في حديثه لـ «المغرب» الى ان هناك صعودا كبيرا لقائمات التيار المدني والذي يقوم برنامجه على انهاء مرحلة المحاصصة الطائفية في العمل السياسي . اما بخصوص الوضع الامني في العراق فأكد انه يشهد تحسنا بعد انتصار الجيش العراقي على الارهاب مشيرا الى ان معالجة الملف الامني تحتاج منظومة من الاجراءات يكون احد عناصرها الجانب العسكري ، ولكن تتكامل سياسيا وثقافيا وفكريا مع كل ما له ارتباط بما يحقق للمواطن استقراره ومعيشة كريمة ومكافحة بطالة وفقر وكل ذلك يسد المنافذ امام الارهاب .
• كيف هو الوضع في العراق اليوم سياسيا وامنيا؟
سياسيا، توجد ازمة سياسية واضطراب سياسي خاصة في ظل التنافس الانتخابي فهناك تدخل اقليمي واضح ودعم لبعض القائمات. لكن الوضع الامني مستقر وجيد بالنسبة للانتخابات السابقة بعد ان حقق العراق نصرا عسكريا كبيرا ضد داعش الارهابي . واتى النصر نتيجة الارادة الشعبية والتلاحم مع الارادة الوطنية واشتراك الارادة السياسية بدعم الجيش العراقي وقواتنا المسلحة..هذا الجيش الذي لعب دورا اساسيا في هذا القتال مع قوات الحشد والبشمركة ومسلحي العشائر، ما وفرّ فرصة جيدة لتحسن الوضع الامني . لذلك لا توجد تحديات امنية كبيرة تواجه الانتخابات لكن التنافس السياسي الحاد هو التحدي الاهم والأصعب.
• العراقيون اليوم امام استحقاق انتخابي هام، فما هي حظوظ القائمات المدنية غير الاسلامية؟
تمضي التحضيرات للانتخابات بشكل جيد سيما وان الوضع الامني في العراق مستتب ولا توجد تهديدات امنية كبيرة . ولكن التنافس بين القائمات غير متكافئ لان قائمات الماسكين بالسلطة والمال والنفوذ والاجندات الاقليمية يمتلكون من الامكانيات المادية الهائلة الشيء الكبير علاوة على دعم وسائل الاعلام والدعم الاقليمي لهم . بهذا المعنى لا يوجد تكافؤ بين القائمات الانتخابية. وللإشارة فان هناك تنافسا غير شريف اذ يتم تمزيق ملصقات الاحزاب الاخرى مع وجود بعض التهديدات لعدد من المرشحين وهي ليست من قوى الارهاب بل من رموز السلطة والفساد.
• وهل سيقع ائتلاف بين قوى اسلامية واخرى مدنية لتشكيل الحكومة؟
ضمن اللوحة السياسية الموجودة اليوم وضمن تأثير حركة الاحتجاج وتأكيدها على اهمية المواطنة وفي خضم حدوث انقسامات وتشظي داخل القائمات الكبيرة، فلا تستطيع اية قوة بمفردها تشكيل الحكومة. لذلك سيصبح موضوع تشكيل الحكومة هو جزء كبير من ماراتون التفاوض. بالنسبة لنا نحن في قائمة «سائرون» التي تضم التيار المدني بتنوعه الليبرالي والشيوعي والمدني الى جانب قوى اسلامية معتدلة يمثلها التيار الصدري ، سيكون تفاوضنا مع جميع القائمات ما عدا القائمات المعروفة برؤوس الفساد ، وسيكون التفاوض على اساس برنامجنا الذي يمكن ان نلخصه بمغادرة نهج المحاصصة الطائفية والاثنية ، واعادة بناء النظام السياسي وفق المواطنة، وموضوعه العدالة الاجتماعية.
• اين وصلت الحرب ضد الارهاب في العراق ؟
من الناحية العسكرية حققنا انجازا، اذ لم يحتفظ داعش الارهابي بأية مدينة في العراق . ولكن توجد له بعض الخلايا النائمة وكذلك توجد اختراقات امنية تحصل هنا وهناك.... ولكن مؤشر الارهاب في تراجع.
حول الحل الشامل للوضع الأمني، لا نعتقد انه يكون فقط بالحل العسكري فمعالجة الملف الامني تحتاج منظومة من الاجراءات يكون احد عناصرها الجانب العسكري ولكن تتكامل سياسيا وثقافيا وفكريا وكل ما له ارتباط بما يحقق للمواطن استقراره ومعيشة كريمة ومكافحة بطالة وفقر وكل ذلك يسد المنافذ امام الارهاب . واقامة علاقات حسن جوار مع بلدان المنطقة على اساس مصالح الشعوب وليس حكامها. وكل ذلك يبعد المنطقة عن الحروب والتطرف والصراع الطائفي.
• كيف ترون ما يحصل في العالم العربي وكيف يمكن الخروج من العنف الطائفي المتفشي؟
ما يشهده العراق من صراع طائفي شبيه بما تشهده ايضا عدد من البلدان العربية . وللأسف البعد الاقليمي يتدخل في المنطقة بشكل سافر ويؤجج الكراهية ويثير النعرات مما يجعل الوضع محفوفا بالمخاطر. ولا يمكن الخروج إلا ببناء دولة المواطنة المتساوية بالحقوق والواجبات وجعل التنوع الاثني والديني والطائفي والفكري والسياسي داخل المجتمع العربي عامل ثراء وقوة وليس عامل انقسام. وهذا ما تحققه دولة المواطنة وتعزيز المشاركة في الشأن العام .