مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي لـ «المغرب»: هناك قناعة اليوم لدى كل الليبيين بأن الانتخابات هي المخرج الوحيد

• عودة «داعش» الإرهابي الى ليبيا ليس بالأمر السهل
دعا مبعوث الجامعة العربية الى ليبيا صلاح الدين الجمالي الليبيين الى استئناف الحوار ودعم

العملية السلمية لان نجاحها هو انهاء معاناة الشعب الليبي. وقال في حديثه لـ «المغرب» ان دور الجامعة العربية يلتقي مع دور الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية الاخرى في دعم التسوية السياسية .. واوضح ان هناك تقدما نحو اعداد الانتخابات وإصرارا من قبل الشعب الليبي على المشاركة فيها انطلاقا من قناعة كل الفاعلين الليبيين بان الانتخابات هي المخرج الوحيد من الأزمة . وقال ان الجنوب الليبي بقي الخاصرة الرخوة لليبيا بسبب قربه من حدود بعض الدول الافريقية التي لا تسيطر على حدودها بالقدر الكافي.

• الى اين يسير الوضع في ليبيا؟
الازمة الليبية اليوم تمر بحالة جمود وأملنا كبير بان يجتمع المجلسان النيابي والأعلى للدولة من جديد من اجل تحريك المسار ..وان يتفق ممثلو المجلسين على تطوير بعض البنود في الاتفاق السياسي وهذا يسهل العملية السلمية ويفتح المجال امام اجراء الانتخابات بظروف طيبة، ويعطي اشارة ايجابية للاخوة الليبيين . خاصة راينا ان هناك حماسا كبيرا نحو التسجيل في الانتخابات فكل الاخوة الليبيون يسجلون بما في ذلك العنصر النسائي وهو شيء جديد في ليبيا اذ يبدو ان هناك دورا جديدا للنساء في الحياة السياسية وهذا شيء يفرح .ونحن متفائلون ولا اعتقد ان الوضع الآن هو اسوأ مما كان بل هناك تطور وتحسن في المسيرة السلمية وهناك تفاؤل من قبل المبعوث الاممي وكذا الجامعة العربية .ونتمنى ان يتم تجاوز كل ما ينغص الحياة السياسية مثل مشكلة النازحين والمهجرين في الداخل والخارج وعلى رأسهم مشكلة تاورغاء لان عودة هؤلاء يضفي جوا من التفاؤل على الرأي العام الليبي ويساعد على تحقيق المصالحة الليبية الشاملة.

• كيف يمكن تطوير دور الجامعة العربية في ليبيا خاصة ان دورها لم يكن فاعلا مع بداية الازمة؟
الجامعة العربية هي مرآة للوضع العربي ورأينا ان وضع البلدان لم يكن مريحا في بداية الثورات خاصة في سنة 2011 ..اليوم دور الجامعة العربية تغير فهي تلعب دورا في تشجيع الاخوة الليبيين على التسوية السياسية . لان في انجاحها عودة للدولة القوية وعودة للاستقرار والامن في ليبيا. ودور الجامعة العربية يلتقي مع دور الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية الاخرى . وهي تعمل على التنسيق وكانت وراء اقامة التنسيقية الرباعية التي تجمع الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي والتنسيقية الافريقية وتلعب دورا ايجابيا لدفع عملية السلام ..وشاركت كمبعوث للجامعة في اللقاءات الاخيرة التي تمت بين نواب ليبيين في تونس. واستقبلت في مكتبي العديد من المسؤولين من الجانبين. واملنا بان يقع استئناف الحوار ودعم العملية السلمية من جميع السياسيين الليبيين لان نجاحها هو انهاء معاناة الشعب الليبي .

• وما تحركاتكم القادمة بشأن الازمة الليبية؟
نحن نستقبل باستمرار الوفود الليبية خاصة ان تونس اصبحت ممرا للاخوة الليبيين وملتقى لهم في طريقهم الى مختلف الجهات .وكنت في المنطقة الغربية الشهر الماضي وقابلت كبار المسؤولين وسأتوجه الى المنطقة الشرقية قريبا ونواصل دعم الطاقات وتجاوز الحساسيات. لا اعتقد ان هناك خلافات جوهرية بين الليبيين ولكنها اعتقد انها بعض الحساسيات ونأمل بان تنجح المسيرة ..

• ما تفسيركم لتصاعد وتيرة التفجيرات في ليبيا ؟
يحصل ذلك بسبب غياب جهاز امني وسلطة عسكرية قوية اضافة الى ان الجنوب الليبي بقي الخاصرة الرخوة لليبيا بسبب قربه من حدود بعض الدول الافريقية التي لا تسيطر على حدودها بالقدر الكافي ..لذلك اصبح الجنوب الليبي مرتعا لشبكات الجريمة المنظمة مثل تجار البشر والمخدرات والسلاح وغيرهم . لذلك اعتقد ان تسليح الجيش والقوى الامنية وتوحيدها ، كفيل بإعادة الاستقرار الى ليبيا لان العنف مستورد وليس محليا وإذا استقرت الامور في الدول المجاورة ستستقر ليبيا ايضا .

