أن تشمل الاسبوع القادم محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب... وبحسب ما اعلنه الديوان الملكي السعودي فان النقاشات ستشمل مجموعة من الملفات الهامة منها أسعار الطاقة العالمية، بالإضافة إلى الوضع في سوريا، والعراق، وليبيا، واليمن.
وسبق زيارة ولي العهد الى واشنطن جولة شملت مصر وبريطانيا وجاءت في وقت يخوض فيه الامير الشاب معارك بالجملة داخليا وخارجيا من اجل اثبات حكمه وتثبيت معادلات الرياض واستراتيجيتها الجديدة. ولعل الملف الاهم الذي يشغل مضاجع الرياض هو الدور الايراني المتزايد في المنطقة والتي تنظر اليه كمهدد للأمن الاقليمي ..ولا يخفى ان هذا الملف كان من ابرز نقاط التقارب بين واشنطن والرياض طيلة الفترة الماضية ومنذ وصول ترامب الى الحكم في جانفي 2017.. اضافة الى الحرب على الارهاب . اذ تعد السعودية جزءا اساسيا من الحلف الامريكي ضد داعش الارهابي في سوريا ..
ولعل تشابه الرؤى بين الطرفين في قضايا المنطقة وعلى رأسها ايران شكل نقطة محورية في العلاقات الجديدة التي بدأت تتحسن مع الرئيس الحالي ترامب بعد ان اصيبت بالفتور في عهد الرئيس باراك اوباما في اعقاب توقيعه ما سمي حينها بالاتفاق النووي مع طهران..
وفيما تحاول الادارة الامريكية تنفيذ سياساتها الجديدة في الشرق الاوسط بدءا بقرار ترامب بشأن القدس وصولا الى ما يسمى بـ « صفقة القرن» ، فان تقارير عديدة تحدثت عن ان واشنطن تجد في الرياض عاملا هاما يمكن ان يسهم في تنفيذ هذه الصفقة والتي لم يتم الاعلان رسميا عنها، لكن ما سرب من بنودها يؤكد – بحسب مراقبين – انها تنسف قضية القدس واللاجئين . فهذه الصفقة او الاتفاق النهائي تهدف بشكل رئيسي إلى توطين الفلسطينيين في وطن بديل، خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء حق اللجوء للاجئين الفلسطينيين. وهي تتمحور اساسا حول اقامة دولة فلسطينية لكن برؤية اسرائيلية تشمل حدودها قطاع غزة والمناطق (أ، ب) وأجزاء من المنطقة (ج) في الضفة الغربية. ويتم اقتاع الفلسطينيين بتوفير المنح والمساعدات لإقامة وبناء البنية التحتية بما في ذلك مطار وميناء بحري في غزة والإسكان والزراعة والمناطق الصناعية والمدن الجديدة. اما وضع القدس وقضية عودة اللاجئين فسيؤجلان لمفاوضات لاحقة، مما يعني عمليا انهاء قضية القدس. هذا المقترح الامريكي لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي لا يمكن ان يتم الا عبر محادثات سلام إقليمية بين «إسرائيل» والدول العربية ..
وبحسب الانباء المتداولة فان الاعلان عن هذه الصفقة بات وشيكا وربما يتم خلال اللقاء المرتقب بين الامير سلمان والرئيس ترامب .. والسؤال الاهم ماذا اعدت دول المنطقة من اجل مواجهة تداعيات هذه الصفقة بكل ما تحمله من انعكاسات ، وهل ستقبل الدول العربية بالتضحية بالقدس وتصفية قضية اللاجئين أي بإنهاء الملفات التي لم تستطع محادثات اوسلو انهاءها؟