ان سوريا باتت مسرحاً حربيا لكل القوى العالمية والإقليمية التي تتصارع على ارضها منذ إندلاع الثورة السورية التي طالب الشعب فيها بالحرية . مشيرا الى ان لكل دولة مصالحها الاستراتيجية البعيدة والتكتيكية القريبة ، مؤكدا ان القوى الداخلية المتصارعة بالوكالة لن توقف معاركها قريباً .
وبخصوص الضربة الغربية على سوريا وتداعياتها على المشهد الراهن اجاب بالقول :«السلاح الكيميائي الذي استخدمه النظام السوري ضد معارضيه قبل اسابيع في الغوطة دفع الولايات المتحدة الأمريكية الى التدخل بضربة عسكرية محدودة الأهداف ولم تكن لها نتائج إيجابية » واضاف :«الولايات المتحدة لها شركاء في ضرب النظام السوري هما فرنسا وبريطانيا واللتان تودان خلع النظام».
اما بخصوص الصراع مع ايران وهل يمكن ان يتطور لحرب شاملة فقد توقع محدثنا ان تضرب القوى العالمية الثلاث مرات متكررة في قادم الأيام من اجل اخراج ايران من الساحة السورية والعراقية . مشيرا الى ان ايران بدورها تود تطويق الخليج والسعودية كي تصبح فاعلة عبر شركائها في المنطقة وهذا الطوق مرفوض جملة وتفصيلا عند الامريكيين وحلفائهم.
اما بشأن الدور الروسي في المنطقة فأضاف بالقول :« تقليص النفوذ الروسي لن يكون بالأمر السهل أبداً فإما سيتوصل الغربيون إلى سلة من الاتفاقات معها او ستفضي الأمور إلى حرب كونية ثالثة -والتي يريدها بوتين المأزوم داخلياً وهو المستعد أن يخوض الحرب لتصدير الأزمات الداخلية إلى خارج حدود بلاده-».
وقال «ان مصير الأسد قيد البحث بين الدول المتحاربة على ارض سوريا».
هذا وأفادت لجنة الخدمات العلمية في البرلمان الألماني ان الضربة العسكرية الغربية في سورية مخالفة للقانون الدولي
والجدير بالذكر ان الضربة الغربية الاخيرة اثارت تفاعلات وردود فعل عديدة لدى الرأي العام الغربي، فقد صنفت لجنة الخدمات العلمية في البرلمان الألماني الضربة العسكرية على أنها مخالفة للقانون الدولي. وتطرقت اللجنة في تقرير لها صدر امس الى تداعيات هذه الضربة وابعادها ، مشيرة الى انها تمثل انتهاكا لحظر استخدام العنف الذي ينص عليه القانون الدولي.
وقد كلفت الكتلة البرلمانية لحزب «اليسار» في المانيا بإجراء هذا التقرير . يشار الى ان بريطانيا كانت قد بررت مشاركتها في العدوان على سوريا بان القانون الدولي يسمح في حالات استثنائية باتخاذ إجراءات للحيلولة دون حدوث معاناة بشرية هائلة. وقد تمت الضربة العسكرية الغربية دون رجوع الدول المعنية الى مجلس الأمن.. وحظيت بمباركة اوروبية بالرغم من عدم استنادها الى اسس قانونية. والمعلوم ان لجنة التحقيق الدولية بشأن استخدام الكيميائي من قبل النظام السوري ، الى الان لم تتمخض عن اية ادلة او نتائج . ولا يزال الفريق الأمني الاممي يواصل قيامه بالاستطلاع في دوما ، تمهيدا لزيارة فريق من المفتشين الدوليين التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.