• ما مدى صحة التقارير الغربية التي تتحدث عن عودة محتملة للمقاتلين الارهابيين من سوريا والعراق وان ليبيا ستكون مقصدهم؟
صحيح هناك تقارير امريكية وغربية تقول هذا وانا اشك في ذلك لاننا تعودنا على هذه التقارير الغربية المخيفة والمتشائمة . فنحن نلاحظ تحسنا في الوضع في المنطقة الغربية لذلك اصبحت عودة داعش والقاعدة ليس بالأمر السهل واليسير لان هذه المجموعات الارهابية ستجد من يواجها في ليبيا . الخطورة تكمن في الجنوب الليبي بسبب هشاشة الوضع الامني هناك . لكن بشكل عام ليبيا تتجه نحو استقرار امني شامل والجيش والأمن اصبح لهما دور ونأمل بان يتم تطوير هذا الدور من خلال مدهم بالعتاد اللازم. داعش لم يعد يخيف دول المنطقة لان الدول المجاورة لليبيا ايضا على جاهزية كاملة لتحسب كل المخاطر مثل مصر وتونس والجزائر .. واعتقد ان زمن سيطرة القاعدة وداعش قد تجاوزته الاوضاع..ويجب ان نكون متفائلين .

• كيف ترون دور سيف الاسلام القذافي ؟
الشعب الليبي هو المؤهل لإعطاء كلمته بخصوص مستقبل سيف الاسلام القذافي والذي لعب دورا في النظام السابق . لكن بصفة عامة اعتقد انه يجب اعطاء الفرصة لمن عمل مع النظام السابق ليساهم في بناء مستقبل ليبيا . فإقصاء واستبعاد بعض العناصر بحجة انها كانت تعمل مع النظام السابق لا يساعد على بناء الدولة العصرية الليبية وليبيا يجب ان تبنى بسواعد كل الليبيين مهما كانت اتجاهاتهم السياسية . لقد عملت سفيرا لتونس ايام معمر القذافي وتقابلت مع اطارات متميزة بنت الدولة الليبية . والادارة الليبية ما زالت قائمة رغم ضعفها فالمرافق الصحية والمستشفيات موجودة ...وهذا يجب الحفاظ عليه وتطويره ويجب ان يشارك الجميع في بناء الدولة الليبية ما عدا الاشخاص الذين لديهم تتبعات عدلية او ايديهم متورطة بدماء الليبيين واجرموا بحقهم في قضايا فساد وغيرها .

• اين وصل ملف الاموال الليبية في الخارج ولماذا هناك مماطلة غربية في اعادة الاموال؟
الغربيون يقولون انهم بانتظار اجراء الانتخابات من اجل اعادة الاموال الليبية في ظل ضعف الدولة لان الوضع مؤقت . ولكن اشك بذلك فهناك ما يتجاوز 60 مليار دولار تريد بعض الدول الغربية ان تستغل هذا المبلغ اكثر وقت ممكن ..والشعب الليبي هو اليوم بأمس الحاجة الى امواله . ويجب ان ننتظر حتى تستقر الامور لكي تنتفي حجة الدول الغربية وتعاد الاموال المنهوبة ويجب ان يظل هذا الملف تحت متابعة الشعب الليبي.

• في ظل الوضع القائم ، هل ليبيا تسير نحو انتخابات حقيقية وديمقراطية؟
كل الاشارات تؤكد ذلك ..نعم هناك تقدم نحو اعداد الانتخابات واصرار من الشعب الليبي على المشاركة فيها وهناك قناعة اليوم لدى كل الفاعلين الليبيين بان الانتخابات هي المخرج الوحيد للشعب الليبي ، اذن هناك اجماع في الداخل والخارج . وهذا امر مهم لانه يساعد على دفع المسيرة نحو الانتخابات. واعتقد ان كل الاطراف متفائلة .لكن كل مسيرة فيها فترات انطلاق وتراجع ونأمل بان يقع استئناف كل الجهود نحو الاعداد للانتخابات واعتقد ان نسب التسجيل مهمة وواعدة .
لكن اريد ان اؤكد على اهمية ان تلتزم كل الاطراف الليبية بنتائج الانتخابات وان يكون الالتزام رسميا بان تعوض الدولة الجديدة المؤسسات المؤقتة القائمة حاليا لكي لا تضاف الحكومة التي ستأتي بها الانتخابات الى الحكومات القائمة ونجد انفسنا امام ازمة جديدة..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115