ليبيا: 11 غارة جوية تستهدف داعش الارهابي

أكدت مصادر أمنية محلية من بني وليد في ليبيا أن الموقع الذي استهدفته طائرات مجهولة مؤخرا هو منطقة سدادة جنوب شرق بني وليد، وأضافت ذات المصادر نقلا عن شهود عيان مشاهدتهم 15 سيارة مسلحة تحمل شعارات تنظيم «داعش» الإرهابي تتجه غربا مؤكدين

سماعهم بعد ذلك بقليل دوي 3 انفجارات ضخمة.

واقعة حدوث غارات مجهولة المصدر تكررت خلال الأسابيع الفارطة، فعلى مدى شهري جانفي وفيفري الفارطين تم تسجيل ما لا يقل عن 11 غارة لطيران مجهول شملت درنة، سرت، سدادة، براك الشاطئ، أجدابيا. علما وأنه لا طيران سلاح جو رئاسة أركان المؤتمر الوطني ولا طيران حفتر لديه القدرة على تنفيذ مثل تلك المهمات، حيث أكد سواء ضباط الغرب أو الشرق الليبي عدم جاهزية سلاح الجو لديهما لإنجاز تلك الغارات. معلوم أيضا أن تلك الغارات تمت دون أن يتبناها طرف خارجي باستثناء غارة صبراتة ضد معسكر الدواعش. وعلى الأرض أصبح التواجد العسكري الأجنبي حقيقة حتى وإن كان في شكل مجموعات صغيرة سواء أكان ذلك كقوات خاصة أو فرق مخابرات واستعلامات البوارج الحربية انتشرت قبالة السواحل الليبية في إطار عملية «صوفيا» التي أطلقها الاتحاد الأوروبي

بمحاربة الهجرة غير الشرعية. سماء ليبيا هي الأخرى مفتوحة للطيران الغربي والطائرات دون طيار. الحدود البرية المترامية الأطراف تشهد منذ 2011 حالة غير مسبوقة من الانفلات وحتى وإن وجدت بوابات فهي تحت سيطرة عصابات التهريب باستثناء الحدود البرية مع تونس والجزائر ومصر. في الداخل الليبي انسدت الآفاق أمام العملية السياسية جراء تكالب الفرقاء على السلطة مشايخ القبائل فقدوا هيبتهم واحترامهم لدى الجيل الجديد الذي انخرط في المليشيات.

وكان من البديهي أن تكون الفوضى هي السمة البارزة للمشهد الراهن في ليبيا للعام الخامس على التوالي لتبقى البلاد معلقة بين حالة لا حرب ولا سلم بسبب تهاون المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في مساعدة الليبيين من أجل بدء عملية بناء الدولة ووقف الفوضى وتمادي الأطراف الخارجية في دعم طرف داخلي على حساب آخر وفقا لمصالح ذلك الطرف الخارجي. وبسبب تعنت وعناد السياسيين والتمسك بالمصالح الضيقة على حساب المصلحة العليا للبلاد.

غياب الحسم
ويجمع المراقبون للشأن السياسي في ليبيا على أن غياب شخصيات أو حتى شخصية تتوفر على خصال الزعيم والمنقذ، يتكثف حوله الليبيون وانزلاق الثورة منذ البداية من السلمية إلى العنف المسلح قد زاد من تعقيد المشهد، ارتباط الأطراف المحلية بالخارج، تضارب المصالح الأجنبية في ليبيا، غياب كلي لمنظمات المجتمع المدني وغياب الوعي السياسي والتجربة... كلها عناصر ساهمت بنسبة كبيرة في وصول البلاد إلى ما هي عليه الآن. هذا دون نسيان حالة الوهن التي كانت عليها المؤسسة العسكرية بسبب تفكيك القذافي للجيش الوطني الليبي وإنشاء الكتائب تحت إشراف أبنائه والموالين له من الدرجة الأولى فحتى نواة الجيش التي ظهرت لاحقا كانت بمبادرة من الفريق خليفة حفتر وهو منشق عن نظام القذافي.

خلاصة ما سبق أنه لا الداخل امتثل للعملية السياسية ومخرجات حوار الفرقاء وحسم أمره ولا المجتمع الدولي حسم أمر التدخل العسكري لوقف الفوضى، وكأننا بهذا المجتمع الدولي ولحسابات المصالح وتقاسم النفوذ يريد إبقاء ليبيا هكذا بين الحرب والسلم والدليل الأول على ذلك الإستراتيجية الغربية وخاصة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي ،إذ أن الرئيس باراك أوباما أكد مرارا وتكرارا أنه سيعمل على تحجيم دور ‹داعش› الإرهابي والحد من تمدده ويتجلى هذا الخيار في الغارة على صبراتة مع أن الأمريكان وغيرهم من الدول العظمى يعلمون أن الأعداد الكبيرة من الدواعش يتواجدون في سرت ورغم ذلك لم يقصفوا سرت ولا درنة ولا بنغازي.

