المغادر ريكس تيلرسون ، بان ساكن البيت الابيض لم يكن راضيا على اداء الوزير المعني خاصة بعد ازمة الخليج التي اندلعت ما بين دولة قطر من جهة والسعودية وباقي الدول المساندة لها وفق تقارير إعلامية في الغرض.
ولعل قيام ترامب بهذا التغيير على راس الخارجية كان نتيجة عدم توافقه مع تيلرسون تجاه الملف النووي الايراني وهو ما اكده بيان صادر عن البيت الابيض. ودوما حسب متابعين فان هذا التغيير الذي عين بموجه ترامب الوزير الجديد مايك بومبيو لن يغير شيئا فيما يتعلق بالملف الليبي ، اذ يرى متابعون ان هذا الملف سيظل ثانويا في سلم اولويات ادارة البيت الابيض.وانما الاولوية لدى السياسة الامريكية ستعتمد على الانكفاء الداخلي ومعالجة ازمات و مشاغل الامريكيين وفتح الملف الاقتصادي الذي يستوجب مراجعة فورية للاتفاقيات التجارية مع الاتحاد الاوروبي . كما تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بعدم التدخل عسكريا خارج بلاده باستثناء القصف الجوي للارهابيين .كما يؤكد المتابعون بان ترامب يبحث عن ايرادات مالية وكل عملية عسكرية لابد ان تاتي بمردود مالي .كذلك معضلة الهجرة غير الشرعية اصبحت تحت السيطرة خاصة في ظل جهود الاتحاد الاوربي في البحر الابيض المتوسط.
اما مسالة الفوضى داخل حدود البلاد فهي تعني اللبيين وحدهم وطالما الليبيون قبلوا التعايش مع الفوضى فالغرب والمجتمع الدولي لن يفرض على الفرقاء حلولا بالقوة الا متى خرجت الاوضاع عن السيطرة ،وهذا لن يحصل باعتبار ان الجغرافيا الليبية محاصرة برا و بحرا و جوا وهكذا فان الحل في ليبيا كان وسيظل بيد الليبيين وحدهم. و هذا ما سبق لبعثة الامم المتحدة ان اكدته لكن الفرقاء ابناء الوطن الواحد ما زالوا بعيدين عن ادراك مخاطر وتداعيات تواصل الازمة وهدر ثرواتهم.
على صلة بما سبق فان الولايات المتحدة والدول الغربية غير جادة في انهاء الازمة الليبية . وهذا ما خلق حالة من القلق لدى دول الجوار سيما العربية منها وبالذات مصر وتونس اللتين تواجهان تحديات اقتصادية ومالية بسبب المخاطر القادمة من ليبيا.