الامن الدولي على ان بعض دول الاقليم تزود المليشيات الموالية لها بالسلاح، وطلب سلامة من مجلس الامن الدولي استعمال نفوذه لمنع وصول السلاح لبعض اطراف الصراع .
كما جدد المبعوث الاممي حرص البعثة على انجاح مسار توحيد الجيش الليبي وحل المجموعات المسلحة وعن تفعيل خطة عمله لحل الازمة السياسية الراهنة في ليبيا .واعلن ان استئناف حوار لجنتي البرلمان والاعلى للدولة قريب لاقرار تعديل الاتفاق السياسي، مشيرا الى ان هذه الجولة نهائية.
معلوم بان سلامة اقترح خارطة طريق لانقاذ الاتفاق السياسي من الانهيار في 20 – 09 - 2017 امام مجلس الامن الدولي. واكد حينها ان تلك الخارطة سوف تنفذ في غضون ثلاثة اسابيع ،غير ان تلك الفترة انتهت ولم ينجز شيء من خطة المبعوث الاممي لاسباب يطول شرحها واستعراضها. وزادت الازمة تعقيدا وتأزّما مما انعكس على أداء البعثة الاممية فيما يتعلّق بضبط الاولويات حيث نجد غسان سلامة يتحدث حينا عن انجاز الاستفتاء على الدستور اولا واحيانا يؤكد ان المصالحة لابد ان تسبق كل المراحل .وخلال اخر تصريحاته اعطى الاولوية لبعث حكومة وحدة وطنية ثم الانتخابات العامة على ان يسبق ذلك تعديل الاتفاق السياسي اي تغيير المجلس الرئاسي وترشيح رئيس حكومة مستقل والتفاهم بين مجلس النواب والاعلى للدولة على اختصاصات الرئاسي والحكومة.
وكشفت تسريبات بأنّ رئيس البرلمان عقيلة صالح يتمسّك بمنحه منصب رئيس الرّئاسي ،وفي المُقابل أعلن عبد الرحمان السّويحلي رئيس الأعلى للدولة في أن يكون النائب الاول للرئاسي ممثلا عن الغرب اللّيبي بينما يكون النّائب الثاني والعضو الثالث بالرئاسي عبد الرحمان شلقم ،ولكن الاشكال أن الية اتخاذ القرارات صلب الرئاسي تمنح كل عضو بالرّئاسي حقّ استعمال الفيتو واذا ما علمنا حجم وعمق الخلافات بين تلك الشخصيّات المتوقّعة حول تشكيل الرئاسي القادم فيمكن تصوّر أداء المجلس الرئاسي.
التواجد والتدخل العسكري في الجنوب
كشف تقرير سري مسرب للجنة الخبراء بالامم المتحدة بان حركات مسلحة معارضة تشادية وسودانية متواجدة في جنوب ليبيا ومتورطة في الصراعات المسلحة . مضمون التقرير المسرب جاء ليدعم التقارير المحلية العسكرية والامنية التي نبهت الى خطورة الوضع في اقليم فزان، ومن هناك تحركت القيادة العامة للكرامة واطلقت عملية عسكرية تحت شعار فرض القانون واستهدفت العمليات الجوية الى حد الان ما لا يقل عن 4 تمركزات لجماعات ممسلحة وصفتها بالارهابية .
الى ذلك كشفت مصادر خاصة بـ«الـمغرب» ومقربة من قوات الكرامة بان المجموعات المسلحة الاجنبية المستهدفة عدد من قادتها يحملون رتبة جنرال من المعارضة التشادية ومطلوبة دوليا من فرنسا وتضم قائمة تلك الحركات والمجموعات المسلحة الاجنبية كلا من :حركة العدل و المساواة السودانية وتتمركز في الجنوب الشرقي وينتمي اغلب مقاتليها الي قبيلة الزغاوة – حركة المعارضة النيجيرية المالية وتتمركز في مناطق وادي الحياة حيث حقول النفط.
المجلس العسكري لانقاذ الجمهورية –تشاد برئاسة المدعو محمد مانوي ويحمل رتبة جنرال ايضا -تجمع القوى من اجل التعبير –تشاد برئاسة تيمان اردمي وهو جنرال ايضا ويقيم في احدى الدول الخليجية وهذا الاخير يتواصل مع جماعة بوكو حرام الارهابية. وعملت جميع هذه المجموعات المسلحة التي قامت بغزو الجنوب الليبي عملت على التعاون فيما بينها وسيطرت على مسالك التهريب بكل انواعه واستوطن الالاف من منتسبيها، وتضاعفت مخاطر التحاق تنظيم «داعش» بعد هروب مقاتليه من سرت وبنغازي، وتخشى السلطات الليبية من غزو جنوب البلاد وانفصاله وتغيير المشهد الديمغرافي سيما مع الانفلات الامني على طول الحدود وتهاون المجتمع الدولي في تامين حدود البلاد الجنوبية .
ضريبة المصالحة التشادية- السودانية
الى سنوات قريبة كانت الحركات المسلحة المعارضة التشادية تنشط في الاراضي السودانية والعكس بالعكس ،غير انه وبعد توقيع اتفاق مصالحة وحسن نوايا بين نجامينا والخرطوم ،لم تجد تلك المجموعات المسلحة مستقبلا لها ولاستمرار بقائها وجني الاموال سوى البلد المجاور ليبيا الدولة الهشة والمنهارة تماما .
على مدى سنوات ذلك التواجد المسلح الخارجي ازدهرت الجريمة والتهريب والاختطاف. في غضون ذلك اعلنت كتيبة سبل السلام التابعة لقوات حفتر في مدينة الكفرة القبض على 16 من عناصر جبهة النصرة السورية تسللوا من شمال السودان الى ليبيا ليتاكد مرة اخرى بان ليبيا اصبحت مركز استقطاب للعناصر الارهابية من كل اصقاع العالم.مستجدات تفرض على المجتمع الدولي التسريع بفرض الحل السلمي للازمة الليبية، وتفعيل قرارات مجلس الامن الدولي مثل قرار حظر السلاح ومعاقبة الاطراف المعرقلة للتسوية السياسية.
في هذا السياق يرى مهتمون بالشان اليبي في جانبه السياسي وتعاطي المجتمع الدولي معه وخاصة القوى العضمى التي بيدها مفاتيح الازمة بانه لابوادر ولا مؤشرات لوجود نية حقيقية لدى تلك الدول للدفع نحو الحلّ فخلال جلسة مجلس الامن الدولي اول امس والمخصصة للملف الليبي طلب مندوب روسيا الدائم الكلمة وعوض ان يتحدث حول ازمة ليبيا تحدث عن ازمة سوريا .