التي تعتبر الاكثر جدلا في تاريخ البلاد..واثارت منذ انطلاق الحملات الانتخابية -العديد من الانتقادات داخليا وخارجيا..
فمع وجود منافس واحد للرئيس عبد الفتاح السيسي هو موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد واستبعاد مرشحين آخرين بسبب الضغوط التي مورست عليهم، تكون نتائج الانتخابات معروفة سلفا وهي فوز السيسي في عهدة جديدة مدتها اربع سنوات..ولعل الاختبار الحقيقي امام السيسي اليوم هو معرفة نسبة المشاركة لانها ستكون بمثابة استفتاء شعبي بشأن مدى تقبل المصريين لخيارهم الاوحد في ظل ما يواجهونه من هواجس ومصاعب ومحطات صعبة على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ...وقد دعا السيسي المصريين الى التصويت معتبرا ان الانتخابات بمثابة استفتاء على فترة رئاسته الأولى.
يشار الى ان الناخبين يدلون بأصواتهم على مدى ثلاثة ايام في اكثر من 13 ألف لجنة فرعية على مستوى البلاد وبحسب الهيئة الوطنية للانتخابات فإن نحو 59 مليونا يحق لهم التصويت ..
هذا الهدوء الذي رافق الانتخابات مع ندرة المرشحين الرئاسيين لم يخرقه سوى صوت التفجيرات التي ضربت الاسكندرية عشية فتح صناديق الاقتراع لتذكر المصريين بالخطر الارهابي المحدق بهم ..
و ترى شرائح مصرية عديدة ان انتخاب السيسي هو خيار لا بد منه من اجل مواجهة الاضطرابات الامنية التي تشهدها البلاد بسبب ما يتمتع به من دعم دولي ومن شبكة حلفاء اقليمية واسعة ...وقد اطلق الرجل وعودا كثيرة لشعبه فيما يتعلق بمحاربة الارهاب وتحسين الوضع الاقتصادي واطلاق المشاريع الكبرى التي تساعد على توفير المزيد من فرص العمل على حد قوله .. وقد اتخذت الحكومة المصرية العام الماضي عددا من الإجراءات من اجل رفع حد الإعفاء الضريبي وزيادة دعم المواد التموينية لتخفيف معاناة أصحاب الدخل المتوسط والمحدود .
بعد ان تعلن الانتخابات عن نتائجها المعروفة سلفا ، يكون السيسي امام عهده انتخابية جديدة ، ومعه يتحضر المصريون لخوض مرحلة جديدة في الحكم يبدو انها ستكون امتدادا لما سبقها ..ويبقى التحدي الاصعب هو في كيفية التوفيق بين معادلة الامن وارساء الديمقراطية في بلد تحكمه اليوم صراعات ايديولوجية وسياسية كبرى في منطقة متفجرة بالحروب والدمار .. وفي خضم كل ذلك ، تبدو رحلة المصريين عن الديمقراطية لا تزال طويلة وشاقة ..