فرنسا: قتلى في حادثة احتجاز وماكرون يحذّر من ارتفاع خطر الارهاب

شهدت مدينة «تريب» الواقعة جنوب غرب فرنسا امس عملية احتجاز رهائن نفذها مهاجم

ادّعى انتماءه لتنظيم ‘’داعش» الارهابي قبل ان يلقى حتفه بعد ساعات من العملية التي نفذها وخلّفت مقتل شخصين وإصابة ثالث حالته حرجة وفق ما اعلنته الحكومة الفرنسية . يشار الى انّ هجوم ‘’تريب’’ جاء بعد وقت وجيز من هجوم ثان في ‘’كركاسون’’ واستهدف دورية للشرطة حيث ربطت السلطات الفرنسية بين الهجومين مؤكدة ان منفذ الهجومين شخص واحد بعد أنّ تم العثور على سيّارته في مكان هجوم ‘’كركاسون’’.

وأكد الرّئيس الفرنسي أنّ الهجوم يحمل صبغة ‘’إرهابيّة’’ مؤكّدا ان خطر الإرهاب بصفة عامة لا يزال مرتفعا في فرنسا .يشار الى ان باريس من بين الدول الغربية التي شهدت عددا كبيرا من الهجمات الارهابية على مدار السنوات الـ4 الاخيرة اختلفت فيها أساليب التنفيذ من الدهس الى الاحتجاز الى الهجمات المنفردة والتفجيرات الا ان اغلبها تم عن طريق تنظيم «داعش» الارهابي.

وقالت تقارير إعلامية إن محتجز الرهائن في جنوب فرنسا «على الأرجح» مغربي الجنسية. واكدت نفس المصادر انّ محتجز الرهائن في جنوب فرنسا طالب بالإفراج عن صلاح عبد السلام، المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس 2015.ونقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية عن شهود قولهم إن محتجز الرهائن مغربي الجنسية، ويناهز عمره 30 سنة، مشيرة إلى أنّه كان مرصودا على قوائم مكافحة الإرهاب. وتابعت «المحتجز هدد بقتل الجميع وهتف الله أكبر». وصلاح عبد السلام (28 عاما)، الفرنسي المغربي الأصل، هو الناجي الوحيد من خلية داعش، التي نفّذت اعتداءات باريس. واتهم «بمحاولة قتل شرطيين» و«حمل سلاح محظور» وذلك في «إطار عمل إرهابي». وتعرضت منطقة كركاسون في جنوب البلاد لهجومين لم يتّضح على الفور إنّ كانا مرتبطين، فقد احتجز رجل قال إنه ينتمي إلى تنظيم ‘’داعش’’ رهائن داخل متجر ببلدة تريب وسط أنباء عن سقوط ضحايا، وذلك بعد وقت وجيز على إطلاق رصاص على دورية للشرطة.

وفي 13 نوفمبر 2015، أدت عدة هجمات متزامنة بالأسلحة والمتفجرات إلى مقتل 130 شخصا وإصابة 350 آخرين في العاصمة باريس، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها. فيما كان صلاح عبد السلام هو المشتبه به الرئيس في هذه الاعتداءات.

خطر الإرهاب مستمرّ
ويأتي هذا الهجوم الذي شهدته مدينة ‘’تريب’’ جنوب فرنسا في وقت تعيش فيه باريس تحدّيات امنية وسياسية كبرى في حربها ضدّ الارهاب خاصة بعد تولي الرئيس الحالي ايمانويل ماكرون سدة الحكم. يشار الى انّ تنظيم «داعش» الارهابي مسؤول عن أغلبية الاعتداءات التي أوقعت مايقارب الـ300 قتيل في فرنسا منذ عام 2015 الى اليوم.ويمثل ملف الارهاب من اكثر التحديات المطروحة امام ايمانويل ماكرون الذي يواجه هذه الايام ايضا تحديا اخر يتمثل في الاحتجاجات العمالية .

كما اظهرت اخر مؤشرات استطلاعات الراي ان شعبية ايمانويل ماكرون أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة أن شعبية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تراجعت لأدنى مستوياتها منذ توليه الرئاسة نتيجة الاحتجاجات في أنحاء البلاد على سياسته للإصلاح شارك فيها عشرات الآلاف من موظفي الحكومة.
وأظهر استطلاع «بي.في.إيه» للرأي أن على الرغم من تراجع البطالة وارتفاع مكانة فرنسا عالميا إلا أن مستوى قبول الناس لأداء الرئيس الذي يبلغ من العمر 40 عاما تراجع ثلاث نقاط مئوية في مارس إلى 40 بالمائة.ويرى مراقبون ان هذا الهجوم الارهابي ايضا سيكون له تأثير على المشهد العام في فرنسا في وقت تمر فيه باريس باشد الفترات حساسية سواء على صعيد سياستها الداخلية او سياستها الخارجية على حد سواء.

ولطالما هدد تنظيم «داعش» فرنسا بتفجيرات سواء خلال مباريات اليورو وأيضا خلال الانتخابات وهو ماتم فعلا بمحاولاته الاستعراضية اولا في متحف اللوفر وفي العاصمة باريس وعدد من ضواحيها وامس في الجنوب الفرنسي . ويعد اسلوب احتجاز الرهائن من اكثر الاساليب التي باتت تتجه نحوها التنظيمات الارهابية بعد الهزائم الاخيرة التي طالتها في بؤر التوتر ، ولعل الالتجاء لأساليب بدائية لمهاجمة أهداف في أوروبا هربا من التضييقات الأمنية كان متوقعا لدى الدول الغربية والعربية على حد السواء .

أبرز الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا
جانفي 2015، هاجم مسلحان ملثمان مقر صحيفة «شارلي هيبدو»، وأدى الهجوم إلى مقتل 12 شخصا وإصابة 11 آخرين. وبعد يومين من الحادثة تمكنت الشرطة من قتل المهاجمين وهما سعيد كواشي وشقيقه الأصغر شريف.
13 نوفمبر 2015، كان اليوم الأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، إذ أدت عدة هجمات متزامنة بالأسلحة والمتفجرات إلى مقتل 130 شخصا وإصابة 350 آخرين في العاصمة باريس، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها.
14 جويلية 2016، هاجم أحد عناصر داعش وهو يقود شاحنة حشدا من المارة في نيس، مما أدى إلى مقتل 86 شخصا وإصابة 400 آخرين. وقتلت الشرطة المهاجم وهو محمد لحويج بوهلال.
22 مارس 2018، احتجز مسلح رهائن في متجر جنوبي فرنسا، وأدى الاشتباك معه إلى مقتل شخصين على الأقل، واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي الحادثة عملا إرهابيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115