بعد القصف الاسرائيلي وكيميائي «دوما»: خيارات أمريكية مفتوحة في سوريا ومظلة روسية إيرانية تُعاضد الأسد

يُراقب العالم عن كثب تطورات المشهد السوري بعد قصف المقاتلات الاسرائيلية الاحد قاعدة ‘’التيفور’’ الجوية

السورية ، في انتظار ردود فعل الأطراف الفاعلة في الازمة السورية خصوصا بعد ما أثارته هذه التطورات من مواقف دولية متضاربة . ولعلّ تزامن القصف الاسرائيلي مع تنامي حدّة الاتهامات الموجهة لنظام بشار الاسد باستخدام اسلحة كيميائية محرمة في «دوما» خلف عشرات القتلى ومئات الجرحى ، فتح الباب امام عدة خيارات مطروحة سواء امام سوريا وحلفائها او امام امريكا وحلفائها .

ولعل الموقف الغربي المندد بما اتهموا به نظام الاسد وهو الوقوف وراء هجوم كيميائي جديد قد اظهر اصطفافا غربيا بالخصوص المانيا فرنسيا خلف امريكا حيث اكدت الدولتان دعمهما الكامل لاي ردّ قد تتخذه الولايات المتحدة الامريكية في هذا الخصوص . وتعليقا على الاحتمالات المفتوحة التي تركها ترامب وشركاؤه بما فيها الخيار العسكري ذكرت وسائل إعلام سورية امس الثلاثاء أن الحكومة دعت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال فريق للتحقيق في مزاعم الهجوم الكيميائي في مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

ويرى مراقبون انّ الولايات المتحدة الامريكية لديها عدّة خيارات في المعادلة السورية خاصة ان الرئيس دونالد ترامب اعلن الاسبوع المنقضي نيته سحب القوات الامريكية المتمركزة في سوريا منذ سنوات. ومن بين الخيارات المطرحة بشدة امام ساكن البيت الابيض هي الخيار العسكري الذي سبق وان اتبعته ادارة البيت الابيض العام المنقضي بتنفيذها غارات جوية استهدفت مطار الشعيرات الواقع تحت سيطرة نظام الاسد . الاّ انّ المختلف هذه المرة هو ان امريكا تبحث –وفق تقارير اعلامية امريكية – شنّ ضربات جوية مشتركة مع الدول الغربية الداعمة لها قد تستهدف منشات حساسة تسيطر عليها قوات الجيش العربي السوري.

تطوّرات الميدان
في هذا السياق قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر سلطان في حديثه لـ«المغرب» انه «من ناحية التوقيت لا يمكن فصل عملية القصف عن الإنجاز الكبير الذي حققه الجيش السوري وحلفاؤه في الغوطة الشرقيّة، إذ باتت العاصمة السورية آمنة بشكل تام للمرة الأولى منذ نشوب الحرب وخروج مناطق دوما وحرستا وجوبر وسواها عن سيطرة الدولة. للمرة الأولى لن يكون بإمكان التنظيمات المسلّحة، ومن خلفها القوى المشغلة والداعمة لها، وعلى رأسها كيان الاحتلال الصهيوني، الضغط على إدارة الرئيس بشار الأسد عبر ضرب القذائف يومياً، ومتى شاءت، على المدنيين في قلب العاصمة››.

وأضاف محدّثنا ، أنّ البعض يحاول الربط بين ضرب المطار وحادثة سابقة تتمثل بإسقاط #الجيش_السوري لمقاتلة «إف 16” #الصهيونية في شمال فلسطين، معتبرين أن هذه رسالة إسرائيلية بعودة كيان الاحتلال إلى التدخل المباشر في الشأن السوري بعد انكفائه إثر إسقاط المقاتلة.

وتابع سلطان «لكن في التفاصيل نلاحظ أن الإسرائيليين لم يصدروا بياناً يعلنون فيه تبني العملية، وما كنا لنعلم لولا بيان وزارتي الدفاع السورية والروسية أن الصهاينة هم من يقف وراء العدوان، وكذلك طائراتهم لم تخترق الأجواء السورية، بل ضربت صواريخها من الأجواء اللبنانية، مما ينفي الحديث عن رسالة إسرائيلية، بل على العكس لا يزال الردع السوري فاعلاً» وفق تعبيره.

وحول ابعاد مايحصل في سوريا اليوم أجاب الكاتب السوري أنّ ما يمكن استنتاجه من النقطتين السابقتين هو أن العملية تمت لرفع معنويات التنظيمات المسلحة وإقناعها بعدم الوفاء باتفاقاتها مع الدولة، عبر المفاوض الروسي، للجلاء عن الغوطة الشرقية وتسليم المخطوفين المدنيين والعسكريين.واكّد محدّثنا ان»إسرائيل» تريد القول لهذه التنظيمات نحن معكم، فاستمروا بالحرب ضد الجيش السوري على حدّ تعبيره. واضاف «ولكن في الواقع نرى أن هذه التنظيمات لم تستقبل هذه الرسالة لأنها علمت علم اليقين أن النكوث عن الاتفاق هو انتحار حقيقي، وحكم بموت جماعي لعناصرها على يد الجيش، الذي حشد أحد أكبر حشوده، وقوات نخبته، على ابواب مدينة دوما، التي كانت حتى ليلة أمس آخر المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة الوطنية».

خيارات مفتوحة
وعن الخيارات المتوقعة في الايام القليلة القادمة اجاب الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر سلطان انّ هناك بعدين للرد السوري بٌعد معروف يتمثل في استمرارعمليات الجيش ضد التنظيمات المرتهنة لعواصم العدوان. وبُعد غير معروف للمراقبين من الخارج، وهو بُعد تحدث عنه الرئيس الأسد في مقابلة صحفية سابقة قال فيها ما معناه إن سوريا ترد في كل مرة، وأنه ليس من الضروري أن يكون الرد طلقة مقابل طلقة أو صاروخاً مقابل صاروخ، مضيفاً أن الإسرائيليين يعلمون عما يتكلم.

وتابع محدّثنا «هذا الطرف الخفي من الحرب لا نعرفه، وربما لن نتعرّف إلاّ على بعض جوانبه بعد سنوات طويلة. أما بالنسبة للحلفاء، فهناك الإيراني الذي فقد في العملية عدداً من ضباطه، وهو مستمر في سياسته المتماهية مع سوريا باعتبارهما عضوين رئيسيين في محور المقاومة في الشرق الأوسط. أما الروسي فإنه يلعب دوراً أكثر براغماتية، ويبني المظلة السياسية والدبلوماسية اللازمة لعمل وعمليات الجيش السوري وحلفائه» على حدّ تعبيره .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115