داخل مصراته وتعثر تطبيق اتفاق المصالحة بين قبائل التبو وأولاد سليمان في الجنوب، برزت مجددا ضرورة فتح باب المصالحة الوطنية الشاملة قبل أية مرحلة سواها وبالتالي فان بعثة الأمم المتحدة للدعم مطالبة بتعديل سلم الأولويات، وجعل ملف المصالحة الوطنية أولوية مطلقة بسبب حجم الخلافات بين مختلف المدن والقبائل.
ففي غياب المصالحة لن يكون من السهل إجراء الانتخابات العامة، مسألة ربما تفطن إليها الدكتور غسان سلامة بتأكيده على أهمية تفعيل المصالحة المحلية تمهيدا للمصالحة الوطنية .
وفي نفس السياق أصدرت مجموعة من أعضاء المجلس الأعلى للدولة في طرابلس أمس بيانا ناشدت فيه مجلس النواب في طبرق التسريع بالموافقة على تفاهمات لجنتي الحوار في تونس حول السلطة التنفيذية التي سوف يتجه من خلالها الجميع لتشكيل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية التي بدورها ستؤمن الانتخابات. في غضون ذلك تستعد بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا لاستدعاء لجنتي الحوار عن مجلس النواب والأعلى للدولة للاجتماع مجددا لمواصلة المفاوضات حول النقاط العالقة .
ماذا في نشاط سلامة في طرابلس؟
من جانبه يواصل المبعوث الاممي الدكتور سلامة زيارته إلى العاصمة طرابلس حيث أجرى عدة اتصالات ومشاورات من اجل تجاوز حالة جمود العملية السياسية، سلامة عقد أول مؤتمر صحفي أكد فيه عمل البعثة الأممية على 3 محاور و هو الانتخابات مسودة الدستور المصالحة الوطنية الشاملة -إستراتيجية يمكن القول بان سلامة أنجز خطوات في تحقيقها، إذ انه وكما هو معلوم الاستعداد للانتخابات تتقدم بشكل واضح بفضل اندفاع الليبيين نحو التسجيل في منظومة التسجيل والعدد الإجمالي للمرسمين قارب مليونين ونصف ناخب. بينما يتوقف مصير مسودة الدستور على حكم المحكمة العليا الذي سيقع البت فيه خلال الشهر الجاري.أما عن ملف المصالحة الوطنية فان العقبة الوحيدة هي المصالحة بين مصراته وتورغاء وضمان تنفيذ الاتفاق الموقع بين الطرفين . وتراهن الأمم المتحدة لتنفيذ خطة عملها في ليبيا على عقلاء البلاد ووعيهم بخطورة و دقة المرحلة .الواقع يؤكد بان غسان سلامة كسب تعاطف ودعم شريحة واسعة من الليبيين مع خطة عمله لانقاد البلاد من الفوضى والانقسام.