقاء القادم له مع المشري في طبرق وتحت قبة البرلمان واتاحة الفرصة لنواب البرلمان لسماع رئيس مجلس الدولة و الوقوف على جدية المشري في بلوغ التوافق.

من جهته اكد عضو مجلس النواب عيسى العريبي بان عقيلة صالح وعد اعضاء البرلمان قبل سفره للمغرب ولقاء المشري بان لا يمضي على اي اتفاق و انما سوف يستمع للمشري و ينقل ما يطرحه للنواب لاتخاذ ما يرونه صالحا في الغرض . و كان عضو لجنة الحوار المستقل و عضو المؤتمر الوطني السابق الشريف الوافي كشف خلال اتصال مع احدى الفضائيات المحلية الليبية بانه كان يود لو ان لقاء رئيسي المجلسين جرى داخل ليبيا اما عن نتائج اجتماع المغرب فقد قلل من اهميتها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115