ونائب مفتي الديار الليبية سامي الساعدي والتي طلب فيها الحرابي الدعم والفتوى لمواجهة قوات حفتر والتعامل مع ما اسماه تمرّد «داعش» الارهابي. اثارت تلك المكالمة السؤال مجددا عن حقيقة الخلافات بين تنظيم القاعدة وتنظيم «داعش»الارهابيين . وقبل الاجابة واستعراض الخلافات الجوهرية بين التنظيمين الارهابيين نستعرض قائمة الجماعات الارهابية في ليبيا وارتباطاتها الاقليمية وحقيقة دور كل جماعة وتنظيم منها .عن حقيقة الخلافات بين تنظيم القاعدة و»داعش’’ الارهابي وقبل الاجابة واستعراض الخلافات الجوهرية بين هذين التنظيمين الارهابيين نستعرض قائمة الجماعات الارهابية في ليبيا وارتباطاتها الاقليمية وحقيقة دور كل جماعة منهما .
اول تلك الجماعات نجد تنظيم القاعدة وتمثله مجالس الشورى واذرعه العسكرية المسلحة وتتمركز الجماعات التابعة للتنظيم في درنة بنغازي طرابلس، صبراتة الزاوية الخمس ومصراتة ،وتمكن التنظيم من السيطرة الكاملة على دار الافتاء برئاسة الصادق الغرياني ونائبه سامي الساعدي المقرب من اسامة بن لادن والظواهري وابو قتادة الفلسطيني والمقيم في الاردن. وهذا الاخير هو مفتي تنظيم القاعدة في ليبيا وتمثل القاعدة في ليبيا الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم بالحاج وجماعة كالإخوان المسلمين .
كما تنتمي للقاعدة عدة جماعات اخرى ارهابية منها المرابطون بقيادة الجزائري المختار بالمختار وجند الخلافة المتواجد في غرب طرابلس، وتحديدا في منطقة بئر الغنم وضواحي صبراتة وزوارة. حيث يمتلك معسكرات تدريب جند الخلافة له امتداد وتعاون مع فرع التنظيم في جبال الشعانبي في تونس كما يتواصل جند الخلافة مع فرع الجزائر .
ويمثل تنظيم القاعدة تنظيم اخر وهو بيت المقدس ويتمركز في منطقة الجفرة، وشارك الاخير في الهجوم الاخير على الهلال النفطي وفي الهجوم الارهابي على قاعدة براك الشاطئ حيث جرى قتل وذبح عشرات العسكريين .
وتؤكد المعلومات المتوفرة في الغرض بان علي العلاري اتصل بالساعدي وطلب منه التحول الى الخرطوم، غير ان الساعدي كان وقتها على علم بمخطط اغتياله فرفض التحول الى السودان .شخصية اخرى معروفة من تنظيم القاعدة اغتيلت ودوما في حرب التصفيات بين الجماعات الارهابية على اثر سقوط الطائرة العسكرية الليبية .
كما تضم قائمة الجماعات المتطرفة الموالية للقاعدة عديد الحركات الجهادية وتتواجد في ضواحي مدينة سرت وبني وليد وزوارة.والى جانب تنظيم «القاعدة» ومشتقاته يتواجد في ليبيا ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» وكان هذا التنظيم الارهابي يخطط للتوسع في ليبيا فبعد اعلان امارة سرت اعلن مباشرة ولاية برقة وطرابلس وفزان، غير ان هبة ثوار مصراتة لتحرير سرت افسدت المخطط الداعشي الارهابي.
وتؤكد التسريبات ان دول كبرى وفرت ممرات امنة للارهابييين الدواعش الخروج من سرت نحو الصحراء ووسط ليبيا .وتضيف التسريبات بان 13 من قيادات الصف الاول من «داعش» العراق وسوريا تم نقلهم الى ليبيا لتنفيذ اهداف محددة ومن بين تلك القيادات اللبناني ابو طلحة والتونسي ابو حيدر والمصري خالد سعيد واخر يدعى ابو خضير وهو مصري ايضا.
