أنّ العدوان الاخير الّذي شنّته أمريكا وفرنسا وبريطانيا ضد سوريا هو آخر حلقة من سلسلة طويلة متفاعلة قادت إلى تبنّي قرار العدوان بعد حرب نفسية معقدة، واضاف ان هذه السّلسلة بدأت مع الصراع الأمريكي الداخلي بين الإدارة الأمريكية -البيت الأبيض وماتيس وزير الدفاع حول مسالة الانسحاب الأمريكي من شرق سوريا.
وتابع محدّثنا انّ هذه «السلسلة تعقدت مع توريط الولايات المتحدة لبريطانيا في قضية الجاسوس الروسي سرغي سكريبال والتي ترتب عنها ردود فعل أوروبية ضد روسيا لم تستطع حكومة تيريزا ماي إثباتها، وبالتالي وقعت في حرج كبير قاد إلى أزمة دولية كادت تنهي حكومي ماي داخل بريطانيا ، الحلقة الثالثة هو استمرار نمو الشراكة بين ترويكا استانة وبدء تعاون نووي ثلاثي اقلق واشنطن وهدد بتغير خرائط التحالفات الجيواستراتيجية في المنطقة، وصولا إلى الحلقة الرابعة من السلسة وهو توجه الجيش العربي السوري لتحرير المنطقة الجنوبية، وهو ما يرعب العدو الصهيوني، فكان العدوان كقرار لتحقيق عدة أمور».
ذرائع وعراقيل
واشار الكاتب السوري الى انّ«الأمر الأوّل يتمثل في إخراج بريطانيا من حالة الحرج التي تمر بها بريطانيا في قضية سكريبال. الأمر الثاني: رسم خطوط حمراء حول تقدم الجيش باتجاه المنطقة الجنوبية. الأمر الثالث: فك الترويكا وخصوصا الشراكة التركية الروسية وهو ما بدأنا نرى إرهاصاته الفعلية نتيجة الموقف التركي من الغارة العدوانيّة وتأييدها بخلاف التّفاهمات مع روسيا» .
وبخصوص الاتّهامات المُوجّهة لنظام دمشق حول استخدام الكيميائي في «دوما» اجاب محدّثنا أنّ الكيميائي ذريعة ومسرحيّة لا تمتلك دول العدوان أي دليل فعلي على وقوعه والدّليل حدوث الضربة الثلاثيّة في صبيحة وصول وفد لجنة تفصي الحقائق إلى دوما، وقبل المباشرة بعملها لأنهم يدركون أنها ستكشف الأمر باعتباره مسرحية مفبركة من منظمتي (سامز والخوذ البيضاء)» على حدّ قوله .
اثار جانبية
وبخصوص النتائج المتوقعة للعدوان الثلاثي على المشهد الداخلي في سوريا وايضا على واقع المنطقة ككل اجاب د. سومر صالح انه «من حيث النتيجة فشل العدوان عسكريّا وفشل سياسيا ولكن أثاره على الترويكا الروسيّة الإيرانيّة التركية تحتاج إلى معالجة من قبل روسيا حيث اتّضح النفاق التّركي ومراوغته لروسيا وإيران». مضيفا انّ المرحلة المقبلة ستشهد تقدما كبيرا وملحوظا للجيش السوري في الأماكن التي تتواجد فيها تنظيمات إرهابية وفق تصنيف القرارات الدولية سيما القرار 2253، والنقطة الثانية في ملامح المرحلة القادمة هي إعادة تعويم نتائج مؤتمر سوتشي باعتباره السقف التفاوضي للدولة السورية وليس مؤتمر جينيف، واي محاولة لفرض سياق جينيف ستنتهي سريعا بالفشل.
واكد الكاتب السوري «أي كلام عن ضربة قادمة لقوى العدوان تعني حربا في المنطقة وإذا اكتفت القيادة السورية بمواجهة العدوان بإسقاط اغلب صواريخ توماهوك أي رد الهجوم من جهة واستمرار ضرب أدوات العدوان في الداخل السوري باعتباره أولوية من جهة ثانية فإن أي تهور ثاني لهذه القوى المعادية يعني حربا كبيرة في المنطقة»’.