عدم جدية الغرب في محاربة تنظيم ‹داعش› الإرهابي وسعيه إلى اطالة عمر الفوضى في ليبيا بات يثير مخاوف وقلق دول الجوار الليبي سيما وأن أغلب دول الجوار لا طاقة لها ولا قدرة لديها لتحمل أعباء وعواقب إطالة عمر الأزمة الليبية. الجدير بالإشارة أن الاتحاد الأوروبي يشارك دول الجوار جزءا من القلق المذكور، فمعضلة الهجرة غير الشرعية تكاد تعصف بوحدة الاتحاد الأوروبي لذلك ربما عملت دول الاتحاد على مراقبة أكبر سواحل ليبيا وإنجاز عمليات نوعية ضد ‹داعش› الإرهابي المصمم على السيطرة على أكبر جزء من الساحل الليبي المقابل لأوروبا وإغراقها بالمهاجرين غير النظاميين وقد كشفت آخر التقارير سعي داعش ليبيا إلى الحصول على قوارب صينية لتسفير المهاجرين الحالمين بالتحول إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط.

إلى ذلك يرى المدافعون عن رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، أن تصميم الولايات المتحدة بالذات على منع مجلس الأمن إصدار قرار رفع العقوبات على ليبيا إنما يدخل في إطار سعي الولايات المتحدة إلى إطالة أزمة ليبيا .ويضيف هؤلاء ويشاركهم شق من السياسيين أن الآداء الضعيف لبعثة الدعم الأممية والثغرات والأخطاء التي تضمنها الاتفاق السياسي وغض الطرف عن الخروقات لبنود الاتفاق جميعها تدل على أنه لا رغبة لدى الولايات المتحدة في حل الأزمة في الأفق الزمني القريب. إذ أن المادة 670 من الاتفاق الذي أمضى عليه الفرقاء وصادق عليه مجلس الأمن نصّ حرفيا على بداية سريانه انطلاق من إمضائه. بمعنى أن أول خطوة كانت هي إقرار وقف إطلاق النار فهل حصل ذلك؟ وهل أوجدت الأمم المتحدة آليات تطبيق وقف إطلاق النار؟ عكس ذلك تماما تصاعد العنف المسلح

وتوسعت ساحة الحرب وتوغل تنظيم ‹داعش› الإرهابي بشكل غير مسبوق ولأول مرة منذ الإعلان الرسمي لداعش يقدم التنظيم الإرهابي على اقتحام مدينة غرب طرابلس وتتواجد بواباته الأمنية من منطقة بن جواد شرقا إلى سدادة غربا. الانقسامات والخلافات هما المسيطران على الأطراف الداخلية والخارجية إذ ثبت وتأكد أن إسلاميي ليبيا لن يقبلوا تقاسم السلطة مع العلمانيين وأتباع القذافي كما تأكد للقاصي والداني أن الليبيين لن يتخلوا عن منطق الجهوية والقبلية حتى وإن نتج عن ذلك تقسيم البلاد إلى دويلات أما دول الاتحاد الأوروبي فهي تواجه أسوأ أزمة لها منذ إنشاء الاتحاد وتشهد داخل حكوماتها انقسامات حادة بين وزراء الدفاع الدافعين نحو التدخل العسكري في ليبيا ووزراء الخارجية المتمسكين بالحل السياسي وبين هذا وذاك يسيطر القلق على دول الجوار مع تفاوت حجم ودرجة القلق والتخوفات من دولة إلى أخرى.

تأجيل جلسة المصادقة على الحكومة
على صلة بالعملية السياسية المتعثرة ذكر عضو مجلس النواب جاب الله الشيباني تأجيل جلسة الاثنين إلى الأسبوع القادم بسبب غياب رئيس البرلمان وعدد من النواب.
وأضاف أن كتلة السيادة الوطنية قدمت مقترح عرض التعديل العاشر للإعلان الدستوري وطالبت بإنجاز التعديل قبل التصويت على حكومة الوفاق، بالتوازي مع ذلك واصل الأعضاء المؤيدون لحفتر رفضهم تعيين المهدي البرغثي وزيرا للدفاع وتمسكوا بمواصلة عمل البرلمان بطبرق وإلا قاطعوا الجلسات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115