وتمركز هؤلاء في الجنوب وفيالجفرة وكانوا يتنكرون في شكل رعاة ابل وكان من اهداف ارسال هؤلاء الى ليبيا وبالذات الى الجنوب احداث خلل ديمغرافي عبر توطين المهاجرين غير الشرعيين وكذلك تفكيك الجيش واستهداف مواقع انتاج وتصدير النفط ومن هنا جاء التعاون بين عصابات تهريب البشر والسلاح .
حروب غير معلنة
في هذا السياق تجدر الاشارة الى ان المدعو وسام بن حميد آمر الدرع الاول بنغازي والمحسوب على القاعدة جاهر بالولاء لابي بكر البغدادي، ومن ثمة اختلف قيادي القاعدة زياد بالعم امر كتيبة مسلحة وبناء على ذلك تقرر تصفية بالعم وفعلا جرت المحاولة لكن بالعم اصيب فقط ولم يقتل . واقعة اخرى تتمثل في تخطيط دولة خليجية معروفة بدعم الجماعات المتشددة لتصفية سامي الساعدي بعد دعوته لزيارة السودان وهناك يتم اغتياله .
ويهتم بعض قادة تنظيم القاعدة مثل عبد الحكيم بالحاج بالاتجاه لحياة الترف وإهمال الجانب الجهادي، اما الخلاف الجوهري بين القاعدة و«داعش» الارهابي فهو يتمثل في ان القاعدة تؤمن لحدود الدولة في حين نجد «داعش» الارهابي يسعى لإقامة مايسمّى دولة الخلافة .
وتسعى قيادات الجماعات الارهابية منذ فترة لتجاوز خلافاتها او على الاقل بعدم تسريبها للرأي العام ونشير هنا على الحرب المشتغلة في درنة بين مجاهدي مجلس شورى وما يعرف بـ«داعش» الارهابي حيث نفذت ما يمكن وصفه بالمسرحية. وغادر على خلفيتها «داعش» الارهابي درنة ليتجه الى سرت، وهي خطوة تدخل في سياق تنفيذ استراتيجية التوسع الجغرافي وتشتيت جهود الجيش وما يعزز فرضية تنفيذ مسرحية في درنة هو تحالف القاعدة و«داعش» الارهابي لاحقا في الجفرة ومحاولات غزو الهلال النفطي مارس 2017. والهدف القادم للقاعدة و«داعش» الارهابيين هو العاصمة طرابلس وغزو الهلال النفطي دون معرفة اي الهدفين يأتي اولا.
فيما يخص طرابلس خسر تنظيم القاعدة الكثير من المواقع لحساب قوات عبد الرؤوف كارة والأمن المركزي، وتقريبا غادرت مليشيات مصراتة الموالية للقاعدة نفوذها اما الهلال النفطي فتدرك كل من داعش والقاعدة ان قوات حفتر ارهقت بشكل لافت وتعاني نقصا في السلاح وتنفيذ الهجوم على طرابلس رهين موافقة قيادات مصراتة .
عملية عسكرية جديدة
مخاطر اخذها المجلس الرئاسي مآخذ الجد لذلك اطلق السراج امس عملية عسكرية بمحاربة «داعش» الارهابي جنوب ترهونة وحتى غرب سرت، لكن مهتمون بالجماعات المتطرفة شككوا في قدرة حكومة الوفاق في النجاح في حربها على «داعش» الارهابي لنقائض وثغرات تشكو منها ونذكر منها الوفاق ومنها شغور منصب وزارة الدفاع بعد تجميد المهدي البرغثي الدفاع منذ ثمانية اشهر. اما الحكومة المؤقتة فهي بدورها تعاني من شغور وزارة الداخلية منذ 4 سنوات وأيضا وزير الدفاع الشيء الذي يطرح السؤال حول جدية الحكومات الليبية ومن المجتمع الدولي في الحرب على الارهاب .