وتستمرّ الجولة التي بدأت الاربعاء 4 ايام وتشمل 5 دول افريقية هي أثيوبيا وتشاد وجيبوتي وكينيا ونيجيريا، وذلك في مسعى لإصلاح العلاقات الأمريكية الأفريقية التي شهدت توترا ملحوظا بعد تصريحات مثيرة للجدل لترامب وصف فيها المهاجرين من مواطني الدول الافريقيّة بـ«الحُثالة».
وأكّدت الخارجية انّ الجولة التي يقوم بها تيلرسون تبحث سبل ووسائل تطوير العلاقات بين الولايات المتحدة الامريكية والقارة الافريقية على عدة اصعدة بما فيها مكافحة الارهاب الافة التي تؤرق دول العالم . وتراهن هذه الزيارات التي يؤديها تيلرسون إلى طيّ صفحة التوتر التي شابت العلاقات بين اغلب الدول الافريقية وساكن البيت الأبيض الجديد بعد تصريحاته العنصريّة الّتي وصف فيها مهاجري افريقيا بـ’’الحثالة ‘’. ونظرا لموجة الانتقادات الحادّة التي تعرّض لها ترامب آنذاك برّر الأخير تصريحاته بأنّ «اللهجة التي استخدمتها خلال الاجتماع كانت قاسية لكنها ليست الكلمات التي تفوّهت بها’’ وهو مااعتبرته وسائل إعلام تنصلا للرئيس الأمريكي مما تفوّه به في اجتماع لإدارة البيت الأبيض .
ومنذ فوز ترامب في الانتخابات تناول متابعون مستقبل العلاقات الامريكية الافريقية بالنظر خاصة وان القارة السمراء تعد من اكثر المناطق استقطابا للنفوذ الغربي عبر التاريخ سواء لمطامع سياسية او اقتصادية او غيرها .
الحضور الامريكي
ووفق تقارير رسمية لم يحظ الرئيس ترامب بنسب تصويت عالية في صفوف الجالية الامريكية في الدول الافريقية امام نتائج ايجابية لمنافسته هيلاري كلينتون كما تؤكد أراء مراقبين ان ترامب لن يحظى بالقبول الذي حظي به سلفه باراك أوباما الذي ينحدر من أصول افريقية كما أنّه حرص على بناء علاقات قويّة بين واشنطن وعدد من الدول الافريقية على امتداد العهدتين الرئاسيين اللتين قضاهما اوباما في الحكم. ومن بين اهم المشاريع التي دشّنها اوباما في افريقيا مشروع لتوفير الطاقة في إفريقيا والذي يهدف إلى مضاعفة عدد مستخدمي الكهرباء في أنحاء القارة.وكان الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، قد أقام في افريقيا مشروعا لمكافحة الإيدز، معروف باسم «خطة الرئيس الطارئة للإغاثة من الإيدز». وقد وفّر المشروع عقاقير للملايين من أجل مساعدتهم على فيروس نقص المناعة.
ويرى مراقبون ان الرئيس الحالي يحاول السير على نهج الرؤساء الذين سبقوه لما تحمله القارة السمراء من اهمية بالغة على عدة اصعدة وماتمثّله أيضا من وجهة للمطامع الخارجية وخاصة امام العدو الاول لأمريكا روسيا وايضا تنامي النفوذ الصيني والتركي في القارة وهو مابات يمثل ناقوس خطر لبلاد ‘’العم سام’’.إلاّ ان متابعين للشأن الامريكي يؤكدون أنّ هذا التنامي في النفوذ الخارجي سببه عدم وضوح استراتيجيّة البيت الأبيض برئاسة ترامب ، اذ يؤكد متابعون ان الجولة التي يؤدّيها تليرسون الى 5 دول افريقية تتنزّل في إطار السعي الأمريكي لجس النبض وفتح الأبواب أمام تطوير وتوثيق العلاقات بين الجانبين .
ملفات مطروحة
يشار الى ان افريقيا تحتضن الى جانب النفوذ الاقتصادي الامريكي نفوذا عسكريا ايضا لهذا البلد في عدة دول سواء بشكل معلن او سري، وذلك لمواجهة انتشار المسلحين الإسلاميين اذ يضطلع الجيش الأمريكي بعدة مهمات لتدريب جنود في أفريقيا في إطار استراتيجيّة الولايات المتّحدة لمكافحة الإرهاب . كما تضمّ القارة الامريكيّة عددا لا يُستهان به من القواعد العسكريّة الأمريكيّة دون طيارات والّتي تم استعمالها في اكثر من مرة لاستهداف مواقع لتنظيمات مُتطرّفة في القارة الافريقية . كما تقوم هذه القواعد بمهام مراقبة بالإضافة الى وجود قوّات خاصة تنخرط في العمليّات ضدّ الجماعات المرتبطة بتنظيم «داعش» و’’القاعدة ‘’ الارهابيين في أنحاء القارة.
ويرى مراقبون ان من بين اهم الملفات التي تحمل اولوية في سلم العلاقات بين الطرفين الامريكي والإفريقي، وأوّلها التهديدات الامنية في منطقة الساحل ومنطقة جنوب الصحراء وأيضا انتعاش تجارة الأسلحة وتهريب المهاجرين إلى ليبيا ومنها باتجاه دول القارة الاوروبية . هذا علاوة على الوضع غير المستقر في الصومال احدى اهم الدول التي تشهد حضورا امريكيا غير مسبوق نتيجة نشاط مسلحي حركة الشباب الارهابية التي لطالما نفذت الطائرات الامريكية ضربات جوية وغارات دون طيار ضد مواقعها ومقاتليها في مقاديشو . كما يربط مراقبون ان يستهل تيلرسون جولته الافريقية بزيارة اثيوبيا بعدم الاستقرار السياسي الذي شهدته هذه الدولة والتي تبعها اعلان حالة طوارئ عامة علاوة على الصراع السياسي على السلطة في الكونغو الديمقراطية