سوريا: تحشيد عسكري وتنديد دولي يُلهب الاقتتال في «جبهة الغوطة»

تشهد جبهة القتال في الغوطة السورية تطورات ميدانية متسارعة تتداخل فيها اطراف خارجية

زادت من ارباك المشهد المشتعل بطبعه ، ورغم الهدنة الاممية التي تم اقرارها في مجلس الامن منذ مايُقارب الأسبوع تشهد الغوطة الشرقية حراكا عسكريا كبيرا واقتتالا لم تخفت حدّته رغم وقف اطلاق النار المقرّر . اذ كشفت تقارير إعلاميّة ان الحكومة ارسلت 6500 جندي من القوات الحكومية والقوات المساندة خلال اليومين الماضيين ، لتعزيز جبهة الغوطة ضد مسلحي المعارضة وفق مانقلته وكالة الأنباء الألمانية امس.

وأكّدت المصادر أن أغلب القوات توجهت الى القطاع الجنوبي والشمالي الغربي من غوطة دمشق ، كما تؤكد تقارير اعلامية رسمية سورية ان الحكومة تحشد أكثر من 30 الف مقاتل على جبهات الغوطة الشرقية لطرد المعارضة المسلحة بصفة كاملة .وتعدّ الغوطة الشرقية ميدان الاقتتال الحالي من اهم الجبهات في سوريا وتحمل الغوطة الشرقية اهمية استراتيجية على كافّة الأصعدة ولكافة الاطراف المعنية بالصراع الدائر في سوريا .

اذ يرى مراقبون ان بلدة «العبادة» وهي المنفذ الرئيسي للغوطة الشرقية- التي تضم 10 الاف نسمة - تحمل اهمية كبيرة باعتبار قربها الجغرافي من العاصمة دمشق . ومن بين اهم الاسباب التي تجعل من الغوطة محور اهتمام اطراف الصراع في سوريا هو وجود طريق يربط بين عدد من المناطق يتم استغلاله لإجلاء النازحين من دمشق والغوطة الشرقية إلى باقي المحافظات الداخلية وأيضا الى الأردن .علاوة على سهولة إدخال المواد الإغاثية والطبية .كما تؤكد تقارير في الغرض ان بلدة العبادة تعد الشريان الاول والرئيسي لتمرير السلاح والذخائر للجيش الحر . هذا بالإضافة الى وجود طريق عرضي يمر من أطراف بلدة العبادة وهذا الطريق يصل ما بين مطار ‹›دمشق›› الدولي ومطار ‹›ضمير›› ومطار ‹›السين›› مرورا بحران العواميد وبلدة العبادة والعتيبة.

تعزيزات عسكرية
التطورات الميدانية في الغوطة خلفت ردود فعل دولية واسعة تراوحت بين التنديد والتحذيرات بما ستؤول اليه الاوضاع في حال استمرار الاقتتال . اول ردود الفعل المحذرة جاءت من منظمة الامم المتحدة التي اتهمت النظام السوري بـ»التخطيط لما يشبه «نهاية العالم» بعد الغوطة الشرقية. واضاف المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة امس ان النزاع دخل

«مرحلة رعب» جديدة.وقال زيد رعد الحسين خلال عرضه تقريره السنوي في جنيف امام مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة «هذا الشهر، وصف الامين العام (للأمم المتحدة) الغوطة الشرقية بأنها جحيم على الارض».
يشار الى انّ مجلس الأمن بدوره -والّذي أقرّ هدنة في الغوطة الشرقية لم يتم الالتزام بها من قبل الاطراف المعنية – هو بدوره يشهد انقساما داخليّا نظرا لمعارضة روسيا لأيّ قرار قد يدين نظام الأسد سواء فيما يتعلّق بالاتّهامات الموجهة له باستخدام أسلحة كيميائية محظورة دوليا او فيما يتعلق باستمرار الاقتتال رغم فرض الهدنة .

في نفس سياق هذه التطورات الميدانيّة وتداخل الادوار الخارجية قال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم غالن، إن بلاده حشدت كل إمكانياتها الإغاثية والدبلوماسية من أجل الغوطة الشرقية في محيط دمشق، التي تتعرض منذ أشهر لقصف متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد.
ويأتي هذا التحرك التركي بالتوازي مع العملية العسكرية التي تشنها انقرة في الشمال السوري وبالتحديد في مدينة عفرين الحدودية منذ مايفوق الشهر . وهي عملية لاقت رفضا وانتقادات دولية واسعة الا ان حكومة اردوغان تبرر تدخلها العسكري بسعيها للحفاظ على أمنها القومي امام تنامي التهديدات بإقامة دويلة كردية على حدودها .
كما طلبت تركيا امس من الولايات المتحدة منع نقل مقاتلين اكراد مدعومين من واشنطن نحو منطقة عفرين .وتاتي هذه التصريحات فيما ارسلت وحدات حماية الشعب الكردية في الايام الماضية تعزيزات الى منطقة عفرين للتصدي للعملية العسكرية التي تشنها تركيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115