في ليبيا خلال السنوات المنقضية، ويتساءل المتابعون كيف يمكن إجراء الاستفتاء على الدستور او انجاز الانتخابات في وقت تحكم فيه الميليشيات سيطرتها على البلاد ، بالإضافة الى ان العاصمة طرابلس تتقاسمها المليشيات ولا تعترف بحكومة الوفاق وكيف يمكن اجراء هكذا استحقاقات والبلاد منقسمة فعليا والجنوب تسيطر عليه مجموعات مسلحة من بلدن اجنبية؟
يؤكد باحثون بان تدخل الامم المتحدة منذ البداية كان ضبابيا لم تعمل خلاله على فرض قرار ملزم لكافة الاطراف يقضي بجمع السلاح مثلما فعلت في دول عاشت نفس سيناريو الحالة الليبية على غرار البلقان ،سيرليوني والكونغو. بينما في ليبيا تساهلت الامم المتحدة مع الجماعات المسلحة بل اكثر منذ ذلك سمحت لنفسها بخرق الاتفاق السياسي الذي نص على حل المليشيات، بل كلفتها بحماية المجلس الرئاسي وكان من الطبيعي ان تستغل المجموعات المسلحة الفرصة لتحصل على المليارات وتسيطر على مفاصل الدولة العسكرية السياسية والاقتصادية .
وكلما حصل انفراج في العملية السياسية تعمل قيادات المليشيات على افشال التسوية ومثال ذلك الغزوات المتتالية للهلال النفطي وعمليات الاغتيال وافتعال الحروب في الجنوب .ويدرك غسان سلامة بان الحل بالأساس انما هو لدى امراء الحرب على الارض ان رئيسي مجلس النواب والدولة جزء من الحل وليس كل الحل، وربما انطلاقا من ذلك اوجد سلامة فكرة المؤتمر الجامع حيث اكد ان هذا الملتقى الوطني الجامع ليس ببديل عن الاتفاق السياسي وانما الغاية منه توسيع الحوار بين الليبيين . ومع ان سلامة لم يكشف كل اوراقه الا انه يبدو معولا و مراهنا على مزيد من الضغط الدولي على المعرقلين وهم امراء الحرب اولا وأخيرا. والمتتبع لتصريحات المبعوث الاممي يرى حالة الاحباط التي تخيم على البعثة نتيجة تعدد العقبات، وكذلك عدم جدية القوى الكبرى في حل الازمة السياسية و الدليل على ذلك اصدار مجلس الامن لحزمة من القرارات بقيت دون تنفيذ .وكان سلامة خلال كل احاطة له امام مجلس الأمن الدولي يطالب بتفعيل العقوبات ضد المعرقلين غير ان الاعضاء الدائمين في المجلس يرفضون تلبية طلبه والسؤال المطروح هل يتغير الحال عند تقديم الإحاطة الجديدة منتصف ماي القادم وهل ينجح سلامة في تجاوز عقبات تطبيق خطة عمله في ليبيا قبل ذلك الموعد.؟
حظوظ ضعيفة
منطقيا تبدو حظوظ البعثة في تجاوز العراقيل ضئيلة للغاية حتى لا نقول منعدمة بل عكس ذلك فالوضع الامني مرشح للتصعيد نحو الاخطر على خلفية الصراع الدائر شرق البلاد على منصب القائد العام للجيش بعد الطارئ الصحي الذي لم ينجز.حيث شهدت بنغازي ولأول مرة اشتباكات مسلحة بين البحث الجنائي والكتيبة 21 صاعقة .اما جنوب ليبيا فقد تجددت فيه المواجهات المسلحة بين فصائل مسلحة في سبها مما اسفر عن سقوط قتيلين و 12 جريحا.