امس الاثنين توصلها لاتفاق مع الجانب الروسي عبر وساطة اممية يقضي بإجلاء الجرحى من المدينة المحاصرة والتي تشهد اقتتالا عنيفا يدخل اسبوعه الثالث رغم اقرار هدنة انسانية.
وأضافت الجماعة في بيان «في إطار السعي الحثيث لإيقاف الحملة الهمجية الشرسة على الغوطة الشرقية ،تم التواصل عبر الأمم المتحدة مع الطرف الروسي وفي إطار الجهود الإنسانية المبذولة خلصنا إلى القيام بعملية إجلاء المصابين على دفعات نظرا لظروف الحرب والحصار ومنع إدخال الأدوية منذ ست سنوات واستهداف المشافي والنقاط الطبية».
هذا الاتفاق جاء تزامنا مع تصاعد حدة الاقتتال بين قوات النظام السوري وحلفائه من جهة والمعارضة المسلحة من جهة اخرى ، ولئن يشهد الميدان السوري منذ سنة 2011 تداخلا في الادوار الخارجية على الميدان يرى مراقبون ان معركة الغوطة ومن قبلها معركة ادلب وحماه وحمص وغيرها، كان تجسيدا واضحا لتداخل ادوار اطراف دولية في الميدان السوري ليس فقط على الصعيد العسكري بل ايضا على الصعيد السياسي .
فمنذ بداية الاقتتال في الغوطة الشرقية افادت تقارير اعلامية ان حصيلة القتلى من المدنيين بلغت نحو 1100 عدا الجرحى الذين بلغ عددهم المئات . اذ تقدر الأمم المتحدة وجود 400 ألف مدني محاصرين داخل الغوطة.
«تقسيم الغوطة»
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي السوري سومر سلطان لـ«المغرب» «تم تقسيم الغوطة على 3 أجزاء شمالاً هناك دوما وبساتينها وجزء من بلدة الريحان غرباً ما تبقى من حرستا .. جنوباً، الجزء الأكبر، وفيه عربين وزملكا وجوبر وغيرها من البلدات، وتسيطر عليه التنظيمات المسلحة الممولة من قطر ولكل جزء هناك ممر إنساني خاص به ‹›. وتابع
محدّثنا ان عمليات الجيش حاليا تقوم في ثلاثة محاور اولها اقتحام حرستا غرباً ، وعملية على بلدة الريحان شمالاً ، الى جانب اقتحام بعض البلدات الصغيرة في أقصى جنوب الغوطة الشرقية.
على صعيد آخر، اكد الكاتب السوري ان التنظيمات السلفية تحاول الرد على عملية الغوطة عبر قصف بلدتي كفريا والفوعة في ريف ادلب مضيفا» وقد رد سلاح الجو على هذا عبر تنفيذ رمايات جوية عنيفة منذ الأمس وحتى اليوم، في معادلة جديدة عنوانها: قصف الفوعة وكفريا يقابله قصف مواقع ريف ادلب وفي مقدمتها مواقع الإرهابيين في جوار بلدة بنش».
واكد سلطان ان تحرير بلدة مسرابا السبت في الغوطة الشرقية يؤكد وجود محورين للعمليات لدى الجيش السوري ، محور يحاول الالتفاف من بساتين حرستا الشرقية، والتي تفصلها عن دوما، ويلتف بهدف الوصول إلى إدارة المركبات في حرستا، ويستهدف تطويق حرستا. ومحور ثاني أهم يسعى إلى قطع الغوطة إلى شطرين، شمالي فيه مدينة دوما، معقل تنظيم جيش الإسلام المدعوم سعودياً، وجنوبي فيه تحالف من عدة تنظيمات مدعومة قطرياً وتركياً، على رأسها فيلق الرحمن وأحرار الشام وجبهة النصرة وفق تعبيره .
واشار محدّثنا في هذا المحور الثاني بقيت عدة مئات من الأمتار كي يكتمل العزل النهائي بين المنطقتين. حيث تفيد الأنباء أن الجيش حرر قبل قليل بلدة مسرابا في سعيه لشطر الغوطة.وتابع المحلل السياسي السوري «في نفس السياق وافقت الدولة السورية على فتح معبر إنساني في شمال الغوطة الشرقية لإخراج المدنيين. ولكن المجموعات المسلحة تحاول منع المدنيين من سلوكه، مما أدى إلى وقوع عدة قتلى في صفوف المدنيين.
من الملاحظات الهامة أنه يتم في الآونة استخدام صواريخ ارتجاجية، مخصصة للمناطق الضيقة، إضافة إلى صواريخ الفيل التي يستخدمها الجيش منذ فترة غير قصيرة في مناطق الغوطة».