الى احدى المصحات في العاصمة الفرنسية باريس بعد انباء عن اصابته بجلطة دماغية ، وذلك وسط اجراءات امنية مشددة ولا يعرف الى حد اللحظة حقيقة الحالة الصحية للقائد العام للجيش الليبي .وقد نفت القيادة العامة للجيش نفيا قاطعا اصابة حفتر بوعكة صحية ونقله للخارج للعلاج،و اعتبرت القيادة العامة الامر مجرد اشاعة مغرضة، الا ان هذا النفي لم يتواصل طويلا لتتراجع القيادة العامة وهذه المرة على لسان بلعبد الشيخي من خلال فضائية الحدث الموالية للمشير حيث كشف ان حفتر فعلا متواجد في الخارج لعلاج روتيني وهو بحالة صحية مستقرة.
وبسبب اهمية شخصية حفتر ونفوذه وحجم التحديات التي تواجه الجيش فان الموقف لا يحتمل الفراغ في منصب القائد العام للجيش، ومن هنا يبدو من الصعب جدا قبول حالة الشغور في مثل هذا المنصب الحساس.في هذا السياق جرى تداول خبر تكليف القائد الاعلى للمؤسسة العسكرية عقيلة صالح رئيس البرلمان الفريق الناظوري رئيسا للاركان كقائد عام للجيش مؤقتا وحتى عودة المشير حفتر الى سالف نشاطه، غير ان القيادة العامة في الرجمة سارعت الى نفي الخبر. وضع يؤشر الى ارتباك واضح تعرفه القيادة العامة بلغ درجة تذبذب التصريحات . ويرى المتابعون للشأن الليبي في جانبه العسكري ان الارتباك الحاصل طبيعي لعدة اسباب واعتبارات، اولا غياب منصب نائب للقائد العام بامكانه الحلول مكانه عند حدوث طارئ وهو الذي حصل في واقعة الحال.
ثانيا خوف القيادة العامة من اندلاع حرب خلافة المشير حفتر نظرا لحساسية العلاقة بين كل من رئيس الاركان والحاكم العسكري الفريق الناظوري من جهة وآمر غرفة عمليات الكرامة عبد السلام الحاسي. فالاول من اقرب المقربين من حفتر وعدد من دول الاقليم الداعمة للكرامة. في حين يحظى الثاني بدعم اغلب ضباط الجيش الليبي ويحظى بتقدير دولي واسع وهو بحسب الخبراء العسكريين من اهم الكفاءات العسكرية الليبية .
ولتجاوز المأزق الناتج عن تغييب القائد العام للجيش ذهب شق من الملاحظين الى فرضية اعلان رئيس الفريق الناظوري عملية عسكرية محدودة او موسعة في مدينة درنة، سيما وان هكذا قرار سبق للمشير حفتر ان لمح وهدد باتخاذه لتحرير مدينة درنه من الجماعات الارهابية. غير ان خطوة كهذه لا يمكن ان تتم الا بعد التنسيق مع الجارة مصر ووجودضوء اخضر امريكي، لكنها في كل الاحوال تبقى الخيار الوحيد للتغطية على تداعيات غياب القائد العام .
اهمية حفتر
الظرف الصحي الطارئ للمشير حفتر كشف اهمية الرجل ووزنه على الساحة المحلية ومركزه الدولي، وهو ما عكسته مواقف وتصريحات غربية سابقة لان المعني لاعب اساسي في اية حلول للملف الليبي، بالتالي فان المخاوف من تداعيات غيابه ولو مؤقتا هي عنصر مشترك بين داعميه في الداخل والخارج وهذا الذي سبق يجعلنا نستبعد تماما امكانية تكليف شخص مكان المشير حتى بصفة مؤقتة الا في حال تعذر عودة حفتر سالما من الطارئ الصحي .ولكن السؤال المطروح هو لماذا سرب البعض خبر تكليف عقيلة صالح رئيس الاركان بنيابة حفتر؟ .
ننوه هنا الى ان عقيلة صالح القائد الاعلى للجيش ربما اراد جس نبض ضباط الجيش المحسوبين على حفتر ومعرفة رد افعالهم، فان قبلوا الامر الواقع تمكن عقيلة صالح من ابعاد حفتر وان عارضوا التكليف قام بنفي اصدار التكليف ويبدو ان الفرضية الاخيرة هي التي حصلت .
سلامة يتهم الفرقاء
في الاثناء وامام وزراء الخارجية العرب المنعقد في السعودية تحضيرا لاجتماع القمة العربية كشف المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة بان خطة عمله التي تبنتها الامم المتحدة في سبتمبر 2017 تسير وفق المرسوم لها، رغم ان تنفيذ مراحلها لا يتقدم بالنسق والسرعة المطلوبة. واضاف بان كافة الاطراف تتعمد العرقلة . واشار غسان سلامة الى ان دولتين احتجزت مؤخرا شحنة اسلحة من اليونان وتونس كانتا في الطريق الى ليبيا مخترقة قرار حظر بيع وتزويد ليبيا بالسلاح.
وبالعودة الى اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في اطار التحضيرلاجتماع القمة العربية اكدت التسريبات بان الملف الليبي لن يكون من اولويات الملفات المطروحة على طاولة القادة العرب ،وانما الاولوية ستكون لملف اليمن ، واشارة عابرة الى العدوان على الاراضي الفلسطينية المحتلة ، ليتأكد مرة اخرى بان حل الازمة الراهنة في ليبيا انما هو في ايدي الليبيين وحدهم . وهذا ما يبدو انه مازال بعيد المنال بسبب الصراع على السلطة والثروة والاموال المجمدة في الخارج. حقائق تدركها قيادات في اقاليم ليبيا الثلاثة التي تحاول لملمة صفوفها عبر انجاز المصالحة الوطنية الشاملة.
في الواقع حكماء واعيان القبائل انجزوا بعض الخطوات في اعادة الوئام والسلم الاجتماعي خاصة غرب البلاد، لكن وفي ظل شبه غياب اجهزة الدولة وضعف حكومة الوفاق تعطلت جهود القبائل في ذلك المسعى .